في قلب الأزمات الإقليمية التي تشهدها شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تبرز الجزائر كلاعب رئيسي في تأجيج التوترات، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية المغربية الأصل . هي، وبشكل واضح، تسعى من خلال سياساتها إلى خلق بيئة من الفوضى وعدم الاستقرار، ليس فقط في المغرب، ولكن على مستوى منطقة شمال أفريقيا بأسرها. من خلال دعمها المستمر لجبهة البوليساريو، تقدم الجزائر المال، الأرض، السلاح، والتمويل السياسي لتثبيت هذا الكيان الوهمي الذي لا يعترف به المجتمع الدولي. في الوقت نفسه، تعمل على تحفيز المهاجرين غير الشرعيين للمرور عبر الأراضي المغربية إلى أوروبا، بهدف الضغط على المغرب، وبالتالي استهداف الاستقرار في المنطقة ككل.
جزء كبير من السياسات الجزائرية تشير إلى محاولة دائمة لزعزعة استقرار الدول المجاورة، وهذا ليس فقط من خلال دعم البوليساريو، بل من خلال التمادي في تشجيع الهجرة غير الشرعية، ما يعمق الأزمات الإنسانية والاقتصادية في المنطقة. الجزائر، التي تدعي أنها داعمة للسلام، تتجاهل العواقب الوخيمة لدعم الجماعات المتمردة التي تزعزع استقرار الدول الجارة. هذا السلوك يعكس استراتيجية سياسية تسعى إلى نشر الفوضى، بهدف الهيمنة والسيطرة على المنطقة، وهو ما يضر بالمنطقة العربية بشكل عام.
من جهة أخرى، فإن القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، الصين، وغيرها من الدول العظمى لم تفهم بعد تمامًا خطورة هذه السياسات على المدى الطويل. فإطلاق جمهورية وهمية في قلب صحراء أفريقيا لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الإقليمية وخلق بيئة خصبة للإرهاب والتطرف. إن دعم الجزائر لمثل هذا الكيان يساهم في زيادة عدد العصابات والمجموعات المتمردة في المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار ليس فقط في المغرب ولكن في شمال أفريقيا ككل.
إن دعم الجزائر المستمر لهذا الكيان الوهمي لا يقتصر على تهديد المغرب فقط، بل يهدد دولاً أخرى في المنطقة. ولعل أخطر ما في الأمر هو أن هذا النوع من السياسات قد يتحول إلى نموذج خطر يتبع في دول أخرى، حيث سيشجع على المطالبة بالانفصال وتكوين دول جديدة عن طريق استخدام العنف والإرهاب. في النهاية، هذه السياسات تقوض كل جهود السلام والاستقرار في المنطقة، بل وتؤدي إلى تأجيج الأزمات في العديد من البلدان الإفريقية.
في هذا السياق، من الضروري أن يكون هناك رد فعل حازم من المجتمع الدولي، وخاصة من الدول الكبرى، للضغط على الجزائر لوقف دعمها للجماعات المتمردة وإعادة النظر في سياساتها التي تؤدي إلى إشعال الفتن والصراعات. لا بد من العمل على تحجيم هذا الدور السلبي، حتى لا يصبح هذا النموذج مصدراً لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
التعليقات مغلقة.