المغرب-روسيا: مرحلة جديدة على مستوى التقارب الاستراتيجي

لم تدم الزيارة الرسمية التي قام بها لافرف الى المغرب سوى 24 ساعة، وهي الزيارة التي تندرج في اطار جولة اقليمية.

المغرب لم يكن الوجهة الرئيسية للدبلوماسي الروسي، بل كان مرحلة. لافروف انطلق في جولته المغاربية من الجزائر، الشريك التقليدي لروسيا منذ عدة عقود، حيث ترطهما علاقات متعددة الاوجه ثقافية، عسكرية- تقنية بخسب ما جاء على لسان لافروف.

اما بالنسبة للمعرب فهو شريك بدا في النمو. فمنذ بضع سنوات طالبت المملكة باعتماد دبلوماسية تتميز بالحياد والتوازن بين القوى الاقليمية والدولية.

في مارس 2016، قام محمد السادس بزيارة رسمية لروسيا توجت بتوقيع 16 اتفاقية واطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين.

بعد المغرب توجه لافروف الى تونس الذي سيحتضن في مارس القمة العربية المقبلة، وهو حدث هام بالنسبة لروسيا.

اهتمام روسي بالعالم العربي وافريقيا

كانت روسيا الرابح الاول من الماساة السورية. فقد كانت البلد الوحيد الاكثر مناورة بحيث توجد اليوم جميع الاوراق بين يديها. كما ان حضورها السياسي والعسكري في سوريا لن يكون لمدة قصيرة. فمستقبل سوريا يتوقف اولا على روسيا، تركيا وايران بعد ذلك.

وفي الواقع فان كل من لافروف وبوتين استغلا اخطاء الامريكيين من اجل السيطرة على الميدان. وتسعى روسيا-بوتين اليوم الى عودة سوريا الى الجامعة العربية.

بالاضافة الى حضورها في دمشق، عملت روسيا على تحسين علاقاتها مع الرياض. وبالرغم من ذلك تعتبر السعودية الحليفين الرئيسيين لموسكو في المنطقة، ايران كعدو وتركيا كخصم.

وبخصوص افريقيا، فقد بدات موسكو عودتها الى افريقيا من خلال مشاركتها على اعلى مستوى في قمة جوهانسبورغ في يوليوز 2018 ثم من خلال تنظيم منتدى اقتصادي روسي افريقي.

وتجدر الاشارة الى ان عودة موسكو الى العالم العربي وافريقيا لم تتم على النحو الذي كانت تتم عليه ايام الحر ب الباردة، بل تتم بطريقة سلسة ومرنة عن طريق التاكيد على المبادلات، المصالح المشتركة، ضرورة استقرار عالم متعدد الاقطاب، حل النزاعات عبر التفاوض، التجارة..

وتتوفر موسكو على امكانيات هائلة: فهي عضو دائم في مجلس الامن، منتج للغاز والبترول، منتج للاسلحة المتطورة.

على المستوى الجيواستراتيجي، تعيش ليبيا وضعية عدم الاستقرار والفراغ السياسي. وتعتبر ليبيا هدفا حقيقيا للطموحات الروسية.

العلاقات المغربية- الروسية

المغرب يعتبر بالنسبة لروسيا المدخل نحو افريقيا والعالم العربي، فهو يضمن الاستقرار لشمال غرب افريقيا ولجزء من افريقيا جنوب الصحراء. وهذه العناصر سبق ذكرها في العديد من التصريحات.

بالنسبة للمغرب تعتبر قضية الصحراء اولوية. ولايمكننا في هذا الصدد ان لا نقارن بين ماحصل عليه الجزائريون والمغاربة من تصريحات لافروف.

فابالعودة الى الندوتين الصحافيتين، فان لافروف ظل حذرا. حيث اعاد تكرار قرارات الامم المتحدة بخصوص القضية. وبالنسبة لحليف تقليدي مثل الجزائر، فان ذلك يعتبر فشلا له.

في اكتوبر 2018 امتنعتروسيا عن التصويت على الصحراء |، وهو موقف في صالح المغرب.

ثلاث سنوات بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وبعد مرور 13 سنة عن الزيارة السابقة لوزير الشؤون الخارجية الروسي يجد البلدان انفسهما اليوم على اعلى المستويات

اهداف المغرب واضحة. لاسيما تاكيد الطابع الاستراتيجي للشراكة، وضع هياكل فعالة للحوار، توضيح الموقف الروسي من قضية الصحراء.