بقلم د. مبارك أجروض
داء الكلب la rage هو فيروس يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب التهابًا في الدماغ. تستطيع الحيوانات الأليفة مثل الكلاب، والقطط، والأرانب وكذلك الحيوانات البرية، مثل الظربان، والراكون، والخفافيش، نقل الفيروس إلى البشر عن طريق العضات، واللدغات، والخدوش. وفيروس داء الكلب ينتقل إلى الإنسان من لعاب الحيوانات المصابة، وينتقل المرض عادة من خلال عضّة، ويكثر انتقال داء الكلب من الحيوانات بالولايات المتحدة الأميركية متضمنة الوطاويط والذئاب والثعالب والراكون والظرابين، ويكثر انتقال داء الكلب من الكلاب للإنسان في الدول النامية في أفريقيا وجنوب آسيا.
وإذا بدأت علامات وأعراض داء الكلب في الظهور على أي شخص، يصبح المرض مهددًا للحياة، ولهذا السبب، يجب أن يتلقى أي شخص يعاني خطر الإصابة بمرض داء الكلب التطعيمات اللازمة للحماية. وأهم خطوات الوقاية من انتشار الفيروس هو الاستجابة السريعة بعد التعرض لحيوان مصاب بالمرض.
* أعراض داء الكلب
قد تتشابه الأعراض الأولى لداء الكلب مع مرض الإنفلونزا وقد تستمر لأيام، وقد تتضمن العلامات والأعراض المتمثلة في الحمى، الصداع، الغثيان، القيء، الهياج، القلق، التشوش، فرط النشاط، صعوبة البلع، فرط اللعاب، الخوف من الماء (phobie de l’eau) بسبب صعوبة البلع، الهلوسة، الأرق والشلل الجزئي.
* متى ينبغي زيارة الطبيب
على الشخص طلب الرعاية الطبية الفورية إذا عضه أي حيوان، أو تعرض لحيوان يشك في أنه مصاب بداء الكلب. وبناءً على الإصابات والموقف الذي تعرض فيه للحيوان، فإنه يمكنه أن يقرر أنه أو الطبيب هل يجب أن يتلقى علاجًا للوقاية من داء الكلب أم لا، وحتى إن لم يتأكد من أنه تعرض للعض أم لا، فعليه طلب العناية الطبية. على سبيل المثال، ربما يعض الخفاش الذي يطير في الغرفة حيث يوجد شخص نائم دون أن يوقظه. لذا إن استيقظ ووجد خفاشًا في غرفته، فعليه أن يفترض أنه قد عضه، وكذلك إذا وجد خفاشًا بالقرب من شخص ما لا يمكنه الإبلاغ عن أنه تم عضه مثل طفل صغير أو شخص عنده إعاقة، فعليه كذلك افتراض أن هذا الشخص قد تم عضه.
* أسباب داء الكلب
سبب داء الكلب هو فيروس داء الكلب، الذي ينتشر من خلال لعاب الحيوانات المصابة، ويمكن للحيوانات المصابة أن تنشر الفيروس عن طريق عض حيوان آخر أو شخص آخر، وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتشر داء الكلب عند دخول اللعاب المصاب إلى جرح مفتوح أو الأغشية المخاطية، مثل الفم أو العينين، هذا يمكن أن يحدث إذا قام حيوان مصاب بلعق جرح مفتوح في جلدك.
* الحيوانات التي يمكن أن تنقل فيروس داء الكلب
يمكن لأي حيوان ثديي (حيوان يرضع صغاره) أن ينقل فيروس داء الكلب، والحيوانات التي من المرجح أن تنقل فيروس داء الكلب إلى البشر تشمل الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة من القطط ـ الأبقار ـ الكلاب ـ الناموس ـ الماعز ـ الخيول ـ الحيوانات البرية ـ الخفافيش ـ القنادس ـ الذئاب ـ الثعالب ـ القرود ـ الراكون ـ الظَّرِبَان ـ الفئران الجبلية.
* عوامل الخطورة
وتتمثل عوامل الخطورة في السفر إلى البلاد النامية أو العيش فيها حيث ينتشر داء الكلب بشدة، بما في ذلك بلاد في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا، الأنشطة التي يحتمل أن تسبب لك اتصالاً مباشرًا بالحيوانات البرية التي قد تكون مصابة بداء الكلب، مثل استكشاف الكهوف حيث تعيش الخفافيش أو التخييم دون اتخاذ احتياطات مسبقة لإبعاد الحيوانات البرية عن المعسكر، العمل في المعمل مع فيروس السعار وجروح في الرأس أو الرقبة، والتي قد تساعد فيروس السعار على الانتقال إلى الدماغ بسرعة أكبر.
* الوقاية من داء الكلب
ـ تطعيم الحيوانات الأليفة
يُمكن تطعيم القطط والكلاب والقوارض ضد داء الكلب. اسأل الطبيب البيطري عن عدد المرات التي يجب تطعيم حيواناتك الأليفة فيها.
ـ إبقاءِ الحيوانات الأليفة محتجزة
أبقِ الحيوانات الأليفة بالداخل والإشراف عليها عندما تكون بالخارج. هذا سيساعد في عدم احتكاك الحيوانات الأليفة بالحيوانات البرية.
ـ حماية الحيوانات الأليفة الصغيرة من الحيوانات المفترسة
أبقِ الأرانب والحيوانات الأليفة الصغيرة الأخرى؛ بالداخل أو في أقفاص بحيث تكون بمأمن من الحيوانات البرية.
ـ إبلاغ السلطات المحلية عن الحيوانات التائهة
اتصل بمسؤولي السيطرة على الحيوانات أو منظمات محلية أخرى لإنفاذ القانون للإبلاغ عن الكلاب أو القطط التائهة.
ـ عدم الاقتراب من الحيوانات البرية
قد تبدو الحيوانات البرية المصابة بداء الكلب غير خائفة من البشر. من غير الطبيعي أن تكون الحيوانات البرية ودودة مع البشر، لذا ابقَ بعيدًا عن الحيوانات التي لا يبدو عليها الخوف.
تجنب وجود الخفافيش بالمنزل. قم بسد أي شقوق أو فجوات والتي يُمكن أن تدخل الخفافيش من خلالها. إذا عرفت أن هناك خفافيش بالمنزل، فاعمل مع خبير محلي على إيجاد السبل الكفيلة بإبقاء الخفافيش خارج المنزل.
ـ عدم نسيان التطعيم ضد داء الكلب في حالة السفر
إذا كان الشخص مسافرًا إلى بلد يشيع فيه داء الكلب وكان يعتزم البقاء هناك لفترة طويلة، فعليه أن يسأل الطبيب عما إذا كان ينبغي له تلقّي تطعيم داء الكلب.
* تشخيص داء الكلب
عندما يعض حيوان مصاب بداء الكلب شخصا ما، فلا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان الحيوان قد ينقل فيروس داء الكلب له، ولهذا السبب، ينصح بالعلاج لمنع فيروس داء الكلب من إصابة الجسم إذا كان الطبيب يعتقد أن هناك فرصة لأن يكون قد تعرضت للفيروس.
* علاج داء الكلب
بمجرد حدوث عدوى داء الكلب، لا يوجد علاج فعال له، وعلى الرغم من أن عددًا قليلاً من الناس قد نجا منه، فإن المرض عادة ما يكون مميتًا، ولهذا السبب، إذا كان الشخص يعتقد أنه قد تعرض لداء الكلب، فيجب عليه الحصول على سلسلة من حقن المصل المضاد لمنع العدوى من الحدوث.
ـ علاج الأشخاص الذين تعرضوا للعض من حيوانات مصابة بداء الكلب
إذا عض حيوان يُعرف عنه أنه مصاب بداء الكلب شخصا ما، فسيحصل على سلسلة من اللقاحات لمنع الإصابة بفيروس السعار، وإذا تعذر العثور على الحيوان الذي عضه، فمن الأفضل الافتراض بأن هذا الحيوان مصاب بداء الكلب. ولكن ذلك سيعتمد على العديد من العوامل، مثل نوع الحيوان والموقف الذي حدث العض فيه.
ـ لقاحات داء الكلب
ومن بينها على الخصوص لقاح سريع التأثير (Immunoglobuline antirabique) للوقاية من الإصابة بالفيروس. يتم إعطاء جزء من هذه الحقنة بالقرب من المنطقة الذي عض فيها الحيوان شخصا ما إذا كان ممكنًا، وبعد العض بأسرع وقت ممكن، سلسلة من لقاحات داء الكلب لمساعدة جسده في معرفة كيفية التحقق من فيروس السعار ومكافحته. يتم إعطاء لقاحات داء الكلب على شكل حقن في الذراع، وسيحصل على أربع حقن خلال 14 يومًا وتحديد ما إذا كان الحيوان الذي عضه مصابًا بداء السعار أم لا: في بعض الحالات، يكون من الممكن تحديد ما إذا كان الحيوان الذي عضه مُصابًا بالسعار أم لا قبل بدء تلقي سلسلة الحقن المضادة لداء السعار. وبهذه الطريقة، إذا اكتشف أن الحيوان سليم، فلن يحتاج إلى تلقي هذه الحقن.
ـ إجراءات تحديد ما إذا كان الحيوان مُصابًا بداء السعار أم لا
وتتمثل هذه إجراءات تحديد ما إذا كان الحيوان مُصابًا بداء السعار أم لا في الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة: هذه الحيوانات التي يمكن ملاحظتها لمدة 10 أيام لمعرفة ما إذا كانت تظهر عليها علامات وأعراض داء السعار أم لا، وإذا ظل الحيوان الذي عض شخصا ما سليمًا في أثناء فترة الملاحظة، فإنه ليس مُصابًا بداء السعار، ولن يحتاج إلى تلقي الحقن المضادة لداء السعار، الحيوانات البرية التي يمكن القبض عليها: الحيوانات البرية التي يمكن البحث عنها وأسرها، مثل الوطواط الذي يدخل للمنزل، يمكن قتلها وفحصها للكشف عن داء السعار. قد تكشف الاختبارات التي تُجرى على دماغ الحيوان الإصابة بفيروس السعار. إذا كان الحيوان غير مصاب بداء السعار، فلن تحتاج إلى الحقن والحيوانات التي لا يمكن العثور عليها: إذا كان لا يمكن العثور على الحيوان الذي عضه، فقد تكون أسلم طريقة هي افتراض أن الحيوان مُصاب بداء السعار وتلقي الحقن المضادة لداء السعار.
* التحضير لموعد الحقن المضادة لداء السعار
ـ في حالة التعرض لعضة حيوان، تطلب الرعاية الطبية للعناية بالجرح.
ـ حتى يصل الشخص إلى الطبيب ينصح بغسل جرحه بلُطف وبعناية بالصابون وبكميات وفيرة من الماء، وقد يساعد ذلك في طرد الفيروس.
ـ إن أمكن لجم الحيوان أو القبض عليه دون التسبب في المزيد من الإصابات، يتم القيام بذلك، ولا يتم قتل الحيوان بخبطة أو طلقة في الرأس، حيث إن الإصابات الناتجة عن ذلك قد تصعّب إجراء الاختبارات المعملية لتحديد ما إذا كان الحيوان مصابًا بالسعار. ثم يتم إبلاغ الطبيب بالقبض على الحيوان الذي عض شخصا ما. ويمكن للطبيب حينذاك أن يتصل بالإدارة الصحية المحلية لتحديد ما ينبغي القيام به مع الحيوان.
التعليقات مغلقة.