أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العبدلاوي يعري جامعة الجيدو وواقع الفساد والحكرة المعشش بدواليب الجامعة + فيديو

حاوره وأنجز التقرير: محمد حميمداني

 

 

تعد رياضة الجيدو من أكثر الرياضات شهرة ولها عشاقها في كل بقاع العالم. تتطلب هاته الرياضة القوة البدنية والذهنية. إضافة للمواظبة والخضوع لتداريب مكثفة واستعدادات جيدة لتحقيق النتائج المرجوة خلال المنافسات.

 

 

هاته الشروط المطلبوبة هي التي توفرت في بطل فوق العادة، ابن مدينة سلا. الذي يعد من بين الرياضيين الذين يمثلون المغرب باقتدار وحضور قوي على صعيد النتائج في مختلف البطولات الوطنية والعربية والقارية والإسلامية والعالمية. إنه البطل مصطفى العبدلاوي الذي يعتبر واحداً من أبرز لاعبي المملكة المغربية في هذه الرياضة. إلا أن هذا العطاء الذي لا ينضب يقابل بجفاء مؤسساتي من قبل جامعة الجيدو التي أقصت البطل من المشاركة في نهائيات الجيدو الإفريقية التي ستقام في مصر. وهو ما دفع البطل لتكسير حاجز الصمت وتعرية واقع الجيدو المغربي. وما يكتنف دوائر الجامعة من مسلكيات هادمة للرياضة. حاورناه فصدق القول، فتح قلبه بقوة الصادق وعقله الموجه بقوة العشق للرياضة وللراية الوطنية. 

عبر أدرب سلا القديمة، التقينا البطل العبدلاوي وانتقلنا عبر تلك المتاهات التي تحكي عبق التاريخ وقوة ماض غابر أرخ لعمق حضور لا ينقطع، عبر تلك الأدرب عبرنا. لنستقر في فناء بيت مليء حبا لرياضة عششت فناءه محبة وممارسة وقوة وأخلاقا. فكان حصاد غلة معطاءة، وهو ما عايناه على أرض الواقع من الدبلومات والشواهد والميداليات العديدة المحصل عليها. 

إلا أن واقعة المنع والإقصاء خيمت على المشهد وألغت البسمة المعهودة لتكسر حاجز الصمت وتفتح فناء القلب للحكي والتعبير الصادق. لتعرية الواقع الموبوء في فناء الجامعة. والذي كان من مستملحات أزمته إقصاء بطل المغرب من المشاركة في البطولة الإفريقية. واختيار آخر لم يشارك في البطولة، ليطرح لم تم ذلك؟ وعلى اي أساس تم إقصاء بطل المغرب واعتماد اسم آخر لا حضور له؟.

فقد فجر الإعلان عن لائحة المنتخب الوطني المغربي للجيدو المشارك في بطولة أفريقيا لهاته الرياضة المزمع تنظيمها يوم 25 أبريل 2024 بجمهورية مصر العربية. موجة من التساؤلات المشروعة والردود الغاضبة. حيث خيبت تلك اللائحة آمال عشاق الجيدو ومحبي البطل العبدلاوي.

فالاطلاع على اللائحة الرسمية أبرز إقصاء النجم “العبدلاوي” من المشاركة في بطولة إفريقيا للجيدو وتمثيل الجيدو المغربي. والغريب في الأمر أن البطل المقصي هو بطل المغرب لرياضة الجيدو في وزنه. ومع ذلك تم إقصاؤه من المشاركة وتمثيل المنتخب الوطني المغربي في موقف غير مفهوم ويطرح أكثر من علامة استفهام.

وعلى الرغم من كون الجامعة الملكية المغربية لرياضة الجيدو لم تعلن عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الإقصاء غير المفهوم ولا المبرر، إلا أن البطل العبدلاوي الذي استضفناه فجر شظايا الرد على القرار في كل اتجاه، مفجرا قنابل حارقة لحقائق تدبيرية صادمة بكواليس الجامعة. وحاملا حزنه وإحباطه الشديد من هذا القرار غير المفهوم.

يأتي هذا الإقصاء علما أن البطل العبدلاوي يُعتبر أحد الأعمدة الأساسية للمنتخب المغربي للجيدو. وكانت لديه آمال كبيرة للمشاركة وتحقيق نتائج جيدة في هذه البطولة الهامة. إلا أن إرادة الجامعة أقتضت بقرار بعيدة عن المعايير الرياضية استبعاده دون تقديم أي تفسير واضح. مما خلق حالة من الإحساس بالحكرة وعدم الرضا لدى البطل والجماهير المغربية وعشاق هاته الرياضة.

يحصل هذا على الرغم من السجل الكبير والقوي لهذا البطل في مختلف البطولات التي شارك فيها. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. فوزه ببطولة المغرب 16 مرة. وببطولة إفريقيا مرتين “برونزيتان”. كما احتل المركز الخامس في البطولة الإسلامية. إضافة لتأهله لدور الثمن في بطولة العالم المنظمة بمراكش… . نتائج تعكس قوة حضور وعمق نتائج كان من المفترض أن تقابل بالثناء والتقدير والتكريم. إلا أن القائمين على الجيدو المغربي آثروا انتهاج سياسة الإقصاء واستبعاد اسم وازن حضورا ونتائجا.

والأخطر من ذلك أن هذا الإقصاء كان لإفساح المجال لإحدى الأسماء المقيمة بإيطاليا. على الرغم من عدم مشاركته في البطولة الوطنية. وهو موقف يدعو للاستغراب ويفتح القوس على آلاف الاسئلة المتفجرة.   

 

العبدلاوي بطل الجيدو بن سلا يعري واقع الفساد داخل جامعة الجيدو
البطل العبدلاوي

 

العبدلاوي العشق للجيدو ولد جنون النتائج

 

 

يقول العبدلاوي، عشقت الرياضة عن طريق إخوتي، أعجبت بها وأنا صغير ومارستها وعمري لا يتجاوز تسع سنوات.

وأضاف قائلا حققت كل شيء. وفزت في كل المسابقات التي شاركت فيها. والدليل على ذلك الشواهد والميداليات التي تطلعون عليها والتي تعكس قوة الحضور ونهر العطاء المشع من تفاصيل أدرب سلا المدينة القديمة. وعبر امتداد خريطة المغرب، الشاهدة غلى حصاد حازه خلال الثلاث أشهر من هاته السنة. حيث فاز بثلاث ميليات ذهبية، ضمنها بطولة المغرب وبطولة الشرطة….  

 

 

حصاد نتائج العبدلاوي يقابل بواقع القتل من قبل الجامعة

 

 

النتائج المحصل عليها في تاريخ ممارسة العبدلاوي لرياضة الجيدو. والتي كان آخرها حصاده ثلاث ميداليات خلال الثلاثة الاشهر الأولى من عام 2024 تعبر عن قوة الحضور. إلا أن المفاجأة الصادمة كانت إقصاؤه من المشاركة ضمن المنتخب الوطني المغربي في بطولة أفريقيا المقامة في جمهورية مصر العربية.

قال البطل العبدلاوي: “بعدما خسرت المال على راسي من أجل المشاركة في البطولة، أجد نفسي خارجها، مع العلم أنا الأول اللي خصني نكون في اللائحة، حيدوني ودارو واحد عايش برا، لا أعرف سبب الإقصاء، ولا من أزاحني من اللائحة، علما أن اللائحة الاولية كانت تتضمن اسمي إلا أنه تم إقصائي لاحقا، ولا أعلم من أزاحني عن اللائحة لاحقا، لا أدري المسؤول. إلا ان الإدارة التقنية تنفي قيامها بذلك”. 

الكل بلع فاه ورفض الإجابة عن سؤال إقصاء بطل المغرب عن تمثيل المغرب وعلم المغرب والدفاع عن قميص المغرب. ربطت الاتصال برئيس الجامعة، أجابني في المرة الأولى ليغلق الهاتف في وجهي بعدما علم أنني أنا المتصل. ليرفض الجواب لاحقا رغم اتصالي به ثلاث مرات. الإدارة التقنية بنفسها لا تريد الجواب؛ ومن تتحدث معه يقول انه لا يعرف الجواب.

لقد كنت ضحية إقصاء ظالم، حيث تم تعويض اسمي باسم يقطن بالديار الإيطالية. على الرغم من عدم مشاركته في البطولة الوطنية. أطالب بالمبارزة. في موقف ظالم أنا بطل المغرب و”كنطالب ب “الطيسط””، من تم اختياره بدلا عني لم يشارك في بطولة المغرب. “خصو يلعب البطولة، علاش اتخدت الجامعة هذا القرار، لا أعرف عندو ناس كيكاليو عليه”.

طالبت بالمبارزة، فإن ربحني أقول حينها أقول “يستاهل الدفاع عن علم المغرب، أنا على يقين أنني سأهزمه وها علاش ما شاركش فالبطولة الوطنية التي فزت بها”. 

إننا أمام سياسة ظالمة تقصي الطاقات المحلية، ونتحدث عن أزمة الرياضة في المغرب.

 

العبدلاوي بطل الجيدو بن سلا يعري واقع الفساد داخل جامعة الجيدو
البطل العبدلاوي

 

الفساد وإقصاء الطاقات الوطنية الكفأة

 

 

ما حدث يعري ويكشف واقع الفساد الذي يطال رياضة الجيدو. فاستدعاء أحد الأبطال بلا ألقاب ولم يشارك في بطولة المغرب لهو الطامة الكبرى. وأوجه سؤالا للمسؤولين عن سبب إقصائي؟ ما أطالب به هو المبارزة. 

إقصاء يساوي فقدان المغرب لميدالية إفريقية

 

 

قال العبدلاوي أنا متأكد من حصولي على ميدالية للمغرب. ومن تم اختياره لا يمكنه القيام بذلك. وعشوائية تدبير الجامعة والمنتخب تنقلنا إلى أن هاته الأخيرة لا تأخد الوطن والدفاع عن رايته كهم أساسي وهاجس أسمى. متأكد من تتويجي لأنني تهيأت بشكل كبير لتحقيق انجاز للمغرب. فأنا بطل المغرب بما يعنيه ذلك من كلمة. أطالب بالمبارزة دفاعا عن حقي وعن الراية المغربية. ان فاز أعلن الاستسلام وإلا في الصورة المعاكسة فأنا الأولى بالدفاع عن الراية الوطنية. نناضل بلا دعم ولا أجر ولا تحفيزات. الدافع الأسمى هو الراية الوطنية فقط. ومع ذلك يتم التعامل معنا بهاته الطريقة “عيب وعار”. “طيروا بهذا الإسم لأي دوري وملتقى شئتم، لكن انا من موقع القانون، من حقي أن أكون في كأس أفريقيا وكأس العالم”.

أقوى المرشحين للفوز هزمته فيما انهزم من تم اختياره أمامه

 

 

خلال هذا الملتقى الأفريقي يوجد اسم جزائري هو من أقوى المرشحين للفوز بالبطولة. وقد سبق لي أن فزت عليه. فيما انهزم من تم إقحام اسمه بدلا مني أمامه. “خلاو الرابح وداو الخاسر”. لعبت ضده في بطولة العالم المفتوحة في مراكش في الدور الاول وأزحته عن المسابقة. “انا قادر نربح الجزائري، والمغرب سيفقد ميدالية لفائدة هذا الجزائري”.

 

العبدلاوي بطل الجيدو بن سلا يعري واقع الفساد داخل جامعة الجيدو
البطل العبدلاوي

 

نشتغل في ظروف عمل تحت الصفر حتى الماء لا يتم توفيره

 

 

أوضح العبدلاوي أن العناصر الوطنية تستعد من مالها الخاص. قائلا “أنا كنخسر على راسي من أجل الوطن وراية المغرب. أريد تشريف بلدي. احب ملكي والشعب المغربي. أريد منح المغرب ميدالية وأن أرفع الراية الوطنية. فيما نجد أناسا يريدون إسقاط راية الوطن”.

وأضاف نشتغل بلا دعم. “نموت من أجل الراية الوطنية لنفرح الشعب المغربي وساكنة سلا التي أنا منها”. وقد حصدت العديد من الميداليات في مختلف المسابقات الوطنية والعربية والقارية والدولية. وبدل الدفع بالأبطال للأمام نتيجة الإنجازات المحققة يتم قتلنا بهاته الطريقة.

نشتغل في ظروف سيئة حتى الماء لا يتم توفيره على الرغم من حاجتنا الملحة إليه. فكيف والحالة هاته نطالب الأبطال بالنتائج. كما حصل في بطولة تونس. نتلقى أجرا زهيدا. لتتصوروا أنه يمنح لنا مبلغ 800 درهم كأجر. هل يعقل لبطل المغرب والعالم العربي وأفريقيا والعالم أن يجازى بهذا الفتات، فيما ستفيد.

 

 

العبدلاوي: أحسسن ب”الحكرة في بلادي الله ياخد الحق كاين الله”

 

 

قال العبدلاوي أنه أحس بالحكرة نتيجة هذا التصرف، مضيفا: أقول للجامعة “الله ياخد الحق، كاين الله”. ما أصعب أن تحس بالحكرة في وطنك. رئيس الجامعة المسؤول عن تدبير الجيدو وبدل الاستماع للاعبين والأطر يغلق الهاتف في وجهي. وليست هاته هي المرة الأولى التي أتجرع فيها هذا الإحساس بالحكرة. وواصل: ” لمن غادي تعيط يلا الرئيس غلق عليك الهاتف. حشومة والله حشومة. أش كتعطيني الجامعة، نشارك ونقاتل من أجل الوطن وهو الدافع الأسمى. فالإحساس بالحكرة يدفعك للتوقف. علما أنه لا مشكلة لي مع الجامعة والإدارة التقنية ولا مع أي كان، تعرضت للاقصاء عدة مرات. في كل مرة كنت أصمت، أما اليوم فقد قررت أن أتكلم من أجل الراية المغربية”. 

وأضاف: “خدوا على سبيل المثال أن “أسماء نيونغ”، مقيمة في فرنسا، وهي بطلة كبيرة. وقد شاركت في البطولة الوطنية، أي أنها سجلت حضورها، وهو المطلوب. لكن الإسم الذي تم إذراجه بدلا مني لم يسجل حضوره، “إدن عندو الكالة”، إن بارزته سأهزمه مؤكد.

 

العبدلاوي بطل الجيدو بن سلا يعري واقع الفساد داخل جامعة الجيدو
البطل العبدلاوي

 

العبدلاوي: يمنع على الأبطال كشف المستور والحديث لوسائل الإعلام

 

 

الواقع المعاش في رياضة الجيدو يتسم بالمرض الشامل. لا تعويضات تمنح ولا رواتب في المستوى ولا منح ولا تويضات ولا مكافئات ولا هو يحزنون. ولا ظروف اشتغال فعلية حتى الماء غير متوفر. ولا مراكبة طبية جيدة. هاته معاناة عامة ولا أحد يقدر على الاحتجاج. لأنه إن تحدث تم إقصاؤه، حيث يمنع على الأبطال الحديث لوسائل الإعلام.

وأضاف: كل هذا يحدث ونحن نتحدث عن أزمة نتائج. في حالة عدم الفوز تعاثب. أقول “آش كتعطيني باش تحاسبني، هاد 800 درهم خليتها فالبنك”، والأكثر من ذلك يتم إقصاؤك بإذلال، إنها قمة الحكرة في بلدي”. 

 

 

العبدلاوي: أطالب جلالة ملكنا المفدى بالإنصاف

 

 

ختم العبدلاوي حديثه بمطالبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، راعي الرياضة والرياضيين بالتدخل وأخد حقه. قائلا: “لا اريد أي شيء، غير أخد حقي، عيب وعار هادشي لي صار”.

 

 

الجيدو: الجامعة هاتف خارج الخدمة

 

 

لأخد رأي الجامعة الملكية لرياضة الجيدو وتحقيقا للعدالة في نقل تفاصيل الأحداث. اتصلت جريدة أصوات بالجامعة على رقمها الموضوع عبر صفحتها “0522367211” إلا أن الهاتف ظل يرن بلا مجيب. وإلى مأساة أخرى مع إغلاق الهاتف والسلام. لنقرأ التراتيل على رياضة تقبر بمسلكيات لا صلة لها بالرياضة والنهوض الرياضي. وفق ما ارتضاه قائد الأمة، راعي الرياضة والرياضيين، جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله. 

 

 

المطلوب تحقيق العدالة خدمة للرياضة الوطنية

 

 

جدير بالذكر أن هذه الحالات من عدم الشفافية والإقصاء غير المبرر تؤثر بشكل كبير على مستقبل الرياضة. وتزيد من حالة التشويش وعدم الثقة بين اللاعبين والمسؤولين عن الاتحادات الرياضية. وبالتالي، ينبغي على الجهات المعنية أن تضع آليات وضوابط واضحة لاختيار اللاعبين وضمان تقديم الفرص العادلة للجميع دون تمييز. تحقيقا للعدالة في الانتقاء والاختيار خدمة للرياضة الوطنية وتشريفا للراية الوطنية التي يجب أن ترفرف في كافة الملتقيات. لكن هذا السلوك لن يؤسس لهاته الانطلاقة بل يغدي واقع الفساد المعشعش والذي يشكل فعل إعاقة لأية انطلاقة رياضية كما يرتضيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالات من عدم الشفافية والإقصاء غير المبرر تؤثر بشكل كبير على مستقبل الرياضة. وتزيد من حالة التشويش وعدم الثقة بين اللاعبين والمسؤولين عن الاتحادات الرياضية. وبالتالي، ينبغي على الجهات المعنية أن تضع آليات وضوابط واضحة لاختيار اللاعبين وضمان تقديم الفرص العادلة للجميع دون تمييز.

عموما ومن موقعنا كصحافة وطنية حرة نتمنى أن يتمكن البطل مصطفى العبدلاوي من تجاوز هذه المحنة الصعبة. والعودة بقوة للمنافسات المستقبلية، وأن تتخذ الجهات المسؤولة الإجراءات اللازمة للحفاظ على مبادئ الشفافية والعدالة في عالم الرياضة. وأن يتم بثر كافة الأعضاء الورمية التي تعوق تأسيس فعل رياضي وطني خادم للتنمية الشاملة. باعتباره سفيرا فوق العادة للمغرب وللراية الوطنية.

 

التعليقات مغلقة.