ترامب يهاجم “حزب أميركا” الجديد لماسك ويصفه بـ”السخيف”

في تصعيد جديد للخلاف بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، شن ترامب هجوماً لاذعاً على فكرة ماسك بتأسيس حزب سياسي ثالث تحت اسم “حزب أميركا”، واصفاً إياها بـ”السخيفة” و”المربكة”، مؤكداً أن النظام السياسي الأمريكي لا يتسع لمزيد من الأحزاب.

تحولت العلاقة بين الرجلين من تعاون خلال فترة رئاسة ترامب إلى مواجهة علنية عبر منصتي “تروث سوشيال” التابعة لترامب و”إكس” المملوكة لماسك. وجاءت الشرارة الأخيرة بعد إعلان ماسك تأسيس حزبه الجديد، والذي بدا أنه استفز ترامب، خاصة بعد يوم واحد فقط من تمرير إدارته السابقة مشروع إنفاق ضخم في الكونغرس.

رد ترامب بغضب، كاتباً: “ماسك انحرف عن مساره تماماً وأصبح كارثة”، مضيفاً: “أفكارك سخيفة!”. كما سخر علناً من الفكرة، قائلاً إنها “ستزيد الفوضى” في النظام السياسي الأمريكي.

لم يبق ماسك صامتاً، بل رد بتحدٍ، مشيراً إلى أن تركيز حزبه سيكون على الكونغرس (مجلسي النواب والشيوخ)، لكنه لم يستبعد دعم مرشح رئاسي في انتخابات 2028، قائلاً: “ليس مستبعداً، كل شيء ممكن!”. كما أعاد نشر منشور ينتقد إضافة 5 تريليونات دولار للدين الفيدرالي، في إشارة إلى سياسات ترامب المالية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سخر ماسك من منصة ترامب “تروث سوشيال” مدعياً أنه “لا يعرفها”، ثم اقتبس من رواية “Dune”: “الخوف هو الموت الصغير الذي يؤدي إلى الفناء التام”، في رسالة غير مباشرة تبدو كتحدير لترامب .
يبدو أن الخلاف بين الرجلين يتجاوز الشخصي إلى صراع على النفوذ والسياسات. فبينما يراهن ترامب على استقطاب الجمهوريين التقليديين، يدفع ماسك نحو تغيير جذري في المشهد السياسي عبر حزب جديد قد يعيد تشكيل التحالفات.

يُتوقع أن تستمر هذه المعركة العلنية، خاصة مع اقتراب انتخابات 2028، والتي قد تشهد تحولات كبرى إذا نجح “حزب أميركا” في فرض نفسه كقوة ثالثة.

في ساحة المعركة الرقمية، لا يبدو أن هناك منتصراً بعد، لكن الرسالة واضحة: السياسة الأمريكية على موعد مع فصل جديد من الفوضى الإبداعية، حيث يصبح الصراع بين عمالقة التكنولوجيا والساسة التقليديين محور المشهد.