صحتك في رمضان: الصيام والصحة الجسمية
إعداد: المرحوم مبارك أجروض
معلوم أن الصيام له أجر كبير في الدين الإسلامي، ولكن كثيرا من الناس يجهلون فوائد الصيام الصحية والوقائية للجسم وأن له دورا كبيرا في المساعدة على التخلص في كثير من الأحيان من بعض الأمراض الوظيفية، في هذا المقال سوف نستدرج الفوائد الصحية للصيام على الجسم.
لقد اكتشف العلم الحديث أهميّة الصيام؛ وانسجامه مع العادات الصحيّة التي تقوّي الجسم وتحميه، وأصبح الأطباء ينصحون المرضى بالصيام لفترات معيّنة من أجل الوقاية من الأمراض وحماية الجسم، هذا بالإضافة إلى الراحة النفسيّة التي يجلبها الصيام لنفس الصائم..
إن الطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها، بل إنه، بعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية، أثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب على الجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل والتنفس والحركة والنوم.
وكما يعاني الإنسان بل كما يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.
والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام ـ والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من اتوقف عن الأكل والشرب ثم بضع ساعات إفطار ـ هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول.
ومن الناحية العلمية الصحية فإن الصيام له فوائد عظمى على الصحة، حيث يساعد على التخلص من الشوائب المتراكمة في جسم الانسان. هناك عدة فوائد للصيام على مستوى الجهاز الوظيفي ومنها:
ـ الكلى
يؤدي الصوم إلى تنقية الكلى والمسالك البولية ويعطيها الوقت المناسب لتجديد ترسانتها الخلوية كي تكون على أهبة الاستعداد لتأمين ما هو مطلوب منها، أي تصفية الدم وطرح البول لطرد الشوائب والسموم، كما أن الصوم يمثل علاجاً مهماً في العديد من الإصابات الكلوية والبولية.
ـ سكر الدم
ينظم الصوم إفراز هرمون الأنسولين الذي تنتجه غدة البنكرياس وهذا له أثره الإيجابي على مستوى السكر في الدم بحيث يبقى ضمن إطاره الطبيعي. والمعروف أن الإكثار من الطعام يلقي عبئاً ثقيلاً على غدة البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين الحارق للسكر، وهذا العبء قد يؤدي مع مرور الوقت إلى عجز الغدة عن القيام بوظيفتها فيتكوم السكر في الدم ويرتفع فوق الحدود المرسوم له ما يعني طبياً الإصابة بداء السكري. إن الإحجام عن تناول الطعام يسهم في ضبط معدل السكر في الدم بحيث يعود إلى مستواه الطبيعي.
ـ الأوعية الدموية
إن الصوم يقلل من نسبة الفضلات والدهون الجائلة في الأوعية الدموية، خصوصاً في الشرايين، ما يسهل تجوال الدم في داخلها، من دون عثرات ولا عوائق. إن الصوم يحد من إفراز هرمونات الغضب (الأدرينالين والنورادرينالين) التي تؤدي إلى تأجيج أرقام الضغط الشرياني نحو الأعلى.
مسك الختام أن فوائد الصيام أمر لا يختلف عليه اثنان، والبراهين على ذلك متعددة، ولكن مهلاً عزيزي الصائم؛ فلكي تحصد الفوائد والمنافع المنتظرة من الصوم لا بد من التقيد بالشروط الآتية:
ـ اتباع نظام غذائي جيد ومتوازن يؤمن للجسم احتياجاته.
ـ عدم المبالغة في التهام الطعام وإلا فعلى الصحة السلام، لأن كثرة التهام المأكولات تؤدي إلى إلغاء العديد من المنافع الصحية للصيام، هذا إن لم تنتفع بها كلها.
ـ عدم الأكل بعد وجبة العشاء فهذا يسبب العديد من الأمراض الوظيفية.
ـ عدم كثرة النوم.
التعليقات مغلقة.