أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الإعلام الجديد: صوت السلطة أم صوت الشعب؟

بقلم : محمد عيدني

 

تُعتبر وسائل الإعلام ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الديمقراطية، حيث تُسهم في تشكيل الوعي الشعبي وتعزيز المشاركة المدنية. ومع ظهور الإعلام الجديد، يبرز تساؤل مهم حول مدى تأثيره في تغطية القضايا الاجتماعية والسياسية، خاصة في ظل الحملات الحكومية التي تستهدف بشكل رئيسي تحسين الظروف العامة للمواطنين.

في الآونة الأخيرة، كانت حملة تحرير الملك العمومي التي انطلقت في مدينة فاس مكناس محور جدل واسع.

وقد لقيت هذه الحملة اهتمامًا كبيرًا، ليس فقط من قبل السلطات المحلية، بل أيضًا من وسائل الإعلام بجميع أنواعها.

وفي هذا السياق، وبالرغم من انتشار وسائل الإعلام الجديد التي ظهرت في الساحة، فإن التحديات التي تواجهها لا تزال عديدة.

تبع وسائل الإعلام الجديدة بشكل دقيق تحركات رجال السلطة.

حيث تظهر التقارير الإعلامية الباشا والقائد في قلب الأحداث، مما يثير تساؤلات حول دور هذه الوسائل في تقديم الأخبار. هل تعمل حقًا على خدمة المجتمع، أم أنها مجرد صوت للسلطة؟ الحذر في تناول المواضيع الحساسة وتحقيق التوازن بين النقد والتأييد يحتم على الإعلاميين التفكير بعمق في المسؤولية التي تقع على عواتقهم.

إن للتغطية الإعلامية أهمية كبرى في تشكيل مواقف وتصورات الجماهير.

ولكن كيف يكون الأمر عندما يُفقد صوت المواطن في زحمة التغطيات الاعتيادية؟ يُلاحظ أن الإعلام الجديد يميل إلى إبراز مواقف رجال السلطة، في حين يبقى صوت المواطن غائباً، أو يُسمع بشكل محصور في مناسبات محددة.

يُظهر هذه الصورة بشكل واضح كيف يمكن أن يتحول الإعلام إلى أداة تخدم الأجندات الحكومية، رغم طموحات البعض في التعبير عن الواقع المعيش.

إن هذه الديناميكية تبرز أيضًا فرصة للإعلام الجديد لإعادة النظر في دوره.

فبدلاً من الاكتفاء بتصوير جوانب السلطة، ينبغي على الإعلاميين توجيه أسئلتهم نحو قضايا المجتمع، والتركيز على المعاناة اليومية للمواطنين وحاجاتهم الملحة.

تكمن قوة الإعلام في قدرته على فتح النقاشات وخلق منصات للتعبير عن مختلف الآراء.

لتعزيز هذه الفكرة، يجب على وسائل الإعلام التفكير في كيفية دعم الحملات التي تروج للمشاركة المدنية الفعالة، والتواصل بشكل أفضل مع الجمهور.

يمكن للإعلام الجديد أن يكون صوتًا للمشاكل الحقيقية التي يواجهها المواطنون، ويساهم في حلول عملية تتجاوز مجرد تغطية الأحداث.

في الخلاصة، يواجه الإعلام الجديد تحديات كبيرة لكنه يمتلك أيضًا فرصًا لا تُحصى لتعزيز دوره.

إن تحقيق التوازن بين_information_ والتأثير يتطلب جهوداً مشتركة لنقل صوت المواطن وصنع إعلام يعكس تنوع المجتمع ويخدم مصالحه.

إن فتح قنوات حوار بين السلطة والمجتمع هو السبيل نحو إعلام أكثر مهنية وموضوعية، يُعزز من القيم الديمقراطية ويُعبر عن طموحات الجميع

التعليقات مغلقة.