أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مفاوضات الدوحة تتعثّر أمام نقاط الخلاف

جريدة أصوات

 لا تزال جولة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة تواجه عقبات كبيرة، رغم المحاولات الدولية لرأب الصدع بين الطرفين. فبعد أيام من انطلاق الجولة الجديدة، تكشف مصادر مطلعة لقناة “العربية/الحدث” أن المفاوضات “تسير بوتيرة بطيئة” بسبب تباين المواقف، خاصة حول محور “موراج” العسكري وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

أظهرت إسرائيل انفتاحاً جزئياً في ملف المساعدات، حيث وافقت على إشراك الأمم المتحدة في عمليات التوزيع داخل القطاع، في خطوةٍ تُفسَّر كمحاولة لتهدئة مخاوف الوسطاء الدوليين. لكنها في المقابل، تتمسك بدور مؤسسة “غزة الإنسانية” كنقطة توزيع رئيسية، معتبرةً إياها “آلية رقابة حيوية” لضمان عدم وصول المساعدات إلى “عناصر مسلحة”، وفقاً للمصادر ذاتها.

هذا الموقف يعكس إصرار تل أبيب على ربط المساعدات بالأمن، بينما يرى مراقبون أن استمرار العمل بمؤسسة “غزة الإنسانية” ــ التي تُدار بتنسيق إسرائيلي ــ قد يكون أحد أسباب تأزم الوضع الإنساني في القطاع، حيث تتهم فلسطينيون المؤسسة بـ”التسييس” و”التعطيل المتعمد”.

رغم التقدم الطفيف في ملف المساعدات، ترفض إسرائيل أي تنازلات حول انسحابها من محور “موراج” الاستراتيجي جنوب غزة، الذي تُصر حماس على إخلائه كشرط لأي اتفاق. ويُعد هذا الملف أحد أبرز نقاط الخلاف في “الترتيبات الميدانية” المطروحة على الطاولة، حيث يُستخدم المحور كمنطقة عازلة تتحكم إسرائيل من خلالها بحركة السكان والبضائع.

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن المحادثات الحالية تركّز على وضع “إطار تفاوضي” وليس التفاصيل النهائية، قائلاً: “ما زلنا في مرحلة منفصلة مع كل طرف لتحديد هذا الإطار”. وأشار إلى أن المقترح المطروح يستند إلى خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، دون الكشف عن تفاصيلها.

مع استمرار الجمود، تبدو احتمالات التوصل لوقف إطلاق نار شامل ضعيفة في المدى القريب، خاصة مع تمسك كل طرف بخطوطه الحمراء. فبينما تريد حماس ضمانات بإنهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية، تُركّز إسرائيل على الجانب الأمني وتبقي خيار “التصعيد العسكري” حاضراً.

يأتي هذا في وقتٍ تشهد فيه غزة تصاعداً في الأزمات الإنسانية، حيث يحمل عشرات الآلاف يومياً أكياس الدقيق وسط ظروفٍ يُصفها مواطنون بـ”الكارثية”. الصورة التي التقطتها “فرانس برس” في 25 يونيو 2025 لأشخاص يحملون مساعدات “غزة الإنسانية” تختزل مأساة القطاع، الذي ينتظر بفارغ الصبر اتفاقاً قد لا يأتي قريباً.

الوسطاء الدوليون يواصلون الضغط، لكن نجاحهم مرهون بكسر الجمود في ملفي “موراج” والمساعدات. فهل تتحول الدوحة إلى ساحة لاتفاق تاريخي، أم ستنضم إلى قائمة المحطات الفاشلة في مسار طويل من المفاوضات؟ السؤال ينتظر إجابة قد تحسمها الأيام القليلة المقبلة.

التعليقات مغلقة.