وفاة الطفلة ريم تثير مشاعر الحزن والغضب في المغرب: خذلان الأبوين في خضم المعاناة
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
أعلنت نوال فيلالي، رئيسة جمعية “يالله نتعاونو”، صباح اليوم عن وفاة الطفلة ريم، التي واجهت المرض بشجاعة وابتسامة، ولكنها عانت من خذلان أقسى كان مصدره والديها.
وكتبت فيلالي بكلمات مؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي: “الطفلة ريم التي تخلى عنها والداها قد توفيت صباح اليوم… اللهم خذ حقك، ابنتي، حسبنا الله ونعم الوكيل. إلى جنات النعيم، يا روحي…”
رحلت ريم تاركة وراءها ألمًا عميقًا يتردد صداه في قلوب المغاربة، حيث تحولت قصتها إلى واحدة من أكثر القضايا تداولًا على الإنترنت، وصارت رمزًا لطفولة تعاني ليس فقط من المرض، وإنما من افتقاد الحنان والدعم.
بدأت القصة عندما أعلنت جمعية “يالله نتعاونو” تكفلها بحالة ريم، التي كانت بحاجة ماسة إلى زراعة كبد. في البداية، أبدى والدها موافقته على التبرع، لكنه وضع شرطًا تعجيزيًا يتمثل في إجراء العملية بفرنسا، وهو ما لم تتمكن الجمعية من تحقيقه في ظل التكاليف الباهظة، مما دفع الأب للتراجع عن دعم ابنته.
تقدمت الأم بعده وأظهرت استعدادها للتبرع، وتم نقلها مع ريم إلى تركيا، لكن شروطها أيضًا كانت غريبة: تطلب أن تسافر الأسرة كلها، وإلا فإن العملية لن تتم، مما أضاف المزيد من الخذلان.
وسط هذا اليأس، كانت هناك بصيص من الأمل تمثلت في عمة ريم، السيدة حورية، التي سافرت من فرنسا إلى تركيا مستعدة للتبرع بكبدها. لكن للأسف، اكتشفت أن كبدها غير متطابق.
مع انطفاء كل الحلول، اضطرت الجمعية لإعادة ريم إلى المغرب، حيث انتظرت مصيرها المحتوم وهي تقاوم معاناتها بعينيها البريئتين.
اليوم، ريم لم تعد بيننا، لكن قصتها تثير تساؤلات مؤلمة حول كيفية تخلي أب وأم عن فلذة كبدهما في مواجهة الموت.
التعليقات مغلقة.