أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

من الفقر والمرض إلى النجاح: رحلة الشجاعة نحو تحقيق الأحلام

بدر شاشا

من الفقر والمرض إلى رواية نجاح ملهمة، تكونت حكايتي على ضفاف الصعوبات والتحديات، في أوائل طفولتي، كانت أيامي تتسم بالسعادة والراحة، حتى جاء يوم توقف فيه والدي عن العمل، فتغيرت حياتنا بشكل كامل، بدأت رحلة الفقر، حيث كانت الأمور تتدهور يوما بعد يوم.

 

 

كانت عائلتي تعيش في منزل بسيط، ولكن عندما توقف مصدر الدخل، تحولت الظروف إلى جحيم، كنت أعيش في مكان يفتقر للأمان والراحة، وكلما كانوا يحظون بلحظات الفرح والرفاهية، كنت أنا وعائلتي نعيش في ظل ظروف قاسية، حيث كانت المطر يتساقط علينا في منزلنا البسيط ونحن نائمون.

في هذا السياق، قرر والدي البحث عن عمل جديد، لكن الرد القاسي من جدتي أضاف صعوبات إضافية، رفضت مساعدتنا وأغلقت الباب في وجه والدي، تاركة إياه يواجه تحديات الحياة بمفرده، في تلك اللحظة الحرجة، استجابت أمي للظروف بشجاعة، وبدأت في العمل لضمان تعليمنا.

كنت أعيش وسط التحديات، حيث كنت معرضًا للاستهزاء والضرب في المدرسة، حتى في اللحظات التي كنت فيها بحاجة إلى الدعم، وجدت نفسي وحيدًا، فلم يكن لدى عائلتي القدرة على مساعدتي.

ومع انتقالنا إلى الحياة في الضيعة الفلاحية، زادت التحديات ولكنني واصلت مواجهة الصعاب بإصرار، حملت الماء لمسافات طويلة وجاهدت من أجل البقاء على قيد الحياة، كانت الليالي باردة ومظلمة، لكن إرادتي كانت شمعة تضيء طريقي نحو الأفضل.

رحلتي الصعبة لم تكن سهلة، ولكنها علمتني دروسًا قيمة عن الصمود والتحدي، كنت أصغر من أن أفهم الحياة، ولكنني استمريت في تقبل تلك الظروف الصعبة بروح إيجابية، وفي هذا السياق، ألاحظ اليوم كيف أن الأوقات الصعبة شكلتني وجعلتني أقوى وأكثر إصرارًا.

حينما وصلنا إلى المدينة، واجهت تحديات جديدة، ولكن هذه المرة كنت أملك الخبرة في التعامل مع التحديات، درست بجد وأصبحت قويًا أكثر فأكثر، وبفضل تحصيلي العلمي، أمكنني الالتحاق بالجامعة وتحقيق حلمي بالتعليم العالي.

لكن التحديات لم تنتهِ بعد، فقد واجهت صعوبات في الجامعة، ولكنني تعلمت كيفية التغلب على الصعاب وتطوير نفسي، حصلت على الإلهام من رحلتي، وبدأت أشعر أن هناك قوة داخلية تدعمني لتحقيق المزيد.

أثناء دراستي للماجستير، قمت بمشاركة تجربتي في الحياة وفقري في مقالات وندوات، لألهم الآخرين بروح الإصرار والتحدي، وفي هذا السياق، اكتسبت تقديرًا واحترامًا من قبل زملائي وأساتذتي.

اليوم، وبفضل الله وإصراري، أنظر إلى ماضيي بفخر ورغم التحديات، إلا أنني نجحت في تحقيق أحلامي، الفقر والمرض لم يكونا نهاية القصة، بل كانا بداية رحلة النجاح والتألق.

إن رغبتي القوية في التعلم والنمو الشخصي، جنباً إلى جنب مع تجاوز التحديات الحياتية، جعلتني الإنسان الذي أنا عليه اليوم، أؤمن بأن أي شخص يستطيع تحويل الظروف الصعبة إلى فرص، إن كانت لديه إرادة قوية واستعداد جدي للعمل.

يكمن الجوهر في أن نحمل تلك القصص ونشاركها، فربما تكون مصدر إلهام لشخص آخر يواجه التحديات اليوم، قد تكون رحلتي تحفيزًا لمن يشعر باليأس، تذكيرًا بأن هناك دائمًا فرصة للتحول وتحقيق النجاح.

رغم فقرنا وعوزنا، كان والدي يبذل قصارى جهده لتأمين القليل من الطعام، ورغم قساوة الأيام، لم يتخلى عن الأمل والعناية بتعليمنا، على الرغم من كل الظروف القاسية، تمكنت من إكمال دراستي، وقدمت نفسي للقنيطرة وحصلت على الشهادات العليا بتفوق.

الفقر، بالنسبة لي، كان درسًا في الصمود والتحدي، حيث كانت هذه التجربة القاسية تظهر لي من حقا يحبني بصدق ومن يسعى لمصلحته الشخصية.

اليوم، أفتخر بأنني تغلبت على كل الصعاب وحققت أحلامي؛ النجاح الذي تحقق بفضل الإرادة والتحصيل العلمي يظهر أن الحياة قادرة على تحويل أصعب اللحظات إلى فصول من النجاح والسعادة.

التعليقات مغلقة.