اعتبرت عملية “غزو خليج الخنازير” من أفشل العمليات العسكرية التي نفذتها واشنطن سنة 1961 لقلب نظام الحكم كوبا، الذي كان يقوده الزعيم الكوبي “فيدل كاسترو”، والتي استخدمت فيها واشنطن مرتزقة كوبيين، لتتطور الأحداث لأزمة دولية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتى، استمرت لأسبوعين، لتحل لاحقا سلميا، لكنها وعلى الرغم من ذلك أصبحت إحدى أكبر الأزمات التي عرفها العالم بعد الحرب العالمية، لأنها وضعت العالم على مقربة حرب نووية طاحنة مدمرة، وقد ساهمت تلك الحادثة في رسم مسار العلاقات الأميركية الكوبية طوال خمسة عقود.
حينه نصبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) صواريخ أرض/جو حول العاصمة واشنطن كإجراء وقائي لمواجهة أي هجوم محتمل، وفي خطوة تصعيدية لو جرى تنفيذها، كان مستشارو الرئيس الأمريكي “كنيدي” قد أوصوه بشن هجوم استباقي على كوبا لتدمير منصات الصواريخ التي نصبها الاتحاد السوفياتي في كوبا، وهو ما كان سيدخل العالم في حرب عالمية ثالثة ستكون مدمرة بسبب استعمال الأسلحة النووية فيها على نطاق واسع.
بدأ التخطيط للهجوم في يناير من سنة 1961م بعدما تسلم إدارة البيت الأبيض الرئيس الأميركي “جون كينيدى”خلفا “لأيزنهاور”، والذي أعطى أوامره في شهر فبراير لتنفيذ عملية “غزو خليج الخنازير” ميدانيا، ليبدأ التنفيذ في 15 أبريل من سنة 1961 بقصف جوى شنته طائرات أميركية الصنع يقودها متمردون كوبيون، استهدفت القواعد الجوية الكوبية، أعقبها هجوم برى يوم 17 أبريل.
ووجه الهجوم البرى بمقاومة شرسة من القوات المسلحة الكوبية المتفوقة عدديا، لتنتهي العملية بفشل ذريع في 19 أبريل من سنة 1961، وهزيمة نكراء مرغ منفذوها في الوحل الكوبي ما قتيل ، (أكثر من 110)، وأسير (نحو 1100)، كما فقدت العديد من الطائرات.
عوامل عدة ساهمت في هذا الفشل الذريع ضمنها تسرب موعد الهجوم، وسوء الأحوال الجوية، غياب خطة ميدانية ملائمة وفعالة لدى واشنطن، وعجزها عن توفير المعلومات الاستخبارية اللازمة، إضافة إلى امتناعها عن تقديم غطاء جوى مباشر ودعم لوجستيكي وسياسي للمتمردين، لكي لا تتورط مباشرة في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي.
التعليقات مغلقة.