إعداد مبارك أجروض
إن COVID-19 يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحة الرئة والقلب والكلى والدماغ ويسبب تخثرات دموية، حتى بين أشخاص لم يعانوا في السابق من هذه الأمراض؛ ففي الوقت الذي يتسابق فيه العلماء لتطوير لقاحات وعلاجات لهذا الفيروس، يعمل آخرون على دراسة الآثار التي يُحدثها الفيروس في أجهزة الجسم المختلفة، والتي تُسهم في تدهور الحالة الصحية للمرضى، بصورة قد تُفقِدهم الحياة. ويُعد مرض COVID-19 أحد الأمراض التنفسية، إذ تظهر أكبر تداعياته على الرئتين بالأساس، ويمكن أن تتطور إلى التهاب رئوي حاد ثم إلى فشل رئوي، ومن ثم تحدث الوفاة. لكن دراسة حديثة رصدت أن خطر هذا المرض لا يقف عند حدود الرئة، بل يمكن أن يشمل القلب وأعضاء غيره.
COVID-19 * يسبب تخثرات دموية
ومن هنا وعلى ما يظهر فإن COVID-19 يبدو أنه لا يزال يخفي الكثير من الأسرار، فيوما بعد يوم تظهر معلومات جديدة، وحتى الآن لا يزال الأطباء يتعرفون على آثار المرض المدمرة، لقد تبين مؤخرا أن COVID-19 قد يسبب تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تكوين جلطات دموية، حسبما نشره موقع “أن تي في” الألماني.
ففي الآونة الأخيرة، عانى نجم برودواي الكندي نيك كورديرا (41 عاما) في وحدة العناية المركزة من أعراض شديدة للفيروس، فقد أصيب بالحمى واضطر الأطباء لوصله بجهاز التنفس الصناعي. كما عانى من مضاعفات تخثرية، الأمر الذي استدعى الأطباء إلى بتر ساقه اليمنى، مما يسلط الضوء على مخاطر التخثر الكبيرة المرتبطة بالفيروس، حسبما نشره موقع “فوربس” الأميركي.
ويبدو أن مخاطر التجلط المرتبطة ب COVID-19باتت أكثر وضوحا الآن، في حين أن العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه السكتة الدماغية – بما فيها الضعف أو صعوبة التحدث أو الدوخة أو التنميل – كانوا مترددين في طلب الرعاية خوفا من التعرض للفيروس نفسه. بيد أن هذا التأخير في الاستطباب قد يعود بمضاعفات كارثية مثل الشلل أو فقدان القدرة على التفكير أو الكلام، أو حتى الوفاة.
* مع COVID-19 لا فرق بين الأطفال والكبار
مع بداية تفشي وباء COVID-19، كان هناك زعم أن الأطفال أقل عرضة للعدوى بهذا الفيروس مقارنة بالكبار. لكن دراسة جديدة أجراها كريستيان دروستن كبير علماء الفيروسات بمستشفى شاريتيه في برلين وفريقه، تقول إن نسبة تركيز COVID-19 لا تختلف من فئة عمرية إلى أخرى. وبهذا تراجع دروستن وفريقه عن تقديرات سابقة بشأن نسبة تركيز فيروس كورونا لدى الأطفال مقارنة مع البالغين.
ونقلت مواقع ألمانية مثل “تي أونلاين” عن دروستن قوله إن “نسبة تركيز الفيروس في الحلق لدى الأطفال يمكن أن تكون أعلى 10 آلاف مرة مقارنة بالأشخاص البالغين”، موضحا أنه عند الإصابة بالإنفلونزا والعديد من أمراض البرد الأخرى “نعرف أن الأطفال تكون لديهم نسبة تركيز عالية من الفيروس في الحلق” لأن جهازهم المناعي لا يمكنه فعل الكثير ضد مسببات الأمراض، لذلك تتكاثر لديهم بقوة.
ولقد عرض فريق دروستن نتائج دراسة أجراها وجاء فيها أن عدد الفيروسات التي ثبت وجودها في مجاري التنفس لدى أشخاص مصابين في برلين لا تختلف من فئة عمرية لأخرى. كما أفادت الدراسة بأن الطفل المصاب بفيروس كورونا يمكن أن يكون ناقلا للعدوى مثل الشخص البالغ وبنفس القدر. غير أن الدراسة الجديدة لدروستن وفريقه في مستشفى شاريتيه البرليني لم يجر تقييم نتائجها من قبل لجنة مستقلة.
من جانبها، ذكرت صحيفة “تاغبلات” السويسرية أن هناك دراسة جديدة من الصين تقلل من مخاطر إصابة الأطفال بفيروس كورونا مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. وبناء على ما نقلته الصحيفة، فإن مخاطر إصابة الأطفال حتى 14 عاما ب COVID-19تبلغ مقدار الثلث بالنسبة لمثيلتها عند البالغين. وتستند الدراسة الصينية إلى اختبارات أجراها باحثون صينيون على بالغين وأطفال في إقليم ووهان منشأ الفيروس.
وفي حالة عودة المزيد من الأطفال إلى رياضهم ومدارسهم، يقدم دروستن للآباء والأمهات نصائح واضحة للتعامل مع الأمر، فمثلا إذا علم الوالدان أنه يمكن أن يكون طفلهما قد أصيب بالعدوى من الخارج وظهرت أعراضها عليه، فيجب البقاء في المنزل والقيام باختبار للتأكد من وجود العدوى. كما يجب عدم زيارة كبار السن.
* أيتها النساء لا تستعملن الكمامة والمكياج
حذر خبراء البشرة من استخدام المكياج ثم وضع الكمامة فوقه، لما لذلك من أضرار عديدة؛ المشكلة هي أن الكمامة – سواء كانت طبية أو عادية من القماش – ستلتصق بالمكياج، وستظهر عليها بقع من الوسخ والأصباغ يصعب التخلص منها حتى بغسلها.
أما بالنسبة للبشرة فإن وضع المكياج وفوقه الكمامة، يعتبر امتحانا عصيبا. والسبب في ذلك يعود إلى ارتفاع الحرارة في المنطقة التي تغطيها الكمامة، بما يشبه الظروف المناخية في المناطق الاستوائية. فبفعل عملية الشهيق والزفير تتولد تكتلات هوائية حارة تحت الكمامة، وهذا يؤدي إلى رطوبة شديدة مع حرارة مرتفعة وتعرّق في المنطقة المغطاة بالكمامة. وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور التهابات وبثور على الجلد أو ما يسمى “حب الشباب”، وقد تتطور الأمور إلى حساسية قد تؤثر حتى على لون البشرة فيما بعد.
هناك سبب أخر يتجلى في أن المكياج قد يقلل من الوظيفة الوقائية للكمامة، لماذا ؟ لأن مساحيق المكياج في الغالب تحتوي على مواد دهنية، والكمامة – خاصة الطبية – تمتص هذه المواد الدهنية، مما يجعل عملية التنفس صعبة. كما أن هذا يقلل من قدرة الكمامة على منع تسلل الفيروسات والميكروبات.
التعليقات مغلقة.