أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

رادارات الجديدة.. أمن أم استنزاف؟

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

تتحول رادارات المرور في مدينة الجديدة من أدوات لضمان السلامة إلى مصدر لإثارة الجدل، بعد أن كشفت معطيات ميدانية عن تناقض صارخ بين كثافتها غير المبررة وإهمال إشارات المرور الأساسية. ففي الوقت الذي تنتشر فيه أكثر من سبع رادارات في هذه المدينة المتوسطة، تبقى العديد من الإشارات الضوئية معطلة، مما يحولها إلى فخاخ للمواطنين بدلاً من أدوات للسلامة.

وقد سجلت حالات عديدة لسائقين تعرضوا لمخالفات غير مبررة، أبرزها حالة سيارة سوداء تلقت غرامة بينما كانت السيارة المخالفة الحقيقية هي سيارة إسعاف تجاوزت الإشارة. هذه الواقعة تطرح تساؤلات كبيرة عن مدى “ذكاء” هذه الأنظمة، وعن المعايير المعتمدة في تحديد مواقع الرادارات التي يبدو أنها تختار أماكنها بعيداً عن أي منطق أمني أو مروري.

من جهة أخرى، يعاني سكان الجديدة من إشكالية مزدوجة، حيث تتركز الرادارات في شوارع مثل التحرير وابن باديس وحمان الفطواكي، التي تعاني إشاراتها من أعطال متكررة. وهو ما يدفع المواطنين للتساؤل: لماذا هذه العناية الفائقة بالرادارات مقابل إهمال صيانة الإشارات التي من المفترض أن تكون الأولوية في تنظيم الحركة المرورية؟

في هذا السياق، يطالب نشطاء ومختصون بمراجعة شاملة لسياسة نشر الرادارات، مع التأكيد على ضرورة ربطها بمعايير واضحة تراعي كثافة الحوادث وخصائص كل منطقة. كما يدعون إلى إعطاء الأولوية لإصلاح الإشارات المعطلة قبل معاقبة السائقين، لأن السلامة المرورية تبدأ بتنظيم الحركة قبل أن تكون مجرد غرامات.

ختاماً، تبقى الإشكالية الأكبر هي غياب الشفافية حول آلية عمل هذه الرادارات ومعايير توزيعها، مما يغذي الشكوك حول الهدف الحقيقي من انتشارها الكثيف. فهل نحن أمام سياسة أمنية فعلاً، أم أمام مخطط لزيادة الإيرادات على حساب جيوب المواطنين؟.

التعليقات مغلقة.