تعثر أول محاولة لفتح الجمارك التجارية بين المغرب وسبتة ومليلية بعد انقطاع دام 6 سنوات

شهدت معابر سبتة ومليلية المحتلتين، الأربعاء، تعثرا في أول محاولة لإعادة فتح الجمارك التجارية بين المغرب وإسبانيا بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات. ورغم الاستعدادات الإسبانية والإعلانات عن قرب استئناف النشاط التجاري، رفض المغرب دخول أول شاحنتين تحملان بضائع إلى أراضيه، ما أدى إلى إفشال المحاولة.

ففي معبر مليلية، عبرت شاحنة محملة بمعدات منزلية وأجهزة إلكترونية إلى الجانب المغربي، إلا أنها قوبلت بالرفض وطلب تغيير نوع المركبة. ورغم استجابة الجانب الإسباني وإرسال شاحنة أخرى، لم يسمح لها بتفريغ حمولتها وعادت أدراجها.

وفي معبر سبتة، تأخرت المحاولة حتى الظهيرة، حيث انطلقت شاحنة محملة بمواد تنظيف ومنتجات تجميلية نحو المغرب. وبعد خمس ساعات من الانتظار دون تفتيش البضائع، أُبلغ السائق بالعودة إلى سبتة.

وأكدت مصادر إسبانية أن هذه الخطوة كانت منتظرة منذ اتفاق فبراير 2023 بين مدريد والرباط، إلا أن التفاصيل التقنية والشروط المفروضة حالت دون نجاحها. وأشارت مندوبة الحكومة في مليلية إلى أن الجمارك التجارية الجديدة ستتبع معايير حديثة، معربة عن تفاؤلها بإمكانية تفعيل الاتفاق قريباً، بينما دعت مندوبة سبتة إلى “الصبر” لتجاوز التعقيدات اللوجستية.

وأثارت شروط إعادة الافتتاح انتقادات في إسبانيا، خاصةً فيما يتعلق بإمكانية تصدير المغرب لمواد البناء والفواكه والخضروات والأسماك، مقابل السماح بدخول منتجات معينة إلى أراضيه دون تحديدها. كما يُسمح فقط للمنتجين من داخل المدينتين المحتلتين بعبور الجمارك.

وذكرت صحيفة “إلباييس” أن المغرب وافق على دخول منتجات النظافة والتطهير والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي لا تُصنع في المدن المحتلة، وأن التدفق التجاري سيقتصر حاليا على شاحنة واحدة يوميًا في كلا الاتجاهين، خلال أيام العمل من الساعة 10:00 صباحًا حتى 4:00 مساءً، مع منع عبور الشاحنات المفصلية أو المقطورات أو الشاحنات الصغيرة.