قصائد تكتب سيرة مستقبل الشعر المغربي
صدر عن منشورات دار الشعر بمراكش، السلسلة السادسة من الديوان الجماعي “إشراقات شعرية”. والذي يحتفي بقصائد المتوجين بجائزة دار الشعر بمراكش “أحسن قصيدة” في دورتها السادسة (2024)، ومعها يتم الاحتفاء بإشراقات شعرية جديدة تغذي أفق مستقبل الشعر المغربي. هذا المشتل الإبداعي الكبير، والذي راهنت عليه الدار، ضمن استراتيجيتها منذ التأسيس سنة 2017، لاكتشاف أقلام شعرية مغربية تغني المدونة الشعرية وتفتح باب على مستقبل الشعر المغربي.
ويضم ديوان “إشراقات شعرية”، الذي يقع في الصفحة 156 من القطع المتوسط، تزين غلافه لوحة للفنان والخطاط لحسن الفرسيوي، قصائد لـ 25 شاعرا وشاعرة من المتوجين بجائزة أحسن قصيدة. والقصائد التي اختارتها لجنة التحكيم كي تنشر في ديوان إشراقات.
أما القسم الثاني فضم مقالات للمتوجين بجائزة “النقد الشعري”، لكل من الناقدة فاضمة نايتخويا لحسن والموسومة ب”الشعر النسائي الأمازيغي: الذات ورؤيا العالم “مريريدة نايت اعتيق” أو حين يصرخ الهامش”، ومقال للناقد خالد العنكري يحمل عنوان “تأويلية العتبات في الشعرية العربية المعاصرة «من شرفة الفجر» لمصطفى محسن مثالا”.
شعراء وشاعرات ونقاد وباحثين ينتمون لجغرافية المغرب الثقافي، في تعدده اللساني وتنوعه الثقافي، وهي جغرافية المغرب العميق والذي يزخر بطاقاته من الشباب المبدع. لقد أسهمت جائزتي أحسن قصيدة والنقد الشعري، ومنذ دورتها الأولى، في الكشف على مشتل خصب من الأقلام الشعرية والنقدية الجديدة، بل منها من أمسى اليوم، صوتا شعريا ونقديا حاضرا بقوة في المشهد الثقافي المغربي والعربي. ويضم العدد السادس من إشراقات شعرية قصائد مثل باب أول للمتوجين (” ابن الرّيح” لحسين أقديم، “ثلاث مقاهي بنكهة الموت” لمحمد كبداني، و”على شفا نهاية” لمحمد الفتوح).
أما مختارات إشراقات فضمت قصائد الشعراء: (“سَيُوصِلُ سيزيفُ صَخْرَتِي” لعبد الحق بالمادن، “مَا بَيْنَ شَوْقَيْنِ” لابراهيم آيت أحمد، “نَوَاطِقُ عِزَّةٍ” لزكرياء غونام، “لوْعاتٌ وعبْراتٌ” ليوسف بوفوس، “فؤاد تلظى” لصوري إبراهيم تراوري، “بَصِيصٌ مِنَ الرُّؤَى” لأفاسي محمد، “بَهَاءٌ الجُنُونِ” لسمير السخيري، “بوحٌ ” لفاطمة الزهراء العروسي، “سيرةٌ متأخّرة لابن الزرع” لمحمد بوكريم، “الَحْرُوفْ .. تَاوِيلْ وحَكْمَة” لخديجة الشلح، “جَنُوبَ الجَسَدِ..شَرْقَ الرُّوحِ” ليسرى قشبو، “بــريد لــن يصــل” لرشيد الدحوم، “شجن الفؤاد” لعبد الرحيم اصبان، “ذات العباءة” لابراهيم زرهون، “رِسَالَة إِلَى يَعْقُوب” لعبد الرحمن آيت باها، “البردة الغرباء” لمحمد القروي، “من والو” لشيماء قويون، “ساكت” لكنزة لحاح، “mr ufiv…” لخديجة بوهلو، “ⵜⴰⵢⵔⵉ..(تايري) لليلى يزان، “باس بلا بعد ربي حامد” للحبيب لمعدل، “نبراس الرشاد” لمحمد لكتيف).
وفي عددها السادس تواصل سلسلة إشراقات شعرية الاحتفاء بالشعراء الشباب وقصائدهم، وهي خطوة أخرى لمزيد من الانفتاح على أصوات شعرية ونقدية قادمة نحو المستقبل، ورهان دائم من دار الشعر بمراكش على الأصوات الشعرية الجديدة، وإيمان متزايد بخصوبة وغنى هذا المنجز الشبابي. حيث قد سبق للدار أن احتفت بهذا الإصدار الجديد، ضمن الملتقى الوطني حروف للشعراء والنقاد الشباب في دورته الثامنة يونيو الماضي.
هذا التقليد الثقافي السنوي، والذي أمسى أكبر تجمع للمبدعين الشباب المغاربة في المغرب وشكلت دوراته السابقة، محطة ثقافية وشعرية للاحتفاء بأصوات المستقبل، مواصلة للرهان الكبير على مستقبل الشعر المغربي وأفقه، إبداعا ونقدا، ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش، لربط المنجز الإبداعي في الشعر المغربي بالخطاب النقدي.
التعليقات مغلقة.