الباحث الحسن اعبا
تحفل الميثولوجيا الأمازيغية بأساطير شعبية، لازالت راسخة في الذاكرة
الجماعية لأمازيغ المغرب الكبير، وفي تازناخت تعتبر أسطورة .. طونزل..
من ابرز الاساطير الشعبية التي لها علاقة بالمطر.ان
شكل قدسية الماء عند الأمازيغ عموما طقسا وجدانيا وروحانيا ودينيا واجتماعيا ….
لا محيد عنه لحدود اليوم رغم تطور العلوم الإنسانية .بحيث مازلنا نجد
قراة الكف والطالع والفنجان –المعيوش الاسطوري-وورق الرند وهو .تفكير
تنجيمي فيه من العلم والأسطورة قدره الممكن لمسايرة المعيش اليومي حسب
قناعات العقل الأمازيغي الذي يستمد تفكيره من زمن ما قبل التاريخ.أو كما
كان سائدا عند اليونان وباقي الشعوب التي اعتمدت في تعابيرها الطقوسيةو
الوثنية –كذب المنجمون ولو صدقوا- بحيث كانوا يتقربون للآلهات بالذبائح
والهدايا. متوسلين المطر والغيث بشكل جماعي محتفلين بآلهات الماء كما
تروي الكهنة في العهود القديمة .والمطر كألهة taslit onzar مازالت مخلدة
في المتخيل الأمازيغي كطقوس تؤثث المكان الطبيعي بالصلوات والذبائح
وتقديم القرابين للألهات العظيمة من أناشيد وأمداح وتمجيد ها وفي مقدمتهم
اطفال وعذارى لأن حسب كاليماك الحقيقة تخرج من أفواه الأطفال المتوسلة
بمواويلها الجميلة -المعيوش الاسطوري ص-111وهو نوع من التعبد الوثني
والتذرع للخالق عبر الذبيحة والدم المسفوح بإغاثتهم بالماء كرمز للخصوبة
للطهارة للحياة . والمياه ذاتها حاملة لدلالة انثوية و أمومة الشيء الذي
ارتبط بها بعد الخصوبة . لان مجمل البشرية كانت تتقرب للقدرة الإلهية
بالطهارة وتقديم الذبائح وهي ظاهرة عامة لشعوب البحركما ورد عند اليونان
وهم يمجدون الآلهة الغيبية إسوة بالأمازيغ الذين امنوا بوجود الله قبل
الديانات السماوية . مما شكل عندهم عروس المطر أو قوس قزح فأل السنة
الفلاحية لتزداد عدد المواشي والدواجن وتتعافى من كل سوء طبيعي ويعيش
الشعب الامازيغي في رفاهية ومتعة وحياة مليئة بكل ماتشتهي الأنفس. وقدسية
الماء عند الامازيغ جاءت من تجارب قاسية مع الحياة الصحراوية بعد تراجع
المناخ ويعد الواقع عندهم هو المحك المحدد للفكرمن بحيث عاشوا سنوات
الجفاف وكانوا ينتقلون بمواشيهم صوب النيل وباقي الانهار القريبة منهم
وقيمة الماء حسب هذا الإنسان إنها رغبة وضرورة جامحة وليست نزوة كهنوتية
وعقدة الماء مازالت تشكل لغزا حتى في زمننا هذا ويقال ان اصل الكون هو
الماء والنار. والكون حسب الجيولوجيين كان مستنقعا مائيا فضربه زلزال
عميق وتفرق في اليابس مما يؤكد ان اصل الكون هو الماء والمطر ماهو سوى
ثلج مذوب يستجيب لالهة الأرض. وطونزل ..أسطورة قديمة شعبية إنقرضت في
أواسط السبعينات من القرن العشرين.
إنها أسطورة طونزل,التي يفترض أن يطلق عليها تين ؤنزار وليس طونزل.
لماذا,لأن الناس يطلبون المطر,والمطر بالأمازيغية هو أنزار وليس
أنزال,لكن الناس بأيت واوزكيت يستعملون مصطلح طونزل.
إن أسطورة طونزل هذه لها طقوس معينة
كيف ذلك,إن هذه الأسطورة تكون عندما يشتد القحط والجفاف الذي يصيب المنطقة.
وطونزل هذه عبارة عن عروسة من قصب,حيث تقوم جميع النساء بتزينها وتلبس
لها أجمل الملابس والحلل ثم بعد ذلك تنطلق من قرية إلى أخرى وفي موكب
بهيج وتنطلق من أيت واغرضا بسيروا ثم امضغر ن ؤفلا وءيمضغر ن ءيزدار
وتاغدوت,أدرك,أيداود,تازناخت القصبة وأساكا ثم تافونانت
.تيسليت,لبرج,تاكنكوت,بوغرار,ءيغلس,فينت,تاكنزالت,إلى أن تصل إلى سد
المنصور بورزازات,
وهكذا تنتقل ,طونزل,من قرية إلى أخرى ومن قبيلة إلى أخرى,وبأشعار جدابة
ورائعة ومن بين هذه الأشعار الخالدة:
طونزل أتاكضيت
أوي لباس ءيكران
تاويتن ءيوامان
تاويتن ءيكولشي
نلاحظ من خلال هذه الأسطورة بأنها تتفق كليا ومبدئيا مع ذلك الطقس السائد
في الحضارات القديمة كمصر مثلا عندما يقدمون أنداك أحسن شابة إلى وادي
النيل وذلك حسب معتقدهم لكي لا يفيض,غير أن الإختلاف هنا يكمن في كون
أمازيغ أيت واوزكيت يجسدون تلك الشابة بعروسة من قصب.أما المصريون
القدماء فيقدمون إلى نهر النيل الشابة الحقيقية وبدون تجسيد.والفرق
الثاني يكمن على كون أيت واوزكيت بتازناخت الكبرى يقومون بهذا الطقس
عندما يشتد الجفاف وذلك على عكس المصريين القدماء الدين يقدمون للنيل تلك
الفتاة عندما يفيض
– الأسطورة قديمة جدا انقرضت في أواسط السبعينات من القرن الماضي,ورويت
بلسان السيدة أيت سالم فاضمة التي تناهز الآن من العمر 82 سنة
– الاسطورة سبق نشرها في جريدة تاويزا,ومجلة تيفاوت,وفي جريدة تامازيغت في سنة 1999
– لقد قمت ببحث ميداني فيما يتعلق بالاساطير الامازيغية بقبائل أيت
واوزكيت واستطعت أن أجمع أكثر من 220 أسطورة ومعظمها متعلق بالمراة
الامازيغية
التعليقات مغلقة.