بقلم د. مبارك أجروض
تُعرَّف الحساسية الدوائية sensibilité aux médicaments بأنها قدرة الجهاز المناعي على إدراك الدواء باعتباره مادة غريبة والتفاعل. تحدث أعراض مختلفة أثناء استخدام الأدوية لأغراض مختلفة، و معظمها لا ينتج عن رد فعل نظام المناعة وليس هناك حساسية. ولكن كل هذه الأعراض تسمى خطأ الأدوية الحساسية. يجب تقييم أخصائي الحساسية لتحديد ما إذا كانت الأعراض الناتجة عن الحساسية أو ما إذا كان هناك رد فعل تحسسي. لأن بعض ردود الفعل يمكن أن تكون شديدة ويمكن أن تهدد الحياة.
قد يُخطئ الأشخاص أحيانًا في التمييز بين التأثيرات الجانبيَّة للأدوية والحالات التحسُّسية؛ فمثلًا، يقول المرضى الذين يعانون من انزعاجٍ في المعدة بعد استعمال الأسبرين (تأثير جانبي شائع) غالبًا بأنهم يعانون من allergie à l’aspirine؛ ولكنَّ هذه ليست ردة فعل تحسُّسيَّة حقيقيَّة. تنطوي réactions allergiques الحقيقية على تنشيط الدواء للجهاز المناعي. قد يُسبِّب استعمالُ الأسبرين إزعاجًا في المعدة، لأن الأسبرين يتداخل مع دفاعات الحاجز المعدي الطبيعي ضدَّ حمض المعدة.
التفاعلات التحسُّسية (فرط الحساسية) هي réactions à l’utilisation على استعمال دواء ما، وهي غير شائعة نسبيًّا. وخلافًا للأنواع الأخرى من التأثيرات الجانبيَّة للأدوية، فإنَّ عدد وشدة réactions allergiques لا ترتبط مع مقدار الأدوية المُستعملة عادة. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية من الأدوية، فإنَّ مجرَّد استعمال كمية صغيرة من الدواء قد يؤدي إلى حدوث réaction allergique) انظر لمحة عامة عن réactions allergiques). وتتراوح شدَّة هذه التفاعلات بين الطفيفة قليلة الإزعاج إلى الشديدة المُهدِّدة للحياة. ومن الأمثلة على ذلك الحساسية الدوائية Sensibilité aux médicaments، هي رد فعل مناعي لدواء ما، مما يسبب urticaire, éruption cutanée ou fièvre، وقد تسبب تفاعلاتٍ خطيرةً منها فرط الحساسية، وهي حالةٌ تهدد الحياة. والحساسية الدوائية مختلفةٌ عن الآثار الجانبية للأدوية، وهي تلك التفاعلات المحتملة المعروفة المدرجة في نشرة الدواء، كما أن الحساسية الدوائية مختلفة عن السمية الدوائية الناتجة عن جرعات الدواء الزائدة.
* أعراض حساسية الدواء
وتتضمن أعراض حساسية الدواء Éruption cutanée, urticaire, démangeaisons, fièvre, gonflement, essoufflement, respiration sifflante, écoulement nasal et démangeaisons, larmoiement. et hypersensibilité، وهو تفاعل حساسية نادر ويمثل تهديدًا للحياة، وتتضمن علاماته rétrécissement des voies respiratoires et de la gorge, qui provoque des difficultés respiratoires, des nausées ou des crampes abdominales, des vomissements ou de la diarrhée, des étourdissements ou des étourdissements, un pouls faible et rapide, une pression artérielle basse, des convulsions et une perte de conscience.
* الحالات المرضية الأخرى الناتجة عن حساسية الدواء
تحدث تفاعلات الحساسية الدوائية الأقل شيوعًا بعد التعرض للدواء بأيام أو أسابيع وقد تستمر لبعض الوقت بعد التوقف عن تناوله. وتتضمن هذه الحالات المرضية داء المصل، والذي قد يسبب الحمى وألم المفاصل والطفح والتورم والغثيان، فقر الدم المرتبط بتعاطي العقاقير، ويشمل انخفاض خلايا الدم الحمراء الذي يمكن أن يسبب الشعور بالتعب وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس وأعراضًا أخرى، طفح جلدي يترافق مع كثرة éosinophiles والأعراض الشاملة (DRESS)، والذي يؤدي إلى الطفح وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وتورم عام وانتفاخ الغدد الليمفاوية ومعاودة infection hépatite dormante والتهاب في الكليتين، والذي يمكن أن يسبب الحمى وظهور دم في البول وتورمًا عامًا وتشوشًا وأعراضًا أخرى.
* سبب الحساسية الدوائية
تحدث الحساسية الدوائية عندما يُحدد الجهاز المناعي على نحو خاطئ الدواء على أنه مادة ضارة، كما لو كان عدوى فيروسية أو بكتيرية. وفي معظم الحالات، تنشأ الحساسية الدوائية عندما يصبح الجهاز المناعي حساسًا للدواء، وهذا يعني أن المرة الأولى التي تتناول فيها الدواء يكتشف الجهاز المناعي هذا الدواء على أنه مادة ضارة ويطور جسمًا مضادًا مخصصًا للدواء الذي يأخذه المريض. وفي المرة التالية التي يتم تناول الدواء فيها، تحدده هذه الأجسام المضادة وتوجه الجهاز المناعي لمهاجمة تلك المادة، والمواد الكيميائية التي تصدر عن هذا النشاط تسبب علامات وأعراض ترتبط بتفاعل الحساسية، لكنّ قد لا يكون المريض على علمٍ بالتعرض الأول للدواء، وتشير بعض الأدلة إلى أن مجرد وجود آثارٍ من دواء ضمن مصدر الطعام قد تكفي لكي يُكوّن الجهاز المناعي جسمًا مضادًا له.
ويمكن أن تنتج بعض تفاعلات الحساسية عن عملية مختلفة بعض الشيء عن ذلك، حيث يعتقد العلماء أن بعض الأدوية تستطيع أن ترتبط مباشرةً بنوعٍ محددٍ من خلايا الدم البيضاء الخاصة بالجهاز المناعي تدعى الخلايا T، ويسبب ذلك إطلاق مواد كيميائية تسبب تفاعل الحساسية، وفي مثل هذه الحالات، يمكن أن يحدث تفاعل الحساسية في المرة الأولى لتناول الدواء.
* الأدوية الشائع ارتباطها بالحساسية
على الرغم من أن أي دواءٍ يمكن أن يسبب تفاعل الحساسية، فإن بعض الأدوية ترتبط بالحساسية على نحو أكثر شيوعًا. وهي تتضمن المضادات الحيوية، مثل Pénicilline, aspirine et anti-inflammatoires non stéroïdiens (AINS), médicaments de chimiothérapie pour traiter le cancer, médicaments pour les maladies auto-immunes, telles que la polyarthrite rhumatoïde, crèmes ou onguents corticostéroïdes, médicaments pour le VIH ou le SIDA, produits à base de pollen d’abeille et d’échinacée.
* الأشخاص الأكثر عرضة للحساسية الدوائية
على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يعاني من تفاعل الحساسية الدوائية، فهناك بضعة عوامل من الممكن أن تزيد من قابلية حدوثه. وهي تتضمن تاريخاً من الإصابة بأنواع من الحساسات الأخرى، مثل حساسية الطعام أو حمى القش، تفاعل الحساسية لدواء آخر، تاريخاً عائلياً للإصابة بالحساسية الدوائية، زيادة التعرض للدواء، بسبب زيادة الجرعات أو تكرار الاستخدام أو طول الاستخدام والإصابة بأمراض معينة ترتبط عادة بالتفاعلات الدوائية للحساسية، مثل الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري أو virus d’Epstein-Barr.
* تشخيص وعلاج الحساسية الدوائية
يتم التشخيص اعتمادا على الأعراض والفحص الجسدي، وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية مثل اختبارات الجلد واختبارات الدم. ويمكن إجراء التدخلات التالية لعلاج الحساسية الدوائية لدواء ما:
ـ إذا حدد الطبيب أن المريض يعاني من حساسية لأحد الأدوية، فإن الخطوة الأولى في العلاج هي إيقاف استخدام هذا الدواء، وفي الكثير من الحالات، يمكن أن تكون هذه الطريقة هي الوحيدة المطلوبة.
ـ قد يصف الطبيب أحد antihistaminiques أو يوصي بأحد antihistaminiques التي تصرف بدون وصفة طبيب، مثل diphénhydramine (Benadryl) الذي يمكن أن يحجب المواد الكيميائية النشطة للجهاز المناعي أثناء تفاعل الحساسية.
ـ يمكن استخدام corticoïdes التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن لعلاج الالتهاب المرتبط بتفاعلات أكثر خطورة.
ـ يتطلب علاج فرط الحساسية الحقن الفوري بـépinéphrine، وكذلك الرعاية في المستشفى للحفاظ على ضغط الدم ودعم التنفس.
وإذا كانت الحساسيةٌ مؤكدة لدواءٍ ما، فقد لا يصف الطبيب هذا الدواء إلا عند الضرورة. وفي بعض الحالات، إذا كان تشخيص الحساسية الدوائية غير مؤكد أو في حالة عدم وجود علاج بديل، فقد يلجأ الطبيب إلى استراتيجية واحدة أو اثنتين لاستخدام الدواء المشتبه به، ولا داعي للقلق في كلتا الاستراتيجيتين، حيث أن الطبيب سيوفر الإشراف الدقيق، كما تتوفر خدمات الرعاية الداعمة لعلاج التفاعل العكسي، ونادرًا ما تستخدم هاتان الاستراتيجيتان إذا سبّب الدواء تفاعلاً حادًا وخطرًا على الحياة في الماضي.
ـ زيادة الجرعة تدريجيًا
إذا كان تشخيص الحساسية الدوائية غير مؤكد أو رأى الطبيب أن الحساسية غير مرجحة، فقد يوصي بزيادة الجرعة تدريجيًا، ومع هذا الإجراء، تحصل على أربع إلى خمس جرعات من الدواء محل الاشتباه، بدءً بجرعة صغيرة وصولاً إلى الجرعة المطلوبة. وإذا وصلت إلى الجرعة العلاجية دون أي تفاعل، فسوف يستنتج الطبيب عندئذ أن المريض لا يعاني من حساسية لذلك الدواء، وسيكون بمقدوره تناول الدواء حسب ما تم وصفه.
ـ إزالة الحساسية الدوائية
إذا كان المريض مضطرًا لتناول الدواء الذي قد تسبب في تفاعل الحساسية، فقد يوصي الطبيب بإجراء علاجٍ يدعى إزالة الحساسية للدواء، وخلال هذا العلاج، يتلقى المريض جرعةً صغيرةً جدًا ثم يأخذ جرعاتٍ أكبر بشكل تدريجي في كل فترة من 15 إلى 30 دقيقة على مدى بضع ساعاتٍ أو أيام. وإذا أمكنه الوصول إلى الجرعة المطلوبة دون تفاعل، فعندئذ يمكنه الاستمرار في العلاج.
وأخيرا.. إذا كان المريض يعاني من الحساسية الدوائية، فإن الوقاية المثلى هي تجنب الدواء الذي يسبب المشكلة. ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها لحماية نفسه ما يلي:
ـ التأكد من ذكر الحساسية الدوائية التي لدى المريض بوضوح في السجلات الطبية الخاصة به، وإخبار مقدمي الرعاية الصحية الآخرين، مثل طبيب الأسنان أو أي اختصاصي طبي آخر.
ـ ارتداء سوار تنبيه طبي يدل على الحساسية الدوائية، فهذه المعلومات يمكن أن تضمن الحصول على العلاج المناسب في حالة الطوارئ.
ـ إذا كانت الحساسية الدوائية لدى المريض قد سببت فرط الحساسية أو تفاعلات حادة أخرى، فمن المرجح أن يصف الطبيب حقنة ذاتية الحقن وإبرة (auto-injecteur d’épinéphrine)، وسيدربه الطبيب أو أحد أعضاء الفريق الطبي المعالج على كيفية استخدام الحاقن الآلي (Adrenaclick أو EpiPen أو Twinject أو غيرها).
التعليقات مغلقة.