حول نوال السعداوي

اثير كثير من الجدل حول اللقاء الفكري الاخير الذي عقد في مدينة طنجة، والذي كان قد استضاف المفكرة المصرية الدكتورة نوال السعداوي.

ونوال معروفة بنقدها الشديد للعديد من المظاهر الاجتماعية و الفكرية في العالم العربي الاسلامي ،و من ابرزها قضية المراة و الدين.وحول الموضوع كانت اغلب ردود الفعل من التوجهات الدينية وما جرى في فلكها، حيت انها لا ترقى الى مستوى الانتقادات و التحليلات الفكرية بقدرما هي تشهير و تجريح و سب في حق السيدة،ومعروف على نوال انها من دعاة التحرر الجنسي و اعتبار الحجاب عبودية وهكذا مواقف جريئة.

وعلمتنا الفلسفة احترام كل ما يخالفنا في الراي ،و الرد بالمنطق بعد الفهم العميق للموضوع، لهذا سيكون تدخلنا الوجيز هو تحليل فكري اكثر من هو رد فعل عاطفي مؤدلج.

وانا شخصيا كنت في مرحلة من المراحل معجب نسبيا بالسيدة نوال السعداوي، كتنويرية  عربية. و احترمها واقرأ من ما كتبت من روايات ،و اتابع محاضراتها على اليوتيب.الا ان هذا الاعجاب بدأ يضمحل حينما قالت في محاضرة المراة و الجنس،”ليس من واجب المراة ان تنام مع زوجها في سرير واحد.”وجدت هذه العبارة غريبة شيئا ما ،الا انني وقفت كثيرا في مساري البحثي عند كتاب للمرحوم جورج طرابشي،بعنوان “انثى ضد الانوثة” .

كان ذلك الكتاب هو الطلاق النهائي بيني و بين فكر نوال  السعداوي.معروف على المرحوم جورج طرابشي تحليله الفكري بالمنهج الفرويدي ،وهو مدرسة في علم النفس التحليلي.وعند جورج طرابشي كتب اخر يحلل فيه الرواية العربية على ضوء المنهج التحليلي في علم النفس.المهم ان النتيجة التي خرج بها المفكر السوري الراحل جورج طرابشي عند تحليله لفكر نوال السعداوي في الكتاب المذكور، هي ان نوال السعداوي في تهجمها على المجتمعات الذكورية و انتقاداتها لبعض ممارسات الرجال في ، كنهها تبطن كره للرجل و الانثى معا .و تدعي شعوريا انها تخدم قضايا المراة و النساء باعتبارهم الجنس المضطهد و مستعمرة الرجال، الا انها تكره الانثى لاشعوريا و تفتقر الى الانوثة و لا تعرف معناها الحقيقي و بقيت تردد عبارات جافة منذ السبعينات او قبل.

وهذا يذكرني بالتحليل النفسي الذي قام به نتشه للفيلسوف اليوناني سقراط،في كتابه “افول الاوثان”،بحيث يتعاطف القارئ مع سقراط باعتباره شهيدا للحقيقة ومدافعا عن الفلسفة،الا ان سقراط و انطلاقا من منظره البشع و موقعه من داخل  المجتمع الاتيني ،هو كاره للحياة يستعجل الموت و لم يكن سقراط طبيب بل كان مريضا و الموت وحده هو الطبيب.

والعديد من النساء و الرجال يسيرون وراء هذا الفكر ،الذي اصبح في ذمت التاريخ.وهذا ما اشار اليه الاستاذ مصطفى الشكذالي في تدوينته على الفايسبوك، قبل ان اجمع افكاري واكتب هذه السطور.

السعدي سعيد

التعليقات مغلقة.