سلا.. “النقشة” عمل مسرحي بعمق نفسي وإنساني

   ونقلت مسرحية “النقشة”، من تأليف وإخراج عبد المجيد سعد الله،  الجمهور الحاضر إلى حدود العقل وعوالم الجنون في تجربة مزجت بين التشويق الدرامي والطرح الإنساني العميق.

وتقارب المسرحية تيمات الاضطراب النفسي في قالب درامي سيكولوجي، حيث تدور أحداث لقاء غير متوقع في جناح للمرضى النفسيين بين شخصية “الباتول”، التي تعرضت لإجحاف وتعسف من محيطها العائلي والمجتمعي، وبين مرضى نفسيين، ما يفتح الباب أمام صراعات داخلية وتحولات جذرية انمحت معها المفاهيم التقليدية للجنون والعقل.

وأوضح السيد سعد الله أن المسرحية تنتمي إلى نوع المسرح النفسي، الذي يتم خلاله استكشاف الأعماق النفسية وتحليل المشاكل والعقد الكامنة وسبل علاجها.

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذا النوع المسرحي قريب من المسرح الصوفي، وكذلك من مسرح الصدمة”، مشيرا إلى أن الفرقة تلقت دعوة من الأردن وفرنسا لعرض هذه المسرحية كجزء من تجربة تستلهم هذا النوع من المسرح.

من جانبه، أشار حميد مرشد، أحد مشخصي مسرحية “النقشة”، في تصريح مماثل، إلى أن العمل يعد إضافة جديدة للدراما والبسيكودراما في المسرح المغربي، مبرزا أن هذا النوع من المسرح يستخدم من قبل بعض النفسانيين لتقديم المواكبة والدعم النفسي للمرضى.

وبعدما أكد مرشد أن المخرج سعد الله نجح في اقتحام هذا النوع من المسرح من خلال بناء شخصيات ذات طابع نفسي عميق ودراستها والتعامل معها بشكل مميز، اعتبر أن العمل يمكن أن يتم تأويله وفق طريقتين؛ الأولى قد تكون بديهية وعادية، بينما تحتاج الثانية إلى قراءة أعمق لما بين السطور، معربا عن أمله بأن ترافق مثل هذه الأعمال مناقشة مع الجمهور بعد نهايتها ليتمكن المتلقي من تكوين صورة شاملة وفهم كامل للعمل.

وشارك في تشخيص” النقشة” نخبة من نجوم المسرح المغربي، من بينهم جميلة مصلوحي، مصطفى اهنيني، حميد مرشد، سامي سعد الله، سعيد مزوار، زينب زعبول، وزكرياء حسني. وستستكمل المسرحية جولة عروضها بكل من الدار البيضاء والفقيه بن صالح.