أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

المملكة المتحدة.. عندما يتوقف هيثرو، يتعطل العالم

جريدة أصوات

قليل من المطارات حول العالم يمكنها أن تضاهي مطار هيثرو اللندني من حيث أهميته في حركة النقل الجوي العالمية والتجارة الدولية.

وقد تأكدت هذه الحقيقة أمس الجمعة، عندما أغلق المطار بسبب انقطاع في التيار الكهربائي، مما أدى إلى حالة من الفوضى في حركة الطيران العالمية. فقد تم إلغاء أو تحويل مئات الرحلات الجوية عبر العالم، ما تسبب في خسائر مالية ضخمة.

وتظهر الأرقام الدور المحوري الذي يلعبه هيثرو في منظومة الطيران العالمية، إذ يعبر المطار يوميا ما لا يقل عن 200 ألف مسافر، ويشهد أكثر من 1300 رحلة إقلاع أو هبوط يوميا، ما يجعله رابع أكبر مطار في العالم.

وخلال سنة 2024، سجل مطار هيثرو، الواقع في الضاحية الغربية للعاصمة البريطانية، مرور نحو 83.9 مليون مسافر عبر محطاته المختلفة. ويشهد المطار هبوط أو إقلاع طائرة كل 45 ثانية، بإجمالي يزيد عن 480 ألف رحلة مغادرة ووافدة خلال السنة.

ويؤمن هيثرو رحلات مباشرة إلى أكثر من 230 وجهة في أكثر من 90 بلدا. كما أن أكثر عشرة خطوط جوية دولية ازدحاما في المملكة المتحدة خلال عام 2024 تنطلق جميعها من مطار هيثرو، ويأتي الخط الرابط بين لندن ومطار جون كينيدي في نيويورك على رأس القائمة، متبوعا برحلتي دبي ودبلن.

ويضم المطار مقرات لحوالي 90 شركة طيران، من أبرزها الخطوط الجوية البريطانية، وفيرجن أتلانتيك، ولوفتهانزا. ومنذ بدء تشغيله سنة 1946، أصبح المطار أحد أكبر مواقع التوظيف في البلاد، حيث يوفر أكثر من 90 ألف وظيفة، مما يجعله أكبر مشغل على موقع واحد في المملكة المتحدة.

ويؤكد خبراء الطيران والمحللون الاقتصاديون، الذين طلب رأيهم في هذا اليوم التاريخي لحركة النقل الجوي، أن هذه الأرقام تبرز مدى تأثير إغلاق المطار على قطاع الطيران العالمي.

ويقول ماركو فورجيوني، المدير العام للمعهد المعتمد للتصدير والتجارة الدولية، إن “أي اضطراب بسيط يمكن أن يكون له أثر بالغ، فما بالك بالإغلاق التام لمدة يوم كامل”. وأضاف أن استمرار مثل هذه الاضطرابات قد يخلف آثارا كبيرة على التجارة الدولية، خاصة وأن هيثرو يعد أكبر منصة للشحن الجوي في المملكة المتحدة.

ورغم أن هيثرو ليس أجمل مطار في العالم، إلا أنه يُعد من أكثر النقاط حساسية في شبكة الطيران الدولية، حسب تأكيد المحللين.

ويكتسي تطور هذا المطار طابعا لافتا. فقد افتتح سنة 1929 كمطار صغير، في وقت كانت فيه الطائرات على وشك دخول العصر الذهبي، واستمر في العمل بهذا الشكل حتى سنة 1944، حين بدأت توسعات كبرى استعدادا لتشغيل رحلات طويلة المدى نحو شرق آسيا.

وانتهت أشغال التوسعة في عام 1946، مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مما مهد لتحويل المطار إلى الاستخدام المدني. ومنذ ذلك الحين، استمر هيثرو في التوسع ليصبح واحدا من أبرز مطارات العالم.

لكن قرب المطار من لندن، التي يقطنها نحو 9 ملايين نسمة، شكل عائقا أمام توسع أكبر. ومن المتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية القصوى قريبا، ما دفع إدارة المطار إلى الإعلان عن نيتها تقديم مقترح هذا الصيف لبناء مدرج ثالث. وهو مشروع يحظى أصلا بدعم الحكومة البريطانية التي ترى فيه وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.

ولمواكبة الارتفاع المستمر في عدد المسافرين، أعلنت إدارة المطار في دجنبر الماضي عن استثمارات بقيمة 2,3 مليار جنيه إسترليني على مدى عامين، بهدف تحديث المرافق وتحسين تسليم الأمتعة ودقة مواعيد

التعليقات مغلقة.