خمس سنوات من تجربة دار الشعر بمراكش”
الأستاذ رشيد المصطفى رئيس قسم التعاون بوزارة الثقافة والشباب والرياضة
يتوقف عند خمس سنوات من التعاون الثقافي المشترك بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة
اعتبر الأستاذ رشيد المسطفى، رئيس قسم التعاون بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، أن دار الشعر بمراكش تمثل نموذجا حيا للتعاون الثقافي المشترك، وفيها “تجلّت معاني العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين” المغرب والامارات. ضمن احتفاء الدار بالذكرى الخامسة لتأسيسها، نظم نهاية شهر شتنبر، أعرب رئيس قسم التعاون الثقافي بالوزارة، عن سعادته بالحضور في لقاء احتفائي رمزي بمرور خمس سنوات من تجربة تأسيس دار الشعر بمراكش، رغم الظرفية الاستثنائية التي تمر منها بلادنا.
واستعرض الأستاذ المسطفى، أمام ثلة من الشعراء والنقاد والإعلاميين المغاربة جاؤوا لتقديم شهاداتهم ومداخلاتهم حول تجربة دار الشعر والشعراء المغاربة، الجوانب التحضيرية الإدارية والقانونية والمؤسساتية لهذه الشراكة، خصوصا إشرافه على إعداد وتحضير الأسس البروتوكولية بتنسيق مع مصالح وزارة الخارجية المغربية. لقد كان الغرض من إحداث دور وبيوت للشعر في العالم العربي، بمبادرة كريمة من سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فتح فضاءات ثقافية تلتقي فيها تجارب شعرية من مختلف الأجيال، وإثراء الحركة الشعرية العربية. وبعد نجاح تجربة تطوان، تولدت إرادة تأسيس دار ثانية في مراكش، وهو ما اعتبره الأستاذ رشيد المسطفى سابقة بكل المقاييس.
كما نوه الى أن دار الشعر بمراكش هي مؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الثقافية، وليست بمعزل عن السياق الثقافي المغربي. ولعل تجربة الدار اليوم، بانفتاحها على العديد من المؤسسات، باقتراح آنذاك من السيد الوزير محمد الأعرج، والتوجه الى اقتسام جهات المملكة حيث اختصت دار مراكش بالعمق الجنوبي المغربي. وسجل الأستاذ المسطفى العمل الكبير، الذي قامت به إدارة دار الشعر بمراكش، والتي أعطت دينامية جديدة للفعل الثقافي، سواء من خلال الاحتفاء برواد الشعر المغربي والتجارب الجديدة، وأيضا الانفتاح على المؤسسات الاجتماعية والثقافية ومن خلال برمجتها الغنية والثرية.
وشهد هذا اللقاء الاحتفائي، تقديم عرض “معطيات وإحصائيات”.. حول تجربة دار الشعر بمراكش (2017-2021)” قدمه الشاعر والإعلامي عبدالحق ميفراني، مدير الدار، وهو عبارة عن عرض توثيقي بالصور ورسومات بيانية وإحصائيات، لمسيرة خمس سنوات من تجربة الدار. مقدما استراتيجية الدار وأهدافها وبرامجها وفقراتها، معرجا على العديد من الإحصائيات (الانتماء الجغرافي والجيلي والحساسيات والتجارب..)، ضمن انفتاح الدار على شجرة الشعر المغربي. منتهيا الى رهاناتها المستقبلية، في ترسيخ مكانة دار الشعر بمراكش ضمن المؤسسات الثقافية الفاعلة مغاربيا وعربيا وافريقيا وعالميا، وخلق فضاء ثقافي يضم (مكتبة الدار الشعر المغربي، فضاء الورشات، قاعة للعرض متعددة الوسائط: اللقاءات الشعرية، الندوات، والعروض الفنية، الإدارة)، السعي الى رقمنة مكتبة الشعر المغربي لتوفير عناوينها أمام الباحثين والدارسين والشغوفين بالشعر والأدب، وإطلاق الموقع الالكتروني لدار الشعر بمراكش، الى جانب ضمان دورية منشورات دار الشعر بمراكش، خصوصا إطلاق مجلة شعرية (ورقية ورقمية)، وإنشاء أكاديمية دار الشعر بمراكش (للتكوين في مجال الكتابة الشعرية) (خاص للأطفال واليافعين والشباب والمهتمين).
وشكل هذا اللقاء، الانطلاقة الفعلية للبرنامج الشعري الخامس لدار الشعر بمراكش، بعدما أعلنت عن “دخولها الثقافي المبكر” من خلال فقرة “الأبواب المفتوحة” (بين 6 و16 شتنبر) . لقد اختارت الدار، منذ تأسيسها بأيقونة المدن الكونية مراكش، أن ترسخ استراتيجيتها الخاصة من خلال التركيز على خطين أساسيين: وظيفة الشاعر ودوره في النسق الثقافي العام، وحضور الشعر ضمن المنظومة الإجتماعية والثقافية . خطان موازيان يرسمان، ومن خلال البرمجة الشعرية الغنية، جزء من هذا الزخم الإبداعي والنقدي، في مغرب ثقافي مليء بالتحولات . كما يمثلان رافداً أساسياً للاقتراب من غنى التجربة الشعرية المغربية، بزخم متعدد (فصيحاً، زجلاً، أمازيغية، وحسانية)، وأيضاً بما تطرحه من أسئلة وقضايا تهم الخطاب النقدي الشعري.
التعليقات مغلقة.