أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الحكمة في مواجهة الجهل: كيف نتجنب الصراعات التافهة؟

بقلم الأستاذ محمد عيدني

قال الفيلسوف الإغريقي سقراط في واحدة من مقولاته الشهيرة: “إذا ركلني حمار، هل أقاضيه أو أشتكي عليه أو أركله؟” تعكس هذه العبارة عمق الفكر الفلسفي الذي يميز بين القضايا المهمة وتلك التي لا تستحق العناء. في عالم مليء بالتحديات والنقاشات المتعددة، تصبح حاجة الأفراد لفهم قيمة الحكمة والصمت في ظل الضغوط الاجتماعية ضرورة ملحة.

إن الجهل غالبًا ما يعلو صوته، صارخًا بالإهانات والاتهامات، بينما تظل الحكمة صامتة، تراقب ما هو أبعد من صخب الصراعات. تضع الحكمة نصب عينيها أساسيات النقاش الجاد، حيث يُعتبر التعلم والنمو الشخصي أهم من الانتصار في معارك كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.

في هذا السياق، يأتي اقتباس مشهور آخر يبرز قيمة الصمت: “الصمت هو الجواب في بعض الأحيان.” فعندما يفتقر المحاور إلى المقومات الإيجابية للاستجابة، قد يكون الخيار الأفضل هو تجنب السقوط إلى مستوى من يبحث فقط عن النزاع. هنا تبرز أهمية الاحتفاظ بالهدوء والتركيز على القضايا التي تستحق التعب.

إن الذكاء الحقيقي يتجلى في القدرة على التعرف على المعارك التي تستحق القتال، واختيار اللحظات التي ينبغي فيها الاكتفاء بالصمت. فعندما نواجه شخصًا يتخذ من الصراع وسيلة لإثبات وجوده، تكون الاستجابة الأكثر فعالية هي الصمت، حيث نؤكد على قوتنا ونتجنب الوقوع في فخ الجدل العقيم.

دعونا نحرص على توجيه طاقتنا نحو الأمور التي تستحق فعلاً الجهد، ونتذكر أن السكون قد يكون أبلغ من أي كلمة. دعونا نترك الحكمة تتألق في كل موقف، مؤكدين أن التفكير العميق يظل أقوى من أصوات الجهل.

التعليقات مغلقة.