أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حملة المقاطعة.. أخنوش أكبر المتضررين

عبد الرحيم العلام⁎

رغم أن حركة 20 فبراير لم تكن تستهدف الأحزاب السياسية ولم تكن موجهة ضد أي هيئة حزبية، إلا أن الكثير من الأحزاب قد تضررت من الأجواء السياسية التي خلقتها دينامية فبراير، وكان حزب ال PAM أحد أكبر المتضررين، وتضررت معه صورة مؤسسه فؤاد الهمة.

هذا الأخير كان قد تلقى الرسالة وابتعد عن الشأن الحزبي المباشر، وعاد إلى موقع الظل الذي يناسبه.

ونفس الشيء ربما ستعرفه حركة المقاطعة الجارية اليوم، حيث من الوارد أن تخلف وراءها ضحايا حزبيين حتى وإن لم تكن تستهدفهم بشكل مباشر، وأكيد أن أحد المرشحين لاستقبال أكبر الأضرار هو حزب التجمع الوطني للأحرار وعلى رأسه رجل الأعمال عزيز أخنوش، الذي خرج من عتمة الأعمال إلى نور الحياة الحزبية.

وهذه من المخاطر التي يضمرها الجمع بين العمل الحزبي المباشر وبين مراكمة الثروات وامتلاك الشركات ذات الارتباط المباشر بالاستهلاك اليومي للمواطن.

وربما هو نفس السبب الذي دفع الهولدينغ الملكي “أونا” للابتعاد عن سنطرال ولوسيور وكوزيمار والبحث عن أسواق جديدة خاصة في افريقيا، وربما هو نفس السبب الذي لا يفتح شهية رجال أعمال كبار أمثال ابن جلون والصفريوي.. من أجل الانخراط في الحياة الحزبية المباشرة.

ومعروف أن بعض رجال الاعمال كانوا يرفضون الدعوات التي تأتيهم من القصر قصد تأسيس أحزاب سياسية، لأنهم متيقنون أن العمل الحزبي سيخرجهم من ظلام الأعمال وريعها، ويكشفهم للجمهور.

أكيد أن أحزابا أخرى ستتضرر من المقاطعة سيما حزب العدالة والتنمية بقيادة سعد الدين العثماني، لكن الضرر الأكبر قد يصيب حزب أخنوش، سيما وأن قياديي هذا الحزب لم يفصلوا بين أعمالهم وبين مناصبهم الحكومية، وراحوا يتواجهون مع المقاطعين من مواققهم الحكومية (ربما هذا هو السبب الذي جعل البعض يتسرّع في ربط حركة المقاطعة بحزب ال pjd لانهم لاحظوا أن حزب التجمع سيتضرر من هذه المقاطعة).

فهل يفهم عزيز أخنوش الرسالة – كما حدث مع فؤاد الهمة – ويعود إلى أعمالهم ويبتعد عن السياسة من الموقع الحزبي؟!

ملحوظة: من الوارد جدا أن حركة المقاطعة ستكون لها انعكاسات أخرى على مجالات متنوعة، لكن فقط أردت تناولها من خلال تأثيرها على الحياة الحزبية.

التعليقات مغلقة.