أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عوالم الموت في الإسلام

بدر شاشا

بدر شاشا

 

الموت هو حقيقة لا مفر منها في حياة كل إنسان، وهو نقطة فاصلة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة.

ويتناول الإسلام الموت بمعانٍ متعددة، تشمل مراحل مختلفة يعيشها الإنسان بعد فراقه للحياة الدنيوية.

وفي هذا السياق، يمكننا تقسيم الموت إلى عدة عوالم أو مراحل. لكل منها خصائصها ودلالاتها في القرآن الكريم والسنة النبوية.

عالم الدنيا

هو الحياة التي نعيشها الآن. حيث يتمتع الإنسان بالحواس والحركة، ويتم منحه الفرصة للعمل الصالح والاستعداد للآخرة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” (آل عمران: 185)، لتذكيرنا بحتمية الموت مهما طال العمر.

لحظة الموت – قبض الروح

هي المرحلة التي تنتزع فيها الروح من الجسد، وتفصل بين الحياة والموت. وقد ورد في الحديث الشريف أن ملك الموت مأمور من الله عز وجل بقبض الأرواح. ومن تلك اللحظة تبدأ رحلة الإنسان في عالم جديد.

عالم البرزخ

هو عالم بين الموت ويوم القيامة. حيث تبقى أرواح الموتى في حالة انتظار حتى بعثهم للحساب.

و”البرزخ” عالم غيبي مستقل. ليست له أبعاد مكانية في الدنيا أو السماء كما نعرفها. بل هو حياة روحية منفصلة عن الجسد المادي المدفون في القبر. قال تعالى: “وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ”،(المؤمنون: 100).

وينعم الصالحون في هذا العالم بنعيم “البرزخ”. فيما يعاني الظالمون عذابه. وهو تحضير لما ينتظرهم في الآخرة.

يوم القيامة

هو يوم البعث والنشور. حيث يُبعث الناس من قبورهم فتتحد وأرواحهم بأجسادهم. وذلك ليحاسبوا على أعمالهم في الدنيا. فهو يوم الفصل والجزاء، حيث تُوزن الأعمال ويُجازى كل إنسان بما قدمت يداه.

الآخرة – الجنة والنار

هي دار الخلود. فالجنة أعدت للمؤمنين الصالحين والنار للكافرين والعصاة. في هذه المرحلة، يعيش الإنسان حياة أبدية بحسب عمله وموقفه من الله في الحياة الدنيا.

فالعوالم التي يمر بها الإنسان بعد وفاته في العقيدة الإسلامية، تتباين حسب مراحل متعددة. تبدأ من عالم الدنيا وتنتهي بالدار الآخرة. وكل منها يحمل دلالات روحية وشرعية مستندة إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

حيث يبدأ الإنسان رحلته في عالم الدنيا ليتم منحه فرصة للعمل الصالح والاستعداد ليوم الحساب. وقد أكد الله تعالى في قوله: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” (آل عمران: 185). ومعناها أن الموت حقيقة لا مفر منها. وأنه نهاية حتمية لكل إنسان.

لحظة الموت، تتوقف حياة الجسد وتقبض الروح بأمر من الله. وهي المرحلة التي يطلق عليها “قبض الروح”، حيث تنفصل الروح عن الجسد. وتبدأ رحلة الإنسان إلى عالم جديد، وهو عالم البرزخ. وهو عالم غيبي يعتبر مرحلة وسيطة بين الموت ويوم القيامة. ومحطة انتظار واستعداد ليوم الحساب العظيم، الذي يُطلق عليه يوم القيامة أو البعث. حيث يُعاد الإنسان إلى الحياة بالجسد والروح معا. ليحاسبوا على أفعالهم.

لتكون النهاية في “دار الخلود”. التي يتحدد فيها مصير الإنسان بين الجنة للمؤمنين الصالحين والنار للكافرين والعصاة. 

ويعتبر هذا التصور من الركائز الأساسية للعقيدة الإسلامية. حيث التركيز على أهمية الإيمان والعمل الصالح لضمان الفوز بالجنة، وتجنب النار. مستندين في ذلك إلى النصوص الشرعية التي تؤكد أن حياة الإنسان لا تنتهي إلا بعد الحساب والجزاء. وهو ما يبرز أهمية استحضار الموت والآخرة في حياة المسلم كوسيلة لترشيد السلوك وتحقيق رضى الله.

التعليقات مغلقة.