تحديات تربية الماشية في إقليم الرحامنة: أزمة القطيع الوطني

تشير التقارير إلى أن إقليم الرحامنة يعاني من أزمة خطيرة في أعداد القطيع الوطني، حيث تراجع تعداد الماشية بنسبة تتجاوز 57%. تزامنت هذه الأزمة مع نزوح المربين من البوادي وتخليهم عن نشاط تربية المواشي، مما أثر سلبًا على استدامة هذا القطاع الحيوي.

في ندوة نظمها “المثمر” حول “الإنتاج الحيواني في ظل التحديات المناخية”، استعرض المتحدثون تداعيات هذه الأزمة، ومن بينها ظاهرة ذبح إناث الأغنام، والتي تساهم في تقليص قدرة القطيع على التجدد، مما يعجل بتدهور الوضع. وقد أصدرت وزارتا الداخلية والفلاحة توجيهات تحظر ذبح إناث الأغنام والماعز حتى مارس 2026.

أُكد على ضرورة تحفيز المربين للبقاء في البوادي واستئناف نشاطهم، مع الإشارة إلى أهمية استقطاب الشباب للاستثمار في مجال تربية الماشية. يتطلب الأمر تطوير استراتيجيات جديدة لجعل تربية المواشي مجديّة، بما يسهم في معالجة أزمة اللحوم الحمراء.

تركز الحديث أيضًا على مسألة الأعلاف، حيث يحتاج المربين إلى حلول لمواجهة ارتفاع الأسعار. أصبح من الضروري العمل مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لتطوير أعلاف ذات جودة وبأسعار معقولة، تتماشى مع تحديات التغير المناخي المستمرة.

أخيرًا، يجب تطوير برامج لدعم “الكسابة” والمربين من خلال تطوير جمعياتهم، بما يسهم في تعزيز الإنتاجية الوطنية، والتي تراجعت بنسبة 38% مقارنة بعام 2016. ويتضح أن أزمة السوق وارتفاع أسعار الأعلاف تزيد من تحديات المربين، مما يستدعي إيجاد حلول فعالة لضمان بقائهم واستدامة القطيع الوطني