الرشيدية…تاريخ وطاقات بشرية في طي النسيان

لا احد يجادل في كون الثروة الحقيقية لمدينة الرشيدية تكمن بالاساس في موارده البشرية وقيم الجد والمثابرة التي حملت كثيرا من أبناء المنطقة من أسفل السلم الاجتماعي إلى أعلاه. وقد أصبح هذا الواقع ميسما ميز على الدوام المنطقة وأبنائها، لدرجة أن الراشيدية تعتبر لدى عموم المواطنين مرادفا للتفوق الدراسي خاصة في التخصصات العلمية والتقنية.

لكن مع ذلك، فان الاقليم لازال ضمن خانة المناطق المنسية والمهمشة في المغرب بحيث لازال يفتقر إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية التي تسمح بتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وثقافي مستدام.

وبحسب ارقام مندوبية الحليمي،  فان منطقة الراشيدية بمدنها وبلداتها وقراها  تحتل موقع الصدارة في خريطة الفقر ببلادنا حيث فرص الشغل تكاد تكون منعدمة باستثناء الفلاحة المعيشية التي تعتبر في واقع الأمر مجالا للتنفيس وتزجية الوقت الذي يمر ببطء شديد، لذلك نجد ان  الأسر لم يبق أمامها سوى ميدان التعليم بصفته المجال الوحيد المفتوح نسبيا أمام فلذات أكبادها لتدارك حرمانهم و تقليص الفجوة مع المغرب النافع.

على انه بالرغم من ذلك، وبالرغم من ويلات الاهمال والتهميش والسياسة الاقصائية الممنهجة،والتي تجسدت في الآونة الاخيرة في تاخر صرف منح طلبة كلية العلوم والتقنيات بالمقارنة مع نظرائهم في المدن الجامعية الاخرى، فان الطلبة مصرين  على الإنغماس في متابعة دروسهم وتقوية قدراتهم التعليمية في انتظار ان تنال المنطقة  ولو النزر اليسير من السياسات العمومية والبرامج الحكومية.

مصطفى يوسفي

 

التعليقات مغلقة.