إننا في النهاية نظفر بحصاد الهشيم..

د.عبد الرحيم العطري

لا حق لنا في الاستغراب، لا حق لنا في استنكار ما صدر عن بعض يافعينا، من إهانة للعلم الوطني، لا حق لنا في إبداء الامتعاض من “بؤس” سلوكهم الاحتجاجي، وخروجه من سجل السلمية إلى العنف في بعض الأحيان. إننا في النهاية نمضغ العنب المحصرم، ونظفر بحصاد الهشيم. ما زرعناه عن طريق “رشيد شو” و”ساعة في الجحيم” و”مورنينغ مومو” و”الخواسر” و”سوحليفة” و”اخطر المجرمين”، و كل ممكنات الرداءة والتتفيه، ها نحن نتذوق علقمه. ما زرعناه بقتل السياسي وتحوير الجمعوي وتبخيس النقابي، نحصده فراغا وعجزا عن تصريف آليات الوساطة.

ماذا ننتظر من جيل يتلقى يوميا سيلا من الالتباسات على مستوى بناء القدوة وتحديد معايير النجاح الاجتماعي؟ جيل نقول له باستمرار بأن أعز ما يطلب هو الفوز في “ماستر شاف” و”للا العروسة” و”سطار أكاديمي” و”القدم الذهبي”. فعندما يصير “نيبا” وغيره من ال “البوز” والتمشهدية الخائبة عنوانا للمرحلة، من الطبيعي ان يحدث ما حدث، وأن تتواصل الخسارات بصيغ فجة. لقد كتبنا احتمالات اليوم والغد، منذ زمن بعيد. فلا داعي للاستغراب، ولا داعي للامتعاض.
لنعترف بأنهم أبناء هذا الوطن، وأنهم نتاج طبيعي لسوء أحوال سياسية بالدرجة الأولى، فلا شيء خارج السياق، السياق هو الكفيل بإنتاج المعنى.

التعليقات مغلقة.