أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عبد الوهاب الدكالي: رمز الفن المغربي ورحلة عبر الزمن الجميل

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

في ليلة ممتعة، شهدت العاصمة المغربية الرباط عودة الموسيقار الكبير عبد الوهاب الدكالي إلى الساحة الفنية، حيث أحيى حفلاً غنائياً استثنائياً على مسرح محمد الخامس، تحت إشراف المنتجة الفنية هند التازي.

 

لم يكن هذا الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان احتفالًا بتراث ثقافي غني ومغربي أصيل، حيث اجتمع فيه محبو الفن وذواقة الموسيقى من مختلف الأعمار، مما يعكس حب الجمهور الكبير لهذا الفنان الذي يعرفه الجميع.

 

افتتحت الحفل المطربة المغربية المتألقة نجاة رجوي، التي قدمت باقة من روائع الزمن الجميل، مستعادة ذكريات الأجيال السابقة من خلال أغاني الفنان المعتزل عبد الهادي بالخياط والراحل فتح الله المغاري، مما أضفى جواً من السعادة والحنين. لقد كان تفاعل الجمهور مع الأغاني شغفاً حقيقياً، مما جعل الأجواء تسودها العواطف والمشاعر الدافئة.

 

ثم جاء دور عبد الوهاب الدكالي، الذي اعتلى خشبة المسرح وسط تصفيق حار من الحضور. بمجرد أن بدأ في الغناء، غمرت صوته الأصيل وألحانه الرائعة القلوب، ليعيد جمهوره إلى زمن الأغاني العاطفية والتراثية التي شكلت جزءًا من الهوية الثقافية المغربية. عبر الدكالي عن شوقه للوقوف أمام جمهوره، مؤكدًا أهمية الأغاني المغربية القديمة بقوله: “الجديد لو جدة والبالي لا تفرط فيه”، في إشارة إلى وجوب الحفاظ على التراث الفني الذي ساهم في تشكيل الوجدان المغربي.

 

تضمن الحفل مجموعة من الأغاني الخالدة، مثل “مرسول الحب” و”كان يا ما كان” و”الله حي”، والتي أعادت الأذهان إلى ذكريات جميلة، حيث تمايل الحضور مع الألحان الجميلة وتفاعلت الأنفاس الجماعية مع كل نغمة. لا يزال الدكالي يُعتبر رمزًا للفن المغربي، يعكس الهوية الثقافية الغنية والمتنوعة للبلاد.

 

إن ما يجعل عبد الوهاب الدكالي محبوبًا ليس فقط موهبته الفذة، بل أيضًا ارتباطه العميق بجمهوره. لقد استطاع عبر مسيرته الطويلة أن ينقل مشاعر الحب والأمل والألم بكلمات أغانيه، مما جعلها خالدة في الأذهان والقلوب. كما أن عودة الدكالي إلى الساحة الفنية تعكس الحاجة المستمرة لجمهور الفن المغربي إلى الفنانين الذين يعبرون عن تاريخهم وثقافتهم.

 

إن هذه الأمسية الرائعة في الرباط تجسد الحب الكبير للتاريخ والفن، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الهوية المغربية. فقد نجح عبد الوهاب الدكالي بتقديم لوحات فنية تحاكي ألوان الفلكلور ولحظات السعادة والألم التي مر بها الشعب المغربي، مما يضمن له مكانة خاصة في قلوب محبيه. يظل الدكالي أملًا وأيقونةً للعديد من الفنانين الشباب، الذين يسعون جاهدين للحفاظ على إرث فني غني وثقافي يربط الأجيال ببعضها.

 

باختصار، كانت ليلة عبد الوهاب الدكالي في الرباط احتفالية تعبيرية عن عشق المغاربة لفنهم، وتأكيداً على أهمية الفن كوسيلة للتواصل والتفاعل الثقافي، تجسد روح المغرب الكبير الذي يجمع بين الهوية والتراث والحب للفن الأصيل.

 

التعليقات مغلقة.