نمو متزايد في استخدام تطبيقات طلب الطعام في المغرب يعكس تغير عادات الاستهلاك

أصوات من الرباط

أظهرت دراسة حديثة أن حوالي 4.5 مليون مغربي يعتمدون على تطبيقات الهواتف الذكية لطلب الطعام، مع متوسط إنفاق يصل إلى 120 درهما لكل طلب. يأتي هذا النمو في استخدام خدمات التوصيل الإلكتروني في سياق التحول الرقمي الذي يشهده السوق المغربي، والذي يفرض تحديات وفرصًا جديدة لقطاع المطاعم وخدمات التوصيل.

اتجاه متصاعد يعكس تغير نمط الحياة

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في اعتماد المواطنين على تطبيقات توصيل الطعام، خاصة مع التغيرات التي فرضتها جائحة COVID-19 على أنماط الاستهلاك والعمل عن بعد. إذ أصبح الطلب على الوجبات السريعة والخدمات الغذائية عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، مما أدى إلى توسع نشاط الشركات المختصة وتطويع استراتيجياتها لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للسوق.

الأرقام والدلالات

وبالاعتماد على البيانات، يُظهر أن عدد مستخدمي تطبيقات طلب الطعام في المغرب يشكل حوالي 15% من السكان النشطين على الإنترنت، في حين يبلغ متوسط إنفاق الفرد 120 درهما لكل طلب، مع تفضيل غالبية المستخدمين للطلبات ذات السعر المعقول والخدمة السريعة. هذه الأرقام تبرز أهمية القطاع، وتؤكد على استدامة نموه في المستقبل القريب.

الفرص والتحديات

من ناحية الفرص، يتيح النمو السريع لقطاع توصيل الطعام للمطاعم المحلية والدولية توسيع نطاق خدماتها وزيادة حصتها في السوق، مع ضرورة التركيز على تحسين جودة الخدمة والابتكار في تقديم العروض الترويجية. أما عن التحديات، فتشمل تقلبات السوق، والمنافسة الشديدة، والحاجة إلى ضبط جودة التوصيل، بجانب تعزيز الوعي بالسلامة الغذائية والمعايير الصحية.

رؤية مستقبلية

مع استمرار التطور التكنولوجي والتحول الرقمي، من المتوقع أن يشهد سوق طلب الطعام عبر التطبيقات مزيدًا من النمو، مع دخول تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحليل أنماط العملاء وتخصيص العروض. كما أن تحسين البنية التحتية الرقمية والبنى التحتية اللوجستية سيكون عنصرًا رئيسيًا لتحقيق النجاح المستدام في هذا القطاع.

إن ارتفاع عدد مستخدمي تطبيقات طلب الطعام في المغرب يعكس توجهًا حضاريًا نحو الرقمنة وتبني أوجه جديدة من أساليب الاستهلاك، مما يتطلب من جميع الفاعلين في القطاع الاستعداد لمواجهة التحديات واستثمار الفرص المتاحة بشكل فعال لمواكبة تطلعات المجتمع المغربي.