القنيطرة / فدوى القرقوري
يعيش النظام العسكري الجزائري أحلك أيامه داخليا و خارجيا ، بعد أن أعطت فرنسا الضوء الأخضر لنشر كتاب يحمل عنوان “ربيع الارهاب في الجزائر” ، الذي عرى واقع السياسة العامة المنتهجة من طرف نظام “الكابرانات” في الجزائر و تسخيرهم تهم “الإرهاب” لتصفية كل المعارضين السياسيين و العسكريين و الأمنيين ، و ضلوعهم في السياسات الكبرى لدعم الإرهاب في القارة السمراء و إثارتهم للنعرات القبلية و الفتن و الصراعات العرقية و إشعال الحرائق .
كتاب ، كشف من خلاله مجموعة من الضباط ، الذين فروا إلى فرنسا مباشرة بعد تصفية “قايد صالح” ، سعي نظام الجنرالات اللعب بملف الإرهاب على الواجهتين و استغلاله لخدمة قمع كل معارضة لنظام الحكم العسكري .
و هو عبارة عن شهادات حقيقية لضباط منشقين عن المخابرات الجزائرية الذين فروا الى فرنسا و بحوزتهم العديد من الوثائق السرية من مراسلات ، و اتفاقيات وتحويلات مالية سرية بين الجنرالات والحركات الإرهابية ، هذه اللعبة القذرة التي لعبتها المؤسسة العسكرية والتي تعرف ب “العشرية السوداء” .
الكتاب عرى كذلك تورط القائد الحالي “شنقريحة” ، و “توفيق” ، و “خالد نزار” في اغتيال “قايد صالح” ، و كشف عن أعمال إرهابية نفذت ، و عن توظيف النعرات العرقية لإشعال فتيل حرب أهلية في الجزائر ، و إشعال الحريق في جمهورية القبائل .
و بعد الاعلان عن صدور الكتاب ، عرفت مقرات المخابرات الجزائرية ارتباكا لما يتضمنه من وثائق و معلومات خطيرة عن النظام العسكري ، كما تحركت الدبلوماسية الجزائرية بسرعة على خط باريس لإيقاف نزوله للأسواق ، و هي المساعي التي فشلت ، مما جعل الجزائر تنحوا منحى تصعيد التوتر مع باريس بعد الرباط لامتصاص الغضب الشعبي و تحويل نظر الرأي العام الداخلي و الخارجي عن ضلوع النظام العسكري في عمليات إرهابية و زرعه للفتن و النعرات الطائفية حفاظا على مصالحه .
التعليقات مغلقة.