أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

السودانيون في كينيا: مزيج من التحديات والفرص

جريدة أصوات

تواجه الجالية السودانية في كينيا، التي تُقدّر بحوالي 3500 فرد، العديد من التحديات والصعوبات التي تعوق اندماجهم في المجتمع المحلي، وذلك على خلفية أزمة الحرب الدائرة في السودان. يتوزع الوجود السوداني في عدة أحياء كينية، مع تركيز كبير في حي كليماني، والذي يعد بمثابة المركز الرئيسي للجالية.

بدأت العلاقات التاريخية بين السودان وكينيا في أوائل القرن العشرين، حين استعان الاستعمار البريطاني بمجندين سودانيين خلال حملته العسكرية الاحتلالية. وقد أدت هذه الاتصالات التاريخية إلى تواجد قديم لبعض السودانيين في كينيا، إلا أن التحديات الحالية تعود بشكل أساسي إلى اللغة وصعوبة البحث عن عمل في سوق عمل ضيق.

ورغم الأعمال التي استهلها بعض السودانيين في المنظمات الدولية، إلا أن جزءًا آخر من المجتمع لا يزال عاطلاً عن العمل بسبب الحواجز اللغوية وندرة الفرص. يشير القنصل السوداني في كينيا، منتصر سعد إسحاق، إلى أن هناك حالة من التقدير والاحترام بين الكينيين والسودانيين، حيث يتواجد الكثير من الكينيين الذين درسوا في الجامعات السودانية، مما يسهل الاندماج.

تحكي قصص نجاح ملهمة لشباب سودانيين بدأوا مشاريع خاصة في كينيا، مثل مطعم “جايطة” الذي أسسه محمد الفاتح وجواد، والذي يعد تجسيدًا للإرادة القوية رغم الظروف الصعبة. وعلى الرغم من ذلك، تستمر التحديات في معاناة مجتمعهم، مع جهود السفارة والجالية لحل بعض المشاكل المتعلقة بالإقامة.

تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تحولات كبيرة، إذ استمرت في التداول التجاري على مدى العقود، ولكن الأحداث السياسية الأخيرة، مثل الاتهامات للسودان بدعم قوى المعارضة، أدت إلى توقف تصدير الشاي الكيني والذي يعد مصدرًا هامًا للاقتصاد.

تظل العلاقات بين السودان وكينيا متقلبة، تتأرجح بين التعاون والتوتر، خاصةً في ظل الصراعات السياسية الداخلية. ومع ذلك، يبقى السودانيون في كينيا يسعون إلى التأقلم والاندماج، مما يعكس روح التحدي والإصرار على بناء حياة جديدة في سياق غير مستقر

التعليقات مغلقة.