أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“فاس وراء الأبواب المغلقة: واقع المراحيض العمومية وأثرها على السياحة

بقلم الاستاذ محمد عيدني

أصوات من الرباط

مما لا شك فيه أن مدينة فاس، بجمالها التاريخي وثقافتها العريقة، تواجه تحديات حقيقية فيما يتعلق بتوفير المراحيض العمومية لمواطنيها وزوارها. هذه المشكلة قد تبدو بسيطة بالنظر إليها للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل تأثيرات عميقة على جودة الحياة اليومية للسكان وتجربة الزائرين الذين يتوافدون إلى المدينة للاستمتاع بجمالها الثقافي والمعماري.

 

مدينة فاس تستقطب أعدادًا كبيرة من السياح سنويًا، حيث تعتبر موطنًا للعديد من المعالم التاريخية مثل الأزقة التقليدية والأسواق العتيقة والمدارس العلمية الشهيرة. مع هذا التدفق الكبير للسياح، يصبح توفير مرافق صحية عامة أمرًا ضروريًا لا غنى عنه. عدم توفر هذه المرافق قد يؤدي إلى إزعاج الزوار وخلق انطباع سلبي، مما ينعكس سلبًا على حركة السياحة وعلى سمعة المدينة.

 

هناك العديد من العوامل التي تساهم في تفاقم هذه المشكلة، مثل نقص التمويل اللازم لإنشاء وصيانة المراحيض، بالإضافة إلى غياب التخطيط الاستراتيجي الذي يأخذ في الاعتبار المواقع الأكثر احتياجًا لهذه المرافق. على الرغم من أن بعض المبادرات الفردية قد تسعى لتحسين الوضع، إلا أنها غالبًا ما تكون غير كافية للتعامل مع التحدي بشكل شامل.

لحل هذه المشكلة، تحتاج فاس إلى رؤية استراتيجية واضحة تتضمن تطوير خطة شاملة لإنشاء مراحيض عمومية في نقاط تجمع رئيسية، مثل الأسواق والمواقع السياحية. أيضًا، يمكن تحسين الوضع من خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، حيث يمكن لهذه الجهات أن تلعب دورًا فعالًا في تمويل وصيانة هذه المرافق.

علاوة على ذلك، زيادة الوعي بين المواطنين والزائرين حول أهمية الحفاظ على نظافة المرافق العامة يعتبر عنصرًا أساسيًا في حل هذه المشكلة. يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعوية تستخدم وسائل الإعلام المحلية وورش العمل الميدانية.

في النهاية، تحسين مرافق المراحيض العمومية في فاس لا يقتصر فقط على تعزيز تجربة الزوار، بل يمتد ليشمل تحسين نوعية حياة السكان والمحافظة على نظافة المدينة وجاذبيتها. إن مثل هذه الجهود، إذا نُفذت بفعالية، يمكن أن تضمن بقاء فاس وجهة تاريخية وثقافية متميزة تليق بتاريخها ومكانتها العالمية.

التعليقات مغلقة.