أسدل الستار عن فعاليات موسم “اشراكة عين العودة 2022″، وكان ينتظر من هاته النسخة أن تكون مختلفة تماما عن سابقاتها، خصوصا بعد الانقطاع الذي استمر لمدة سنتين بسبب فيروس كورونا، لكن الوقائع على الأرض كانت صادمة.
إذ وعلى عكس المتوقع، وللأسف الشديد فقد تفاجأ الحظور الكثيف الدي توافد من كل مدن المغرب، وبالخصوص من المدن التابعة لعمالة الصخيرات تمارة، من عشاق التبوريدة والفرجة، بموسم فقير، فمن حيث الشكل هو موسم، لكن من حيث المضمون فلا شيء يذكر.
إذ ومباشرة بعد انتهاء عروض التبوريدة غير المنظمة والعشوائية ب”محرك” ذا تربة هشة، ينجم عنها إثارة عواصف رملية تعمي العيون من إقبال وإذبار الخيول وحوافرها، تبدأ مشاهد الموت السريري للموسم.
إذ يزداد المشهد فقرا ومأساوية بعد حلول الظلام واشتعال الأضواء، إذ من لحظتها يطوي الموت المكان، وتنتهي الحياة، وينمحي شيء اسمه موسم التبوريدة، ما عدا أصوات أبواق العطارين والباعة، وكأننا في “السويقة” لا في موسم فني ثقافي.
فلا سهرات تذكر ولا فقرات فنية تعاش، غاب كل شيء، وغاب فن الحلقة بسبب فرض نضام أمني خاص يقضي بتوقف كل الأنشطة مع منتصف الليل.
كنا ننتظر من موسم “اشراكة عين العودة 2022” أن يخرج عن نمطه التقليدي المعهود، وأن يقدم منظموه الفرجه لمتبعيه من كل بقاع الوطن، وأن يشكل قيمة مضافة لا على مستوى الحركة التجارية والرواج التجاري فحسب، ولكن أيضا على مستوى البرمجة التي تجعله موسما يستحق المتابعة وطنيا وحتى دوليا، لكن رؤية “حليمة لا تتجاوز فناء الدار”، على قول المثل العربي “وكم من الأشياء قضيناها بتركها”.
فثلاثة ايام من عمر الموسم مرت فارغة بدون أي رصيد، ولا أية فائدة، ما عدا تعب عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية من أجل ضمان أمن وسلامة الموسم ومرتاديه.
لتبقى نسخة موسم “اشراكة عين العودة 2022″هي الأسوأ من بين كل النسخ السابقة على مر التاريخ.
التعليقات مغلقة.