التعليم بفاس: أساتذة ابن زيدون يواجهون تعنتاً إدارياً
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تتواصل حالة من الغليان داخل الأسرة التعليمية بمديرية فاس، إثر إقدام المديرية الإقليمية على برمجة تكوينات بعد التاريخ المحدد لتوقيع محاضر الخروج، وهو ما اعتبره الأساتذة التفافًا على حقهم في العطلة الصيفية. وعلى الرغم من تجاوب غالبية مديري المؤسسات التعليمية مع مطلب الأساتذة، إلا أن إدارة الثانوية الإعدادية ابن زيدون اتخذت موقفًا مغايرًا، مما أثار بلبلة واسعة داخل المديرية.
وفي سياق متصل، وبعد المقاطعة الشاملة للتكوينات المبرمجة خارج الزمن التربوي وبعد نهاية الموسم الدراسي فعليًا وقانونيًا، فوجئت بعض الأطر التربوية في إعدادية ابن زيدون باحتجاز الإدارة التربوية لمحاضر الخروج، وامتناعها عن تمكين المعنيين من توقيعها. وهذا التصرف، الذي يتنافى مع حقوق الأساتذة، دفع بالجامعة الوطنية لموظفي التعليم إلى التدخل.
وبناءً على مسؤولياتها النضالية، فتحت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم حوارًا مع الإدارة المعنية في محاولة لنزع فتيل الأزمة وتمكين الأساتذة من حقوقهم المشروعة. بيد أن هذا الحوار لم يسفر عن استجابة كافية، مما دفع الأساتذة إلى الدخول في اعتصام مفتوح، تأكيدًا على حقهم المشروع في التوقيع على محاضر الخروج والحصول على عطلتهم الصيفية دون قيود.
وإزاء هذا الوضع، أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمديرية فاس بيانًا شديد اللهجة. وقد تضمن البيان شجبًا لبرمجة الوزارة وتدخل مصالحها الخارجية في تنظيم تكوينات بعد التاريخ الفعلي لتوقيع محاضر الخروج، معتبرًا ذلك خرقًا سافرًا للمقرر التنظيمي للموسم الدراسي 2024-2025. كما أدان البيان بشكل صارخ تعنت إدارة إعدادية ابن زيدون وامتناعها عن تمكين الأساتذة من توقيع محاضر الخروج، على خلاف باقي مؤسسات الإقليم. ولم يفت البيان التنديد بصمت المديرية الإقليمية تجاه هذا التصرف الشاذ والسلطوي، مؤكدًا تحميل المديرية الإقليمية المسؤولية الكاملة عن أي تطور في المعركة المستمرة، ومستشجعًا كل المحاولات التي تهدف إلى كسر معركة الأساتذة خدمة لأجندات ضيقة.
وقد حيّت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم في بيانها الأساتذة الذين خاضوا ولا زالوا يخوضون أشكالًا نضالية مسؤولة دفاعًا عن حقوقهم، معلنة دعمها اللامشروط لمعركة الأساتذة العادلة بكل أشكالها. وفي هذا الصدد، تؤكد الجامعة تمسكها بالمصالح العليا للأسرة التعليمية بالإقليم، محملة المديرية الإقليمية كامل المسؤولية، وناشدت الشغيلة التعليمية الالتفاف حول إطارها النضالي دفاعًا عن حقوقها وحماية مكتسباتها، وقطع الطريق أمام كل من يحاول التشويش على معاركها العادلة. وفي ظل هذه التحديات، يبرز دور الأستاذ محمد أشكور، الذي لطالما دافع بشراسة عن حقوق الأسرة التعليمية، مؤكدًا على ضرورة احترام القوانين المنظمة للعمل التربوي وصون كرامة الأستاذ.
التعليقات مغلقة.