إعداد مبارك أجروض
انخفاض السكر في الدم هو حالة ناجمة عن انخفاض مستوى السكر في الدم (الغلوكوز)، مصدر الطاقة الرئيس في الجسم. ومما لا شك فيه أن انخفاض السكر لهذا الحد أو أقل قد يؤذي الجسم، ويمكن أن يصيب هبوط السكر الأشخاص الأصحاء نتيجة الجوع الشديد والإجهاد البدني الكبير، ولكنه أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري. وغالبا ما يرتبط انخفاض السكر في الدم بعلاج مرض السُّكَّري. غير أنه يمكن لمجموعة متنوعة من الحالات النادرة أن تسبب انخفاض نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص غير المصابين بمرض السُّكَّري. انخفاض السكر في الدم ليس مرضًا في حد ذاته، مثل الحُمَّى، إنه مؤشر على وجود مشكلة صحية.
يعد العلاج الفوري لانخفاض السكر في الدم ضروريًّا عندما تكون مستويات السكر في الدم 70 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ ديسيلتر) أو 3.9 ملليمتر لكل لتر (مليمول/لتر) أو أقل ويشتمل العلاج على خطوات سريعة لإعادة مستوى السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي، إما من خلال الأطعمة الغنية بالسكر أو المشروبات أو بالأدوية. يتطلب العلاج طويل الأمد تحديد السبب الكامن لانخفاض السكر في الدم وعلاجه.
فخلال شهر رمضان يعد هبوط سكر في الدم من المشاكل الصحية الشائعة، وقد تصيب مرضى السكري وكذلك الأشخاص الطبيعيين، كما أنَّ أعراض انخفاض السكر قد تحدث خلال اليقظة أو أثناء النوم، وعادةً ما يحدث نتيجة لعدم تناول وجبة السحور، طول ساعات الصيام، الجهد البدني الشديد خلال ساعات النهار، أو تناول جرعة زائدة من الإنسولين أو أدوية السكري.
تحتاج كل خلية في الجسم إلى الطاقة للقيام بعملها، ويعد السكر المصدر الأساس لذلك، والأعراض التي تشير إلى انخفاض مستوى السكر في الدم تمثل القلق والتوتر، الدوخة، الرعشة، تسارُع نبضات القلب أو الخفقان، التعرق، الشعور بالجوع، تغير في الوعي، وقد تؤدي للغيبوبة والتشنجات وللوفاة.
من أعراض انخفاض السكر أثناء النوم نذلك الصداع والتعب عند الاستيقاظ، التعرق وتبلُّل الملابس. يمكن تجنب هبوط السكر في الدم خلال ساعات نهار رمضان من خلال استشارة الطبيب حول إمكانية الصوم خصوصًا في حال المعاناة بسبب مرض السكري أو أي مرض مزمن، لوضع خطة علاجية، وترتيب مواعيد الدواء ومعرفة نوعية الغذاء المناسب، إضافة إلى قياس مستويات سكر الدم عدة مرات في أوقات مختلفة، خصوصًا الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض هبوط السكر، كذلك ينبغي الابتعاد عن ممارسة الرياضة خلال ساعات النهار، بالإضافة إلى تجنُّب النوم في آخر ساعة من النهار؛ إذ إنَّ هذه الفترة يكون فيها سكر الدم في أقل مستوياته.
لابد من الإشارة إلى أنه ينبغي الحرص خلال ساعات الليل على تناول كمية كافية من السوائل، وتأخير السحور إلى ما قبل الفجر، إذ إن تناول السحور الساعة 1 ليلاً يعني ساعات صيام أطول؛ وبالتالي زيادة فرصة التعرض لخطر هبوط سكر في الدم خلال فترة الصيام، كذلك تناول الجرعة الأقل من أدوية السكر مع السحور، بعد استشارة الطبيب.
إن علاج هبوط السكر أثناء الصيام، يعتمد بشكل رئيس على وعي الشخص، إذا كان الشخص واعيًا يُنصح بفحص مستوى السكر، وفي حال انخفاضه لأقل من 70 يعني وجود هبوط في السكر، وينصح بإيقاف الصوم، مثلاً بشرب نصف كوب عصير برتقال أو تفاح، أو تناول العسل أو قطع من الحلوى. كما أنه من الممكن أن تظهر أعراض الهبوط مع مستويات سكر في الدم أعلى، وذلك بسبب تعوّد الجسم على مستويات سكر مرتفعة.
وفي حال فقدان المريض للوعي، يمكن حقنه بإبر ترفع السكر إذا كانت متوافرة وهي إبر الجلوكاجون، وبعد ذلك يُنقل للمستشفى. وأخيرًا، لابد من زيارة الطبيب لمعرفة السبب وتعديل جرعات الأدوية السكري؛ وذلك لتفادي انخفاض السكر مرة أخرى.
فإذا كان لديك مرض السكري، فاتبع خطة إدارة مرض السكري التي طورتها أنت وطبيبك. إذا كنت تتناول أدوية جديدة أو غيرت مواعيد تناول الطعام أو الدواء أو تُضيف تمرينًا جديدًا، تحدث إلى طبيبك حول كيفية تأثير هذه التغييرات على إدارة مرض السكري لديك وخطر انخفاض السكر في الدم.
تُعد مراقبة الغلوكوز المستمرة خيارًا لبعض الأشخاص، وخاصة أولئك المصابين بنقص السكر في الدم. تُدخل هذه الأجهزة سلكًا صغيرًا أسفل الجلد يُمكنه إرسال قراءات الغلوكوز في الدم إلى جهاز الاستقبال. إذا كانت مستويات السكر في الدم منخفضة للغاية، فإن بعض نماذج مراقبة الغلوكوز المستمرة ستُعطيك إنذارًا. يُدمج الآن بعض مضخات الأنسولين مع مراقبة الغلوكوز المستمرة ويُمكن أن تُغلق توصيل الأنسولين عندما تَنخفض مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة للمساعدة في منع نقص السكر في الدم.
تأكد دائمًا من تناول الكربوهيدرات سريعة المفعول، مثل العصير أو أقراص الغلوكوز حتى تَتمكن من علاج انخفاض نسبة السكر في الدم قبل انخفاضها بشكل خطير.
وإذا لم يكن لديك مرض السكري ولكنك تُصاب بنوبات نقص السكر في الدم بشكل متكرر، فإن تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم يُعد إجراءً مؤقتًا للمساعدة في منع انخفاض مستويات السكر في الدم لديك. ومع ذلك، هذا المنهج لا يُعد استراتيجية مستحسنة طويلة الأجل. اعمل مع طبيبك لتحديد السبب الأساسي لنقص السكر في الدم وعلاجه.
التعليقات مغلقة.