تحديات المشهد السياسي في البرتغال.. بين مأزق الانسداد وخيارات التحالف غير التقليدية
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
يشهد المشهد السياسي في البرتغال حالة من التعقيد، حيث تجد البلاد نفسها على مفترق طرق بعد الانتخابات الأخيرة التي أظهرت تباينا حادًا بين الأحزاب، مع غياب أغلبية واضحة لتشكيل حكومة مستقرة. ففوز تحالف اليمين بقيادة لويس مونتينيغرو بـ89 مقعدًا من أصل 230، لم يمنحه الأغلبية المطلقة، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات غير تقليدية، أبرزها تحالفات غير مألوفة بين الخصوم التقليديين.
وفي سياق النتائج، شهد الحزب الاشتراكي هزيمة تاريخية أدت إلى استقالة أمينه العام، بيدرو نونو سانتوش، فيما واصل حزب “شيغا” اليميني المتشدد صعوده، ليصبح قوة برلمانية فاعلة وتحذير من تآكل التأثير التقليدي للأحزاب الكبرى. تشير المعطيات إلى احتمال تشكيل تحالف غير عادي بين الحزبين الرئيسيين، الحزب الاجتماعي الديمقراطي والاشتراكي، بهدف ضمان استقرار سياسي تفادياً لمزيد من الانسداد.
والمراقبون يرون أن رئيس الجمهورية، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، يسعى من خلال المشاورات الجارية إلى اختيار رئيس حكومة يحظى بدعم واسع، سواء عبر أغلبية واضحة أو توافق واسع، بهدف تجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية المتزايدة. في ظل رفض الأحزاب التقليدية الانفتاح على حزب “شيغا”، يتزايد احتمال تشكيل حكومة ائتلافية بين التقليديين، أو بديل آخر يتمثل في حكومة أقلية تعرقلها كتلة حزب “شيغا” القوية، التي قد تثير فوضى سياسية محتملة.
وفي النهاية، تزداد الحاجة في البرتغال إلى حكومات مرنة وتحالفات وسطية، تضمن الاستقرار وتجنب استغلال الخطابات الشعبوية التي تتنامى، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وتحديات اقتصادية واجتماعية تتطلب نسج تحالفات سياسية واقعية ومستقرة في ظل تراجع نفوذ الأحزاب التقليدية.
التعليقات مغلقة.