عادت الناشطة الباكستانية في مجال حقوق الإنسان، مالالا يوسفزاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام إلى باكستان للمرة الأولى منذ إطلاق مسلحي طالبان النار عليها ، مراسيم العودة تمت تحت حراسة مشددة.
وكادت ملالا، البالغة من العمر عشرين عاماً، أن تلقى حتفها على يد عناصر طالبان في باكستان عام 2012، بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان، خاصة الحملات التي كانت تقودها للدفاع عن حق الفتيات في التعليم.
وقال مسؤول لوكالة فرانس برس حساسية الأمور أملت سرية تفاصيل الرحلة التي استغرقت أربعة أيام ،
ولم يتأكد إذا ما كانت ستزور مسقط رأسها في سوات في شمال الريف الغربي خلال زيارتها.
في الحادي عشر من عمرها فقط، بدأت يوسافزاي كتابة مذكرات عن حياتها في ظل حكم طالبان لمراسل بي بي سي باللغة الأردية ، وقادتها قصتها لأن تصبح معروفة على المستوى الدولي.
وكانت يوسفزاي قد نقلت عقب الحادث لتلقي العلاج في بريطانيا، التي تعيش فيها حاليا مع عائلتها.
ملالا يوسفزي، نجت من الموت بأعجوبة عندما هاجمها مسلحون من حركة طالبان باكستان عام 2012.
محاولة الاغتيال
بدأت ملالا انتقاد ممارسات حركة طالبان باكستان عندما أخذها والدها عام 2008 إلىبيشاور للتحدث في النادي الصحفي المحلي، حيث قالت وقتها: “كيف تجرؤ طالبان على إسقاط حقي الأساسي في التعليم؟”، وهو التساؤل الذي نقلته الصحف والقنوات التلفزيونية في جميع أنحاء المنطقة.
انتقدت عام 2009 -في مدونة باللغة الأوردية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي“- أعمال العنف التي يرتكبها عناصر طالبان الذين كانوا يحرقون مدارس البنات ويقتلون معارضيهم في وادي سوات والمناطق المجاورة منذ 2007.
وقد أصيبت الفتاة بجروح خطيرة في الرأس نقلت على إثرها إلى مستشفى في بريطانيا، وقام الأطباء بإجراء جراحة لها تضمنت عمليات إعادة بناء لعظام الجمجمة، استهدفت رتق أجزاء من رأسها المصاب بشريحة تيتانيوم وزراعة أداة سمع لإعادة قدرةالسمع في أذنها اليسرى التي أصيبت في الهجوم.وبعد تلك الانتقادات لطالبان، تعرضت ملالا يوم 9 أكتوبر 2012 لمحاولة اغتيال، أثناء عودتها من المدرسة برفقة زميلات لها في وادي سوات ، اذ تم استهدافها في حافلة مدرسية في عمر 15 سنة.
وتحولت ملالا بعد محاولة اغتيالها إلى رمز للنضال من أجل تعليم الفتيات، وازدادت شهرتها في العالم، ودعيت عام 2013 إلى البيت الأبيض وقصر باكنغهام في بريطانيا، كما ألقت كلمة في الأمم المتحدة في 12 يوليو/تموز 2013 تحدثت فيها عن حق الفتيات في التعليم، وأصبحت النجمة المفضلة لبرامج التلفزيون الأوروبية والأميركية.
ونشرت كتاب مذكراتها “أنا ملالا” عام 2013 الذي بيعت منه أكثر من 287 ألف نسخة في بريطانيا.
ومن مواقفها أنها دانت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي طالب فيها بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، إذ قالت إن تصريحه “مليء بالكراهية”، وإن تحميل المسلمين كامل المسؤولية عن الإرهاب لن يؤدي إلا إلى “زيادة عدد المتطرفين وتحولهم إلى الإرهاب”.
ومن الجوائز التي نالتها هناك، جائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2013 التي تمنحها مؤسسة “كيدز رايتس الهولندية”، وجائزة آنا بوليتكوفسكايا التي تمنحها منظمة “راو إن ور” البريطانية غير الحكومية.
وأطلقت وكالة الفضاء الدولية (ناسا) عام 2015 اسم ملالا يوسفزي على كويكب جديد يقع بين كوكبي المريخ والمشترى، كما صدر الفيلم الوثائقي “أسماني ملالا” ليروي قصة الناشطة الباكستانية.
وفي أبريل 2017، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الباكستانية ملالا، سفيرة أممية للسلام تشجيعا لتعليم الفتيات، لتكون أصغر رسول سلام للأمم المتحدة.
وأسست الفتاة الباكستانية صندوقا لدعم مشروعات تعليم البنات في الدول النامية.
التعليقات مغلقة.