بقلم عثمان الدعكاري
لقمة العيش صعبة”..، كلمات تختصر معاناة البسطاء على “رصيف الفقر”..، كلمات تحمل معها واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار مؤسسات المجتمع، وسلّمت نفسها مجبرة لقسوة الحياة، ومشقة البحث عن “مصروف يومي” تسد به حاجتها، وتكفيها مذلة السؤال..، “فئة معدمة” تخرج من بيوتها المتهالكة كل صباح، وهي تحمل جراحها وآهاتها بحثاً عن “أي شيء” يشعرها أنها باقية على قيد الحياة، وأنها ماضية لتعود، وبعيدة لتقترب من الفقر، أخاً وصديقاً يواسيها بآلامه، وقسوته، وحرمانه، ثم تبقى مع كل ذلك تنتظر “لحظة التغيير” التي غابت عن الوجود، والوجوه، والظهور، وكأن الزمن يدور بعقارب صامتة، ومحزنة، وربما مخجلة..، وأن العمر يمضي بهم وسط رصيف يواسي فيه كل واحد منهم الآخر، ويبكيهم لحظة ما يغيب أحدهم عن مكانه مودعاً حياته دون أن ينصفه زمن المصالح والأنانية.
على السيد رئيس الحكومة “عزيز أخنوش” أن يدرك أن الثقة لا تُبنى بالتصريحات الإيجابية والتبشير بالخير القادم، في الوقت الذي تظهر فيه كل يوم قضية تعزز انطباعات الناس بأن آلية العمل ما زالت ذاتها دون تغيير، وأن تحميل المسؤولية للظروف أو للغير هي المبدأ السائد….
ويجب على المسؤولين في الدولة أن يكونوا علي تواصل دائم مع المواطنين، وأن تكون لديهم القدرة والبيانات والحقائق والمعلومات للرد علي تساؤلات كل مواطن.. نعم ذلك من صميم المسؤوليات في إدارة شؤون الدولة وأن من حق المواطن أن يعلم كل ما يدور حوله…
إن أفضل أساليب المواجهة أن نكشف الحقائق، وأن تكون المصداقية هي هدف كل مسؤول يسعي لخدمة هذا الوطن، لأن نصف الحقيقة لا يفيد، ولأن غياب المصداقية يفقد الكلمة تأثيرها ودورها في الحياة…
بالطبع.. .لا خلاف بيننا أن الصخب الإعلامي يغطي على كل شئ، وعلى الدولة أن تعيد النظر في إعلامها الذي يتهاوى دوره وتأثيره يوما بعد يوم…
إن أمام الحكومة مسؤولية كبيرة في توصيل الحقائق للناس، وهذا هو دور المسؤولين، لأنه من الظلم لهم ولنا أن تغيب انجازات تستحق التقدير، وتغيب قضايا تهم الملايين من المغاربة ولا أحد يهتم بها، وهذا هو دور الإعلام الحقيقي أن يكون صوتا للحقيقة، وضميرا للمواطن وأن يواجه قضايا المجتمع بالعقل والحكمة وليس بالصخب والضجيج…
التعليقات مغلقة.