إعداد مبارك أجروض
تعتبر عملية غسل اليدين من الأشياء الهامة التى تساعدنا على الحفاظ على نظافتنا الشخصية وتحمينا من الإصابة بالعدوى، وغسل اليدين ضرورة خاصة بعد استخدام دورة المياه “المرحاض”، حيث يتطلب استخدامه الكثير من لمس الأسطح والأبواب وتحصل على الجراثيم على اليدين بأسهل طريقة خاصة إذا كان هذا المرحاض عاماً، لكن في الوقت ذاته قد يغفل العديد منا عن القيام بالأمر ذاته عند استعمال المرحاض الموجود في المنزل؛ فهل من الضروري غسل اليدين عند استعمال مرحاض المنزل أيضا ؟
إن السبب الشائع وراء عدم غسل اليدين عند استعمال المرحاض بالمنزل هو الاعتقاد بأنه أكثر نظافة، خاصة فيما يتعلق بوجود الجراثيم والبكتيريا فيه، حيث يشيع الاعتقاد بأن الجراثيم والبكتيريا الموجودة بالمرحاض في المنزل مصدرها الرئيس المقيمون في المنزل أنفسهم، وبالتالي ليس هناك من داع لغسل اليدين عند استعماله للتخلص من تلك الجراثيم أو البكتيريا، الأمر الذي لا يخلو من المنطق كما هو واضح.
يحتوي جسم الإنسان على عدد هائل من البكتيريا يربو على عدد خلايا الجسم ذاته؛ حيث يقدر عدد خلايا البكتيريا الموجودة بجسم الشخص البالغ بحوالي 39 ألف مليار، فيما يبلغ عدد خلايا الجسم بمختلف أنواعها قرابة 30 ألف مليار خلية، وبالطبع فإن الجهاز المناعي للجسم يعتبر تلك الجراثيم والبكتيريا الموجودة بالجسم جزءا منه ولا يقوم بمهاجمتها، والأمر ذاته ينطبق على الجراثيم والبكتيريا الموجودة بأجسام الآخرين الذين يتشاركون المنزل نفسه كالأزواج والأطفال وبقية أفراد العائلة، حيث لا يقوم الجهاز المناعي بمهاجمتها، إذ يمكن القول إنه تعوّد عليها نتيجة كثرة التعرض لها، وبالتالي قد يبدو بأنه لا ضرر من عدم غسل اليدين عند استعمال المرحاض المنزلي.
*ضرورة غسل اليدين بعد استعمال المرحاض
بالرغم من كل ذلك تظل هناك ضرورة ملحة لغسل اليدين بعد استعمال المرحاض في المنزل، حيث إنه خلال ممارسة حياتنا بشكل طبيعي خارج المنزل نتعرض لكميات كبيرة من الجراثيم والبكتيريا الموجودة بالبيئة المحيطة، أو الجراثيم والبكتيريا الخاصة بأشخاص آخرين. فمن خلال المصافحة وملامسة اليدين لمقابض الأبواب والعملات المعدنية والورقية، وأزرار المصعد والأسطح المختلفة التي تمت ملامستها من قبل الآخرين، تصبح اليدين محملة بكمية هائلة من الجراثيم والبكتيريا الغريبة، والتي تنتقل بدورها إلى المنزل من قبل كل القاطنين فيه.
وبناء على ذلك، فإن عدم غسل اليدين عند استعمال المرحاض المنزلي يعني انتقال تلك البكتيريا والجراثيم الغريبة إلى المرحاض، الأمر الذي يعرض صحتنا وصحة كافة المقيمين بالمنزل إلى الخطر، حيث يمكن انتقال العديد من الأمراض من خلال التعرض لتلك الجراثيم والبكتيريا، لذلك فإن من الضروري للغاية غسل اليدين عند استعمال المرحاض الموجود بالمنزل من قبل كافة القاطنين فيه.
* طريقة غسل اليدين
قد يبدو للجميع أن عملية غسل اليدين من الأمور السهلة التي يفعلها الجميع بصورة صحيحة بشكل بديهي، إلا أنه في حقيقة الأمر فإن الغالبية العظمى تقوم بغسل اليدين بطريقة غير صحيحة، فوفقا لإحدى الدراسات التي نفذتها الحكومة الأميركية، فإن قرابة 97% من الأميركيين لا يقومون بغسل أيديهم بطريقة صحيحة.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض الأميركي (CDC)، يمكن التقليل من خطر انتشار الجراثيم والبكتيريا وبالتالي الإصابة بالعديد من الأمراض، عند غسل اليدين بطريقة صحيحة كالتالي:
ـ يتم تبليل اليدين بالماء النظيف.. ثم وضع قليل من صابون اليدين السائل.. ثم تفرك اليدين جيدا حتى الحصول على رغوة.
ـ يتم الاستمرار في فرك اليدين بحيث تغطي الرغوة ظهر اليد وبين الأصابع وتحت الأظافر، وذلك لمدة 20 ثانية على الأقل.
ـ يتم شطف اليدين بماء نظيف، ثم تجفيفهما باستعمال فوطة نظيفة لم تستعمل أكثر من ثلاث مرات.
* متى يكون من الضروري غسل اليدين ؟
لا يتوقف الأمر على غسل اليدين بالطريقة الصحيحة فقط، بل ما تجدر معرفة هو متى يجب القيام بذلك أيضا، في هذا الصدد يوصي بغسل اليدين في الظروف التالية:
ـ عند استخدام المرحاض.
ـ قبل ملامسة الطعام وبعدها، خاصة اللحوم والبيض.
ـ قبل تناول الطعام وبعده.
ـ بعد العطس أو السعال أو التمخط.
ـ قبل التعامل مع شخص مريض وبعده.
ـ قبل تضميد الجروح وبعده.
ـ بعد تغيير حفاضات الأطفال.
ـ بعد ملامسة القمامة.
ـ بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.
وفي النهاية تظل عملية غسل اليدين من العادات الصحية والصحية المحمودة التي يجب ألا نغفل عنها أبدا، إذ إن من شأنها حماية صحتنا من العديد من المخاطر والأمراض، طالما يتم فعلها بطريقة صحيحة، وفي الظروف المطلوبة.
* لا بديل عن الماء والصابون
يلجأ الكثيرون حالياً لسوائل تنظيف اليدين كبديل لغسلهما بالماء والصابون، وهو أمر عملي خاصة أثناء التنقل من مكان لآخر. لكن هذه الطريقة ليست بديلاً عن غسل اليدين بالماء والصابون، وإنما يمكن استخدامها بعد غسل اليدين لضمان التخلص من الجراثيم، وفقاً لموقع “تي أونلاين” الألماني. وتجدر الإشارة إلى أن السلام بالأيدي أيضاً يعتبر من الأمور التي تسهل انتقال البكتيريا والجراثيم بامتياز. لذا ربما يكون التقبيل على الوجنتين كأسلوب للتحية أفضل من الناحية الصحية من السلام بالأيدي.
التعليقات مغلقة.