أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عمر الفتاة.. بين تحديات النمو وإشراقة المستقبل

بقلم الأستاذ محمد عيدني

أصوات من الرباط

الإنسان يحدث له تغييرات جذرية عبر مراحل عمره، ولا يختلف الأمر بالنسبة للفتاة التي تمر بمراحل متعددة من النمو تترك بصماتها على شخصيتها، قراراتها، وأحلامها المستقبلية. فكل عمر يحمل تحدياته وفرصه، ولكل مرحلة زمنية خصوصيتها وتأثيرها الذي يرسخ لأسس شخصية المرأة، ويساهم في تشكيل ملامحها الاجتماعية والنفسية.

مرحلة الطفولة: الأساس والتأسيس

تبدأ رحلة الفتاة منذ أيام الطفولة، حيث يتشكل وعيها، وتتكون تصوراتها عن العالم من خلال الأسرة والمحيط. هذه المرحلة تعتبر اللبنة الأساسية لبناء الثقة بالنفس، وتعلم القيم والأخلاقيات. الأسرة هنا تلعب دورًا محوريًا في تزويد الفتاة بحصانة نفسية، وتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات.

مرحلة المراهقة: الهوية والتحديات

تُعد فترة المراهقة من أصعب المراحل، فهي مرحلة التغيرات الجسدية، النفسية، والاجتماعية. خلال هذه الفترة، تتساءل الفتاة عن هويتها، وتبحث عن مكانتها داخل المجتمع. قد تترتب على هذه المرحلة اضطرابات هرمونية، وصراعات داخلية، بالإضافة إلى محاولاتها لإيجاد توازن بين تربية الأسرة، ومتطلبات العصر الحديث. هنا تظهر أهمية التوجيه والدعم النفسي للحفاظ على توازنها النفسي واستقرارها الذهني.

مرحلة الشباب: البناء والاستقلالية

حين تصل الفتاة إلى عمر الشباب، تكون على أعتاب بناء شخصيتها بشكل مستقل. تتسع خياراتها، وتبرز طموحاتها، وتبدأ في تحديد مساراتها المهنية والاجتماعية. هذه المرحلة تتسم بالمزيد من الحرية والمسؤولية، وتتطلب دعمًا من المجتمع والأسرة لإشاعة الثقة وتمكينها من استثمار إمكانياتها. فالفشل أو التردد في هذه المرحلة قد يؤدي إلى آثار نفسية واجتماعية، تمس مستقبلها بشكل كبير.

مرحلة النضوج: الرؤية والاستقرار

عندما تصل الفتاة إلى مرحلة النضوج، غالبًا ما تكون قد تكونت شخصيتها، وأصبحت قادرة على اتخاذ القرارات المستقلة. هنا تتجه إلى بناء أسرتها، وتحقيق ذاتها من خلال الممارسات المهنية، أو الاندماج في المجتمع بشكل فعال. استقرارها النفسي، وتوازنها الثقافي، وتقبلها لذاتِها، تعتبر من عوامل نجاحها واستقرار المجتمع بشكل عام.

التحديات التي تواجه الفتاة في كل مرحلة

رغم أن لكل مرحلة خصوصيتها، فإن هناك تحديات مشتركة من أبرزها: ضعف التوعية، ضغوط المجتمع، المفاهيم التقليدية، وعدم توفر فرص العمل أو التعليم، وتعاطي بعض البيئات الضاغطة مع الفتاة بشكل غير إنساني. لذلك، فإن ضرورة توفير بيئة داعمة، وتوجيه مهني ونفسي مهم جدًا لمساعدة الفتيات على تجاوز العقبات.

ختامًا: المستقبل بين يديها

لا شك أن سنها لا يُحدد قيمتها، وإنما عزيمتها، طموحها، وطريقة تعامُل المجتمع معها. فكل مرحلة عمرية تضع فيها الفتاة بصمتها، وكل تجربة تلعب دورًا في تشكيل مستقبلها. لذلك، من الضروري أن يكف المجتمع عن النظر إليها من منظار التحديات، ويرى فيها مصدر قوة، وإمكانيات، ومواطن إشعاع، تساعد على بناء مستقبل واعد، ينعكس إيجابيًا على الوطن بأسره.

التعليقات مغلقة.