بقلم د. مبارك أجروض
يعد جفاف العين sècheresse oculaire من أكثر مشاكل العيون انتشارا في العالم والمقصود به فقدان الدموع مما يتسبب في فقدان الرطوبة المطلوبة للعين، مما ينتج عنه الجفاف ويصاحبه حرقة ووخز بسيط بالعين، وجفاف العين يكون ناتجا عن الكثير من الأسباب، ومنها المكوث أمام شاشات الحاسوب أو التلفاز لفترات طويلة إضافة إلى بعض الأسباب الصحية.
* أعراض جفاف العين
تتمثل في وخز أو حرقة أو شعور بالحكة في العينين، مادة مخاطية لزجة في العين أو حولها، زيادة تهيج العين من الدخان أو الرياح، إرهاق العين، حساسية من الضوء، احمرار العينين، إحساس بوجود شيء ما في عينيك، صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة، فرط إفراز الدمع لفترات وتشوش في الرؤية، يزداد سوءًا في نهاية اليوم أو بعد تركيز النظر لفترة طويلة على نقطة واحدة.
* أسباب جفاف العين
يحدث جفاف العين نتيجة عدم وجود كمية كافية من الدمع، والدمع عبارة عن خليط مركب من ماء وزيوت ومخاط، ويساعد هذا الخليط على جعل سطح العين أملسا ونظيفا كما يساعد على حماية العين من العدوى. لدى بعض الأشخاص، يكمن السبب في جفاف العين في وجود خلل في تركيبة الدموع. والبعض الآخر من الأشخاص لا ينتجون كمية كافية من الدمع للحفاظ على ترطيب العينين بشكل مريح. إن مشكلات جفن العين وبعض الأدوية وأسبابًا أخرى ـ مثل العوامل البيئية ـ قد تؤدي كذلك إلى جفاف العين.
ـ رداءة جودة الدموع
يحتوي غشاء العين على ثلاث طبقات أساسية؛ زيت وماء ومادة مخاطية. يمكن لأي مشكلة في هذه الطبقات أن تؤدي إلى أعراض جفاف العين.
ـ الزيت. وهو الطبقة الخارجية لغشاء العين، تنتجه غدد صغيرة على حافة الجفون (Glandes de Meibomius)، حيث تحتوي على زيوت دهنية تسمى دهونًا. وهي تعمل على تهدئة السطح الدمعي وتبطئ من تبخر الطبقة المائية الوسطى. إذا لم تنتج غدد الزيت كمية كافية من الزيت، فسوف تتبخر الطبقة المائية بسرعة عالية، ما يسبب جفاف العين. يعتبر جفاف العين شائعًا لدى الأشخاص المصابين بانسداد في glandes de meibomius. والخلل الميبومي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالتهاب في حافة الجفون (blépharite)، و rosacée oculaireوغيرها من اضطرابات الجلد.
ـ الماء. هي الطبقة الوسطى التي تتكون من ماء به قليل جدًا من الملح، تعمل هذه الطبقة – التي تنتجها الغدد الدمعية (غدد الدمع) – على تنظيف العينين وتطهيرهما من المهيجات أو الجزيئات الغريبة. إذا أنتجت عيناك كميات غير كافية من الماء، فيمكن لطبقتي الزيت والمادة المخاطية أن تتلامسا، ما يسبب تفريغًا لزجًا.
ـ المخاط. تساعد الطبقة الداخلية المخاطية في نشر الدموع بالتساوي على سطح العينين. في حال عدم وجود كمية من المخاط كافية لتغطية عينيك، فقد تتكَّون بقع جافة على السطح الأمامي للعين (cornée).
ـ انخفاض الإنتاج الدمعي
قد يحدث جفاف العين عند عدم قدرتك على إفراز كمية كافية من الدمع. يطلق على هذه الحالة الطبية اسم التهاب القرنية والملتحمة الجاف، وقد لا تنتج كمية كافية من الدمع إذا كان الشخص فوق الخمسين من العمر. فإفراز الدموع يتناقص مع تقدم العمر. يعد جفاف العين شائعًا لدى الأشخاص فوق سن 50 عامًا، بعد انقطاع الطمث. يعد جفاف العين أكثر شيوعًا لدى النساء، خصوصًا لدى المنقطع طمثها. وهذا قد يرجع جزئيًا إلى تغيرات هرمونية، تعاني من حالة صحية تقلل من إفراز الدموع لديك. كما يرتبط جفاف العين ببعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري polyarthrite rhumatoïde و lupus وsclérodermie وsyndrome de Sjogren واضطرابات الغدة الدرقية ونقص الفيتامين A، أجريت جراحة العين بالليزر. قد تؤدي chirurgie réfractive مثل تصحيح تحدب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر (LASIK) إلى إنقاص إنتاج الدمع وجفاف العين. وعادة ما تكون أعراض جفاف العين المرتبطة بهذه الإجراءات مؤقتة وتعاني من glandes lacrymales. يمكن لتلف الغدد الدمعية الناتج عن الالتهاب أو الإشعاع أن يعيق إفراز الدمع.
ـ مشاكل جفن العين
ينشر رمش العين طبقة خفيفة متواصلة على سطح العينين، وإذا كانت هناك مشكلة في جفن العين من شأنها أن تصعب من عملية الرّمش، فقد لا ينتشر الدمع في العين بصورة كافية أو قد يتبخر الدمع بسرعة كبيرة، ما يسبب جفاف العين، وقد تتضمن مشكلات جفن العين قلب الجفون إلى الخارج (الشتر الخارجي) أو قلب الجفون إلى الداخل (الشتر الداخلي).
ـ الأدوية التي تسبب جفاف العين
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع، antihistaminiques وdécongestionnants، thérapie de remplacement d’hormone، بعض antidépresseurs والأدوية من نوعية Isotrétinoïne لعلاج حب الشباب. وهناك أسباب إضافية تتمثل في الرياح، الهواء الجاف والمهام التي تتطلب التركيز العالي بحيث يقل معدل تكرار الرّمش عن المعدل الطبيعي مثل العمل على الكمبيوتر أو القيادة أو القراءة.
* عوامل الخطورة لجفاف العين
التقدم في العمر، كون المرأة تتناول الأدوية التي تسبب جفاف العين، إجراء جراحة العين بالليزر، الخضوع لعلاج إشعاعي في العينين كالعلاج المستخدم لعلاج السرطان واتباع حمية غذائية فقيرة بالفيتامين A – الموجود في كبد الحيوانات والجزر والبروكلي- أو فقيرة بالأحماض الدهنية أوميغا 3 – الموجودة في الأسماك والجوز والزيوت النباتية.
* مضاعفات جفاف العين
على وجه العموم، لا يسبب جفاف العين مضاعفات خطيرة، ومع ذلك، قد تتضمن المضاعفات المُحتملة التعرض لعدوى متكررة بالعين. إن دموعك تقي سطح العينين من العدوى. فبدون كمية كافية من الدموع، ستكون عرضة لخطورة متزايدة لعدوى العين، جرح سطح العين. في حال عدم علاجه، قد يؤدي جفاف العين الشديد إلى التهاب العين، وحدوث جرح في سطح القرنية ومشاكل في الرؤية وانخفاض جودة الحياة. يمكن لجفاف العين أن يصعب عليك القيام بالأنشطة اليومية.
* تشخيص جفاف العين
ـ إجراء فحص شامل للعين. حيث يمكن لفحص العين الذي يشتمل على تاريخ كامل للصحة العامة وصحة العينين أن يساعد طبيبك في تشخيص سبب جفاف العينين.
ـ قياس حجم الدموع. ربما يقيس الطبيب إنتاج الدموع باستخدام test de Schirmer، وفي هذا الاختبار، يتم وضع أشرطة تنشيف ورقية تحت الجفون السفلية، وبعد خمس دقائق، يقوم الطبيب بقياس حجم الشريط المبلل بالدموع.
ـ تحديد نوعية الدموع. تَستخدم الاختبارات الأخرى أنواعًا معينة من الصبغات في قطرات العين لتحديد حالة سطح العينين، وسوف يبحث الطبيب عن أنماط بقع على القرنية في العينين ويقيس طول المدة المستغرقة لتبخر الدموع.
* علاج جفاف العين
بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من أعراض جفاف العين المؤقت والخفيف، تتضمن طرق العلاج قطرات العين التي تصرف بدون وصفة طبية، مثل الدموع الصناعية، وغيرها من طرق العلاج المنزلية الأخرى. ومع ذلك، فأفضل شيء أن تتجنب نقاط العين التي تقلل الاحمرار. إذا كانت أعراض جفاف العين متواصلة وأشد حدة، فسوف تعتمد خيارات العلاج على الأسباب التي وراء جفاف العين. حيث يمكن إبراء بعض الحالات التي تسبب جفاف العين أو إدارتها. وهناك طرق علاج أخرى يمكن أن تحسِّن من نوعية الدموع أو توقف التصريف السريع للدموع من العينين.
ـ علاج السبب الرئيس لجفاف العين
في بعض الحالات، يمكن لعلاج المشكلة الصحية الرئيسة أن يساعد في إبراء جفاف العين تمامًا كأن لم يكن، وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك دواء ما يسبب جفاف عينيك، فقد ينصحك طبيبك بدواء آخر مختلف لا يسبب هذه الآثار الجانبية. إذا كنت تعاني من أي مرض من الأمراض التي تصيب الجفون، مثل الاضطراب التشريحي أو حالة تصعِّب من إغلاق العين تمامًا عند الرّمش، فربما يحيلك الطبيب إلى جراح عيون اختصاصي في إجراء الجراحات التجميلية للجفون. إذا كانت العلامات والأعراض تشير إلى حالة مرتبطة بالمناعة الذاتية – مثل polyarthrite rhumatoïde أو syndrome de Sjogren – فقد يحيلك الطبيب إلى طبيب روماتيزم لإجراء تقييم للحالة.
ـ غسل الجفن للسيطرة على الالتهاب
بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهاب الجفن وحالات أخرى تسبب التهاب الجفن التي تعيق تدفق الزيت إلى العينين، فيفيدهم الغسل المتكرر للجفون. لغسل الجفون:
ـ وضع منشفة وجه دافئة على العينين. بلل قطعة قماش نظيفة بماء دافئ. ضع قطعة القماش على عينيك لمدة خمس دقائق. أعد تبليل قطعة القماش بماء دافئ كلما بردت. افرك جفونك بمنشفة الوجه بلطف لإزالة البقايا.
ـ تنظيف الجفنين بصابونة لطيفة. استخدم شامبو الأطفال أو أي نوع آخر من الصابون قد ينصح به الطبيب. ضع الصابون على أطراف أصابعك وذلك عينيك المغلقتين بلطف بالقرب من منبت الرموش. اشطف الصابون بالكامل، وقد ينصحك الطبيب بالقيام بذلك يوميًا، حتى عند عدم المعاناة من أعراض جفاف العين. قد يؤدي التوقف عن هذا الروتين اليومي إلى عودة جفاف العين.
ـ علاجات بديلة
الأحماض الدهنية التي قد تساعد الأحماض الدهنية أوميغا 3 وأوميغا 6 في تسكين أعراض جفاف العين؛ حيث يقال إن هذه الأحماض الدهنية – التي توجد في الأسماك والزيوت النباتية – تقلل من الالتهابات في الجسم. نظريًا، تؤدي زيادة مقدار الأحماض الدهنية أوميغا 3 في الحمية الغذائية إلى التقليل من التهاب العين. لكن يلزم إجراء مزيد من الدراسات لإثبات تلك النظرية. أما إذا كنت مهتمًا بتجربة الأحماض الدهنية أوميغا 3، فناقش مزاياها ومخاطرها مع الطبيب. تتوفر الأحماض الدهنية أوميغا 3 في الأطعمة والمكملات الغذائية. يمكن لبعض المكملات الغذائية التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا 3 أن تسبب مذاقًا عالقًا في الفم يشبه مذاق السمك علاوة على حدوث اضطراب في المعدة. إذا كان هذا يمثل مشكلة بالنسبة لك، فابحث عن أقراص عديمة الرائحة. أو جرِّب إضافة أطعمة تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا 3 لحميتك الغذائية.
* الوقاية من جفاف العين
إذا كان الشخص يعاني من جفاف العين، فعليه الانتباه إلى الأوضاع الأكثر تسببًا للأعراض التي لديه. ثم يتفكر في طرق ووسائل تجنب تلك المواقف حتى يقي نفسه من أعراض جفاف العين. وذلك بتجنب نفخ الهواء في العينين. لا توجه مجفف الشعر أو سخانات السيارة أو مكيف الهواء أو المراوح نحو عينيك، إضافة بعض الترطيب إلى الجو. في فصل الشتاء، يمكن لجهاز الترطيب إضافة رطوبة إلى الهواء المنزلي الجاف، التفكير في ارتداء نظارة تغطي كامل العينين أو تثبيت أغطية جانبية للنظارة لحماية العينين. يمكن إضافة أغطية أمان علوية وجانبية للنظارات لحجب الرياح والهواء الجاف من الدخول إلى العينين. يمكن لنظارات السباحة أن تمنح التأثير نفسه، أرح عينيك أثناء أداء مهام العمل الطويلة. إذا كنت تقرأ أو تؤدي مهمة أخرى تتطلب تركيزًا نظريًا، فأرح عينيك بصفة دورية. أغلق عينيك لبضع دقائق، أو ارمش عينيك مرارًا وتكرارًا لعدة ثوانٍ لتساعدك على نشر الدموع بالتساوي في عينيك، كن على وعي بالبيئة المحيطة. قد يكون الهواء المحيط في الارتفاعات العالية والمناطق الصحراوية والطائرات جافًا للغاية. عند قضاء بعض الوقت في بيئة مثل هذه، خصوصًا عندما تكون في رحلة طيران لمسافات طويلة، فقد يكون من المفيد أن تغلق عينيك مرارًا وتكرارًا لعدة دقائق في كل مرة للحد من تبخر الدموع، ضع شاشة الكمبيوتر أدنى من مستوى العينين. إذا كانت شاشة الكمبيوتر أعلى من مستوى عينيك، فسوف تضطر لفتح عينيك على نطاق واسع لعرض الشاشة. ضع شاشة الكمبيوتر أدنى من مستوى العينين بحيث لا تفتح عينيك بشكل واسع. يساعد هذا في إبطاء تبخر دموعك بين فترات رمش عينيك، امتنع عن التدخين وتجنب الدخان. إن كان المريض من المدخنين، فليتوقف عن ذلك. اطلب من الطبيب المساعدة في وضع استراتيجية للإقلاع عن التدخين تكون مناسبة لك. إذا كنت غير مدخن، فابتعد عن المدخنين، إذ إن الدخان يفاقم أعراض جفاف العين.
التعليقات مغلقة.