أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العصيدة..تاروايت..او .تاگلا..تلك الاكلة الشعبية الامازيغية الموروثة

للباحث الحسن اعبا
يقول المثل الشعبي الامازيغي..

يان اك ءينان تاروايت تصميد ءيگن سراس افوس..

دم طبق طعام مغربي Takloa/ Assid اللي قال العصيدة باردة يدير يديه فيها

أقدم  طبخة طعام في المغرب تأكلا او العصيدة من مؤلفات حقبة الموحدين حتى ليون بن الوزان ,تم العثور على واحدة من أقدم الوصفات الموثقة للعصيدة في كتاب الطبخ ( الطبيخ في المغرب و الأندلس عصر الموحدين ) لمؤلف  مجهول يرجع تاريخه إلى القرن الثالث عشر و قد عثر على المخطوط في شمال المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط

و نجد فيه وصفة العصيدة التي استخدم فيها دقيق مصنوع من الشعير المشوي قليلاً بدلاً من دقيق القمح.

كما نجد  وصفةأخرى مميزة عند الرحالة المغربي الذي عاش في إيطاليا  ليون الإفريقي  (ابن الوزان) أدرجها في كتابه وصف افريقيا و الذي ألفه بطلب من ملك صقلية روجر ، وهي وصفة مغربية خالصة حيث يذكر أنها ترش بزيت الارغان argan وتعتبر أقدم  وثيقة  لأن( ليو أفريكانوس) (1465-1550 ) المستكشف المغربي المعروف باسم حسن الوزان شاهد  حي و معترف به في العالم  زار المغرب وطاف في كل ربوعه و سجل كثيرا مما عاشه .

بقلم الهواري الحسين. العصيدة أو العصيدة  ( تاكلا) هي طبق مغربي وهي كذلك  طبق عربي يصنع  من الدّقيق المخلوط بالماء  ( في بعض المناطق  يضاف اليه السكر  عادةً ما يكون سُكّرا مدقوقا ً أو دبساً أو عسلاً) .

العصيدة من الأكلات الشعبية المشهورة ولها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية. وتعد إحدى الوجبات الرئيسة في كثير من البلاد العربية حيث تعرف بعض أنواعها  بالمطيطة أو الزوم ، وتختلف أنواع العصيدة من منطقة إلي أخرى وذلك باختلاف مكوناتها ففي بعض المناطق تصنع من دقيق الذرة وفي مناطق أخرى من دقيق الدخن.

امافي ليبيا وتونس فتقدم في أسبوع المولود الجديد، أو احتفالا بالمولد النبوي و في الجزائر ايضا طبق تقليدي شتوي  له مكانة خاصة في المناسبات
الاجتماعية. وهي عبارة عن دقيق قمح مطبوخ بالماء. يقدم على شكل نصف كرة وتؤكل باليد ( البزين) .وقد يضاف إليها العسل، أو السمن أو رب التمر أو رُب الخروب أو اللبن.

وتختلف العصيدة في البلدان العربية  عن العصيدة في بلاد المغرب العربي فهي ليست سائلة بل كتلة متماسكة مما يجعلها وجبة حقيقية. أما في بعض البلدان فيضاف إليها المرق او الحقين. و تختلف عن حساء الشعير، والعفوسة والهريس  . تتميز العصيدة بسهولة نحضرها و قلة
المستعملة فيها باستثناء  التحريك المستمر و هو الذي يكلف جهدا فالمكونات غالبا هي 2 كوب ماء زائد  2  كوب دقيق قمح او اي دقيق متوفر
وملح وزيت زيتون و  أو عسل  أو زبدة أو لبن . طريقة التحضير :

يوضع كوبين من الماء في طنجرة أو قدر على النار، إلى أن يغلي، ثم يضاف إليه الملح، وقليل من الزيت أو الزبدة، ثم يضاف كوبي الدقيق إلى الماء
المغلي مرة واحدة مع التحريك المستمر وبسرعة (تستعمل ملعقة خشب أو المعصدة)، يحرك حتى يجف الماء وتتكون كتلة متماسكة، ثم ترفع عن النار
وتعصد جيدًا، ثم تُرَد على النار، ويصب عليها كوب ماء مغلي، وتترك حتى تنضج على النار، ثم تنزل بعد ما يجف الماء ، وتصب عليها الزبدة او زيت
الزيتون والأركان مع العلم أنه توجد كثير من  التشكيلات وكذلك الاختلافات في طرق التحضير لكن الغالب على العصيدة هو أنه  طبق مكوّن من
طحين قمح مطبوخ  كالعجين ، يقدم أحيانًا مع الزبدة أو العسل او زيت الزيتون ، يؤكل في العديد من بلدان شمال أفريقيا. و يحظى بشعبية خاصة في
المغرب و الجزائر وليبيا وتونس وغيرهم من البلدان . تؤكل عادة باليد ،دون استخدام الأواني. وغالباً ما يتم تقديمه خلال الأعياد الدينية مثل
عيد المولد و أعياد رأس السنة الأمازيغية ، كما يتم تقديمه خلال الاحتفالات التقليدية المرافقة لولادة الطفل او السبوع  ، مثل “العقيقة”
، و قص شعر المولود بعد سبعة أيام من الولادة. انه طبق بسيط ولكنه غني ، يؤكل في كثير من الأحيان دون أطباق تكميليةأخرى ، يتم تقديمه بشكل تقليدي في وجبة الإفطار ويتم إطعامه أيضًا للنساء في المخاض. تسمى العصيدة في المناطق الأطلسية  ” تأكلا” و أسماء أخرى  في
مناطق أخرى “تاروايت”، وهو اسم اشتق من فعل “روي” الذي يعني بالأمازيغية “حرك”، لأن الوجبة أثناء طبخها، تستوجب التحريك باستمرار إلى أن تكون
قابلة للأكل، ومن بين أنوعها “تأكلا أو تاروايت ن تمزين”  ومعنى هذا النوع بالأمازيغية، “عصيدة الشعير” أي المهيأة من دقيق الشعير.
ونوع ثاني: “تأكلا أو تاروايت ن ؤسنكار” ، ومعنى هذا النوع بالأمازيغية “عصيدة الذرة”، أي المهيأة من دقيق الذرة. وخلال المدة الأخيرة نجد نوعا
جديدا يسمى “تاكلا ن روز” أي المهيأة من حبوب الأرز. وأثناء طبخ “تأكلا”، تتم عملية تذويب قليل من السمن مع قليل من الزعتر أو الزعفران.  ويتم
تقديم “تأكلا” في إناء يطلق عليه اسم “تاقصريت”، وهو إناء ذو شكل دائري يحفر في وسط الوجبة ليشكل حوض صغير أي حفرة صغيرة، يصب فيها السمن الذي تم تذويبه مع الزعتر أو زيت الزيتون أو زيت الأركان المزوج بالعسل. وقد يوضع صحن صغير وسط “تاكلا” وبه أنواع الزيوت السابقة.أكلة “تأكلا” تقدم ساخنة وتؤكل مرفوق باللبن أو شاي ممزوج بالزعفران،كما هو معمول به في مناطق أولوز وتالوين بتارودانت وتازناخت وأساكي في
ورزازات،. ومع توالي السنين، تمت عصرنة أكلة “تاكلا”، فصارت تزين بمنتجات طبيعية مثل البيض البلدي وحبات اللوز البلدي، ويتم وشمها بحروف “تيفيناغ”
وبعبارات التهنئة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة..اجل العصيدة..هده الاكلة القديمة الشعبية المتوارثة مند القدم تعتبر من اروع
المادبات في شمال افريقيا ولا سيما عند الامازيغ.فالعصيدة ثراث شعبي اصيل مثلها في دلك مثل الكسكس الدي دخل الى الثراث العالمي. ولا تخلو موائد
الأمازيغ بالمغرب، عند احتفالاتهم برأس السنة الأمازيغية بتقويمهم في اليوم الذي يوافق 13 كانون الثاني/ يناير من كل عام من أكلة “تاكلا”،
والتي يتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد/الجدة.

وترمز “تاكلا” عند الأمازيغ إلى التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك، ومتقاسمة بين أفراد الأسرة، كما أنها تعبر عن مواساة الطبيعة في ألمها تلك الليلة التي ستتمخض عنها سنة جديدة، بحسب استطلاع آراء أمازيغ.

وتعتمد الأكلة الأمازيغية بالأساس على الغلال الزراعية التي ينتجها الفلاح الأمازيغي البسيط في مزارعه، كما أنها تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه، بحسب عدد من الباحثين.

وقال الحسين آيت باحسين، الباحث المختص في الثقافة الأمازيغية، إنه يطلق على “تاكلا” في مناطق أخرى من المغرب “تاروايت”، شارحا بأن هذا الاسم
الأخير اشتق من فعل “روي” الذي يعني بالأمازيغية “حرِّك”، لأنه ينبغي تحريك الوجبة باستمرار أثناء طبخها، والتي تسمى عند الناطقين بالعربية
“العصيدة”.

وأضاف أن “منها “تاروايت ن تمزين” (بالزاي المفخمة)؛ ومعنى هذا النوع،بالأمازيغية، “عصيدة الشعير” أي المهيأة من دقيق الشعير، والنوع الثاني
“تاروايت ن أوسنكار”، ومعنى هذا النوع، بالأمازيغية، “عصيدة الذرة، أي المهيأة من دقيق الذرة، وقد أصبحنا نجد نوعا جديدا يسمى “تاكلا ن روز” أي
المهيأة من حبوب الأرز في الوقت المعاصر”. بل تعتبر العصيدة الطبق الرئيسي في راس السنة الامازيغية الدي يحتفل به الامازيغ في كل سنة.وعنها
يقول احد الشعراء الامازيغ القدماء.

يان ءيران ايش ءيشكم داغ ياسيكم س ؤفوس ءيشقا اتنت ءيحلب يان ءيغ ؤرتا ترسنت وعنها يقول المثل الشعبي وبالعامية المغربية..لي گال العصيدة باردا ءيدير ءيدو فيها..وبالامازيغية ..يان اك ءينان تاروايت تصميد ءيگن سرس ءيفاسن نس..

وإذا كان الأمازيغ يستحضرون أكلة “تاكلا” في مناسبات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة على وجه الخصوص، فإنها تحضر وتقدم في موسم الحرث،
وخلال فترة الحصاد، وكلها دلالات تؤكد ارتباط السنة الأمازيغية بالسنة الزراعية، وبالأرض وغلالها والإنسان الأمازيغي وتاريخه.

ولا يستغنى عنها عند حلول الضيوف، ولو تشكلت الضيافة من أطباق أخرى فهي رمز التعبير عن الفرح الكبير بالضيوف حين تقدم بعد الأكلات الأخرى،
ومرافقة لطقوس خاصة، منها تقديم الشاي الممزوج بالزعفران، المرفوق بمكسرات الجوز واللوز وغيرهما، ورش الضيوف بأنواع زكية من العطور التي
تعكس مظاهر الفرح والحبور، بحسب آيت باحسين.كما ترتبط العصيدة بطقوس معينة ولا سيما في ايام العرس حيث تقدم كل يوم للعروسة والعريس.

وكخلاصة عامة..ستبقى تاگلا .او تاروايت وبالعامية المغربية العصيدة من المادبات التقليدية التي ارتبطت بالانسان الامازيغي بل ستبقى هي ايضا
كثراث فكري وتقافي.

–       المراجع

Famous Everyday Dishes from the Medieval Arab World نسخة محفوظة 04
مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
عمر بن احمد (1840). عصيدة الشهدة: شرح قصيدة البردة. دار الطباعة
الباهرة البهية. مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
Team, Almaany. “تعريف ومعنى عصيدة في معجم المعاني الجامع، المعجم
الوسيط ،اللغة العربية المعاصر – معجم عربي عربي – صفحة 1”.
www.almaany.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2017.
اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله
(مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
“القيمة الغذائية في العصيدة السعودية”. ملصق. مؤرشف من الأصل في 10
يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 28 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم
تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)

التعليقات مغلقة.