أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ملاعب القرب بويسلان … بقرة حلوب تعطي بسخاء 

مكناس: محمد بنكبيرة

 

إذا سألت طفلا أو شابا بمدينة ويسلان عما هو مطلبك من المجلس البلدي فالأكيد و بدون ذرة شك ستكون الإجابة هي “مجانية ملاعب القرب” و جعلها متاحة في وجه جميع الأطفال و الشباب لكي يمارسوا رياضتهم المفضلة، ألا وهي رياضة كرة القدم وبكل حرية .

لكن الأمر ليس بهذه السهولة في ويسلان، فعلى من أراد الاستفادة من ملاعب القرب أن يدفع ثمن المباراة و كأنه يقتني تذكرة لحضور فيلم سينمائي، فهنا يمكننا أن نطرح عدة أسئلة جوهرية، مدى قانونية هذ الفعل؟ و من يستفيد من هاته الأموال المستخلصة من جيوب الأطفال و الشباب؟ و من يدبر هاته الملاعب و من خول لها ذلك؟.

كلنا نعرف أن ملاعب القرب أنجزت من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع وزارة الشباب و الرياضة و مجلس الجهة و الجماعة التي وفرت الوعاء العقاري، وأنها جاءت في إطار تشجيع الشباب و الأطفال على ممارسة الرياضة، و ليس في إطار اغتناء بعض الجهات منها، والتي حولتها لمناجم قرب تدر عليها أموالا باهظة بدون حسيب ولا رقيب، بل بدون موجب حق.

حيث تم تفويض ملاعب القرب بويسلان لبعض الجمعيات على حساب الأخرى لتستفيد منها و تغتني من ريعها دون استوفاء حتى شروط دفتر التحملات، بل وضعت هاته الجمعيات أثمنة مبالغ فيها أمام من يريد اللعب كما لو أنها قطعة أرض خاصة يتم استغلالها وفق مصالحهم و مآربهم الخاصة .

المسؤولية تطال حتى المجلس البلدي باعتباره الساهر على مراقبة عمل الجمعيات المفوض لها تدبير ملاعب القرب فلا يمكنه أن يتنصل من مسؤوليته و يحمي الجمعيات ،اللهم إن كان يستفيد هو الآخر بشكل من الأشكال من ريع الملاعب . فهل نسيت الجمعيات ما قاله وزير الشباب و الرياضة مولاي حفيظ العالمي سنة 2019 في قبة البرلمان حينما قال ” ملاعب القرب مجانية” أو أن كلمة الوزير لا تعنيهم و لا تنطبق على ملاعب القرب بويسلان التي حولوها لمشاريع كثيرة الدخل .

ليس معقولا و لا مقبولا أن يظل أبناء ويسلان يدفعون فاتورة اللعب لجمعيات تغتني من جيوبهم بدون موجب قانوني، فعلى الجهات المختصة أن تسرع لسحب البساط من تحت هؤلاء حتى يستيقظوا من النوم وسط العسل.

عادت ملاعب القرب بويسلان في نظر الجمعيات هي تلك البقرة الحلوب التي تعطي بسخاء كبير لا منقطع.

تعليق 1
  1. […] post ملاعب القرب بويسلان … بقرة حلوب تعطي بسخاء  appeared first on جريدة […]

التعليقات مغلقة.