المغرب يحقق إنجازًا تاريخيًا كأول دولة إفريقية تنال لقب مصنع منارة

المقال: حصل مصنع “CITIC Dicastal” المغربي على لقب “مصنع منارة” المرموق من المنتدى الاقتصادي العالمي، ليصبح بذلك الأول من نوعه في إفريقيا، وهو إنجاز يسهم في تعزيز مساعي التحول الصناعي بالقارة.

يبرز هذا الاعتراف، كما ذكر موقع “ChinaDaily”، الجهود المبذولة من قبل الشركة الصينية لتعزيز التعاون عالي الجودة مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، مع التركيز على دعم التصنيع والتنمية المستدامة في إفريقيا.

تمثل “مصانع المنارة” أعلى معايير التصنيع الذكي والرقمنة، حيث تتبنى أفضل الممارسات في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي بأن هذه المصانع تسهم في تسريع تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي، مما يزيد الإنتاجية، ويطور قدرات حل المشكلات، ويحفز الابتكار.

وفي تعليق لها، قالت كيفا أولغود، رئيسة مركز التصنيع المتقدم وسلاسل التوريد في المنتدى:

“التقنيات الرقمية تحدث ثورة في أنظمة الإنتاج ضمن شبكة المصانع العالمية، حيث تقدم مصانع المنارة نماذج للابتكار المستدام، وتضع معايير يمكن لملايين المصانع الأخرى اتباعها لتحقيق تحول شامل”.

يمثل مصنع “CITIC Dicastal” هو الأول للشركة خارج الصين والثالث على مستوى العالم، ويتوقع رئيس المصنع، بدر لحمودي، أن يتم نقل الخبرات المكتسبة إلى منشآت أخرى تابعة للشركة في بلدان مثل المكسيك وألمانيا.

يقع المصنع على مساحة 25.33 هكتارًا في المنطقة الحرة الأطلسية، ويشتمل على ثلاث مراحل مخصصة لإنتاج العجلات المصنوعة من الألمنيوم والمسابك.

وهو أكبر مشروع استثماري منذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب في عام 2016، حيث تبلغ قدرته الإنتاجية السنوية 6 ملايين عجلة من الألمنيوم.

تستخدم التقنيات المتقدمة في التصنيع الذكي بالمصنع، مثل المعدات الذكية وتحليلات البيانات الضخمة، التي ساهمت في تحسين الأداء. كما أظهرت المؤشرات ارتفاع كفاءة المعدات العامة بنسبة 17.35%، وزيادة إنتاجية العمل بنسبة 26.58%، مع انخفاض العيوب في المنتجات بنسبة 31.11%.

لم يقتصر تأثير المشروع على الجوانب التقنية فقط، بل ساهم في تعزيز التنمية الصناعية في إفريقيا، حيث أوضح الباحث الصيني تشو مي أن المصنع يعكس التعاون الاستراتيجي في إطار مبادرة الحزام والطريق، موفرًا فرص عمل محلية وتعزيز الخبرات التقنية.

ختامًا، يُعتبر مصنع “CITIC Dicastal” نموذجًا للتعاون والتطوير في الصناعة، مما يسلط الضوء على الإمكانيات الواعدة لدول إفريقيا في وضع استراتيجيات تصنيع مبتكرة تتناسب مع خصائصها المحلية.