أعلنت النقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن تسطير برنامج نضالي لمواجهة “استهتار الحكومة بالشغيلة الصحية”، وذلك بعدما اقترحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية زيادة تصل إلى 800 درهم بأجور الممرضين.
وقررت النقابة الوطنية للصحة خوض “إضراب وطني بقطاع الصحة يوم الأربعاء 24 يناير 2024 مع وقفات احتجاجية جهوية في نفس اليوم، وحمل الشارة مند يوم 17 يناير 2024″، داعية النقابات إلى التنسيق النضالي الميداني مع إمكانية تغيير هذا البرنامج النضالي وتكييفه مع رغبات وضرورات التنسيق.
ويأتي هذا التصعيد، بعد العرض الذي قدمته الحكومة الثلاثاء الماضي جوابا على مطالب موظفي الصحة الزيادة في الأجر الثابت من خلال التعويض عن الأخطار المهنية للممرضين بقيمة 800 درهم صافية وبقيمة 600 درهم صافية لكل فئات الإداريين والتقنيين، وتحسين شروط الترقي من خلال الموافقة على دراسة تفاصيل هذه النقطة؛ الكوطا والامتحان وشرط 10 سنوات، في إطار الوظيفة الصحية.
وأصدرت النقابة بيانا، توصلت به “كواليس اليوم”، “نقول للحكومة وأعضائها شتان بين الثرى والثريا، شتان بين قولكم وفعلكم، شتان بين خطابكم الذي يشيد وممارستكم التي تُحبِط ، وشتان بين الالتزام وعدم الوفاء بالالتزام..”، مضيفة “أما الثريا، فهي الشغيلة الصحية بكل فئاتها، هي تلك النجوم الرائعة واللامعة من مهني الصحة التي أضاءت عَتَمَةَ ليالي الكوفيد وخفّفت من حدة حزن ومعاناة ضحايا الزلزال. وأما الثرى فهو بؤس تعامل الحكومة مع الثريا”.
وأضاف البيان: “نسأل الحكومة عمن وجدت خلال جائحة الكوفيد19 ؟ أليس موظفي الصحة بكل فئاتهم. ونسأل الحكومة من كان يرابط بالصف الأمامي لحماية البلاد والمواطنين من الآثار المدمرة للجائحة؟ أليسوا مهنيو الصحة؟ ونذكر الحكومة بمن ضحى بحياته وبصحته وبراحته ومن نقل العدوى لأبنائه وعائلته وذويه في أحلك الأوقات وأصعبها حين كان الكل منعزل في بيته؟ أليس العاملون بالقطاع العمومي للصحة؟”.
وتساءلت النقابة “من لبى النداء من أول دعوة وأول وهلة للتدخل العاجل وغير المشروط، لما حاصرنا الفيروس ولما حرّكت معاطفها الجبال وزلزلت الحوز؟ أليست الأطر والكوادر الصحية بمختلف تخصصاتها؟ ومن ساعدكم كحكومة على تحسين بعض مؤشرات التنمية البشرية بالرغم من المعاناة المزدوجة الناتجة عن ظروف العمل المتردية وعن النقص المهول في الموارد البشرية؟ أليس مهنيو الصحة الذين يعانون في صمت في الجبال والصحاري وأبعد النقط في المناطق البعيدة والنائية؟ ومن صبر على الحيف مدة سنوات وعن سوء الأوضاع المادية وغض الطرف عن الإغراءات المحيطة وفضَّل العمل في القطاع العام رغم عدم اعترافكم بحقهم؟ أليست كل فئات موظفي الصحة؟”.
وزادت: “اليوم تجازونهم على ما قاموا به ومازالوا، وتأتونهم بخُفَيِ حُنَيْن!! إننا لا نقبل تعاملكم هذا”، مضيفا “وتريدون منهم أن ينخرطوا بحماس في مشروعي الحماية الاجتماعية وإصلاح المنظومة الصحية وهم مغبونون من تعاملكم؟ بل إنهم الركيزة الأساسية والضرورية لإنجاح أي ورش لفائدة صحة المواطنين، وتسيئون لهم بهكذا عرض بئيس وهزيل؟ سيصعُبُ على الشغيلة الصحية وعلينا كذلك الاستمرار في الاقتناع بخطابكم، وأنتم تتنكرون لكل تضحياتهم”.
وفي ختام البيان فالت النقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل :“نحن سنتحمل مسؤوليتنا الدستورية في الدفاع عن موظفي الصحة بكل فئاتهم ضد الحيف والظلم وتردي الأوضاع في مجال صحي مليء بالأخطار، وسوف نناضل بلا هوادة من أجل تحسين أحوالهم وظروفهم وبكل الوسائل المشروعة، وعليكم كحكومة كذلك أن تتحملوا مسؤولياتكم في الحفاظ على قطاع حيوي وعلى العاملين به برعايتهم والاستجابة لانتظاراتهم”.
وحسب ما أفاده المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، أن وزارة الصحة تفاعلت معهم فور الإعلان عن إضراب وطني بقطاع الصحة ، إذ وجهت لهم الدعوة لجولة جديدة من المفاوضات يوم غد الجمعة 19 يناير 2024.
التعليقات مغلقة.