أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الأنشطة الثقافية والاجتماعية تغيب في جرسيف

جريدة أصوات

يشكل غياب الأنشطة الثقافية والاجتماعية بمدينة جرسيف مصدر قلق بشأن دور المؤسسات الرسمية والجمعيات في توجيه الشباب نحو قيم المواطنة والاعتدال، خصوصًا في ظل انتشار مظاهر التطرف والانحلال الاجتماعي.

تتضح الحاجة الماسة إلى مراكز تربوية وثقافية تستوعب الشباب وتوجه طاقاتهم نحو الإبداع والإنتاج الفكري والفني، ولكن المدينة تعاني من ركود ملحوظ في المبادرات التي تعزز قيم التسامح والانفتاح. هذه الوضعية تتفاقم بفعل تراجع دعم المجالس المنتخبة للمبادرات المدنية، المتأثرة بأسباب سياسية أو ثقافية، مما يجعل مصالح الوطن والمواطن في مهب الريح.

تظهر أيضًا آثار هذا التهميش في غياب دور المجتمع المدني، الذي جرى استبعاده ومحاربته في السنوات الأخيرة، حيث فقدت المدينة العديد من الفعاليات الثقافية مثل الملتقى الدولي للشعر والتشكيل، مما أدى إلى ضعف الفعل المدني وكفاءة تقديم البدائل الثقافية والتربوية.

كما أن الوضع الرياضي يُظهر تراجعًا ملحوظًا، حيث أدت الظروف السيئة إلى انهيار فرق كانت تمثل جرسيف في الساحات الرياضية، كفريق حسنية جرسيف لكرة اليد، الذي كان ينافس بقوة، لكن حاله اليوم يثير الشجن.

تفاقم المشاكل بسبب ضعف مرافق وزارة الشباب في المدينة، مثل دار الشباب “علال بن عبد الله” التي باتت شبه متهدمة، بينما تظل دار الثقافة دون صيانة، مما يعيق تنظيم الفعاليات الثقافية.

تواجه الجمعيات أيضًا صعوبات، منها التباطؤ في الحصول على الترخيصات، مما يسبب عوائق أمام أنشطتها. وغياب التأطير الثقافي والاجتماعي يسهم في تفشي التطرف، كما أبرزت حادثة اعتقال شاب من المدينة.

مع تزايد مشكلات تعاطي المخدرات والانحطاط الأخلاقي، تبرز الحاجة لبدائل حقيقية تشجع الشباب على الانخراط في أنشطة تنموية وثقافية. لذلك، تتحمل الهيئات المعنية مسؤولية كبيرة في تعزيز وجودها في المشهد الثقافي والاجتماعي المحلي.

لا يمكن تجاهل الجهود التي تبذلها بعض المؤسسات، لكن تبقى غير كافية في ظل الجرائم والمشكلات التي تواجه الشباب. يدعو فاعلون جمعويون إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني لضمان دعم يمكن الجمعيات من أداء أدوارها.

إن الرهان الحقيقي يتطلب وعي الفاعلين بأهمية الاستثمار في العنصر البشري وتوفير بيئة ثقافية إيجابية تسمح للشباب بالتعبير والتطوير، مع الأمل في أن يسهم السيد عبد السلام الحتاش، الذي عُين مؤخرًا على رأس عمالة إقليم جرسيف، في إحداث تغييرات إيجابية تحسن واقع المجتمع وتمنحه الأمل في مستقبل أفضل

 

التعليقات مغلقة.