أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الحسيمة: حيث يلتقي التاريخ والجغرافيا لرسم آفاق السياحة البديلة

فكري ولد علي

تعتبر الحسيمة، المعروفة بلقب “منارة المتوسط”، واحدة من الوجهات السياحية الرائدة بفضل موقعها الجغرافي الفريد والمتميز. تمتاز المدينة بموقعها الساحلي في البحر الأبيض المتوسط، بينما تحيط بها جبال الريف الشامخة، مما يجعلها نقطة التقاء تاريخي وثقافي غني. تحتوي الحسيمة على مجموعة من المكونات الطبيعية والثقافية التي تشكل نسيجاً سياحياً يجذب انتباه المهتمين بتطوير السياحة، حيث أصبحت المدينة تمتلك بنية تحتية سياحية متنوعة، تركز بشكل خاص على مفهوم السياحة المسؤولة والبديلة، والتي تهدف إلى تقديم تجارب سياحية تحافظ على البيئة وتعزز الفنون المحلية.

يدعو الفاعل في المجال السياحي، أنور أكوح، إلى أهمية تطوير السياحة البديلة من خلال تحسين جذور السياحة التقليدية. يؤكد على أن هذا النوع من السياحة لم يبدأ بالتطور في الحسيمة بشكل جاد إلا خلال الفترة الأخيرة، من خلال عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز المآثر والتراث المحلي، على الرغم من أنها لا تزال بحاجة إلى رؤية شاملة. كما أشار إلى الحاجة للتنوع في الخدمات السياحية المقدمة للسياح، مما يمكن أن يجعل الحسيمة وجهة متكاملة مع مدن مثل فاس ومراكش.

رؤية جديدة للسياحة القروية

يوسف تشيش، مدير المأوى السياحي “اجنانات” ببني بوفراح، يتفق مع هذه الرؤية، حيث يرى أن تطوير السياحة القروية مرتبط بشكل وثيق بتعزيز البنية التحتية، مثل تحسين طرق النقل وبناء مسالك جديدة. يشدد على أن السياحة القروية حققت تقدماً ملحوظاً بعد تحسين الطرق، ما ساهم في إنشاء منشآت سياحية جديدة، بدعم منظمات غير حكومية.

مشاريع تساهم في تعزيز السياحة البيئية

في عام 2004، أُنشئ منتزه وطني في إقليم الحسيمة يحمل قيمة بيولوجية وإيكولوجية فريدة، حيث يُعتبر من أروع المواقع الطبيعية في المتوسط. يُعتبر هذا المنتزه مكاناً جاذباً للسياح الذين يعشقون الطبيعة، مما يعزز الانشطة السياحية حوله.

كما عُقد مؤ مؤخراً لقاء للتعريف بمشروع Reboot Med المخصص للسياحة البيئية، والذي يهدف إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتطوير المشروعات البيئية في المجتمعات الساحلية. تم تخصيص ميزانية لمشاريع تكميلية تُعزّز السياحة في المنطقة، تشمل إنشاء مسارات جبلية وتطوير فضاءات جديدة.

إحياء التراث الثقافي

تجه الحسيمة كذلك نحو إحياء تراثها الثقافي، حيث تهدف وزارة الثقافة إلى ترميم بعض المآثر التاريخية، مما سيعزز السياحة الثقافية المحلية. تم تخصيص ميزانية لترميم معالم أثرية رئيسية، مثل الموقع الأثري “المزمة” وقلعة “طوريس”، حيث يعكس هذا الاستثمار التزاماً بتطوير السياحة المتنوعة.

استنتاج:

الحسيمة، بتنوعها الطبيعي والثقافي، تمثل نموذجاً يحتذى به في السياحة البديلة والإيكولوجية، مع تطلعات لإحداث تغييرات إيجابية في المشهد السياحي. تستحق هذه الوجهة الساحرة أن تُكتشف، حيث تقدم للزوار تجربة غنية تجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق

التعليقات مغلقة.