تضامن دبلوماسي….

عبد العزيز العبدي

سعادة السفير الدكتور حسن طارق،
تحية العمل والأمل،


تحية شهداء الحركة الاتحادية، الذين أسلموا الروح من أجل بناء دولة الحق والقانون،
ومن أجل سيادة الارادة الشعبية، ممثلة في دعم موقع رئيس حكومة منتخب شعبيا وسيادة دستور مختار شعبيا بدوره…


أجدني مضطرا، والله حتى مضطرا، لأن أبارك لكم تعينكم المولوي كسفير للمغرب في دولة تونس الجميلة، وأعلن بذات الوقت تضامني معكم في محنة تعينكم هذا…. 
لا أدري كيف تتساكن في شخصكم المثقف والمناضل، فكرة انتقاد صور الخرق الذي مورس على الدستور منذ اقراره عقب حراك العشرين فبراير الذي تحل ذكراه التاسعة قريبا، وظهير تعينكم الذي يبطن استفرادا بجزء من تدبير الشأن العمومي المتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة والتي من المفروض أن تعكس جزء من برنامج القوى المنتخبة ديمقراطيا، لكن شاءت الأقدار أنه في لحظات تنزيل مقتضيات الدستور، وجد على رأس الحكومة صديقكم وعرابكم الجديد، الفقيه بنكيران، الذي سلم الجرة بما فيها في سياق ما عرف بما للملك للملك وما لبنكيران لبنكيران…. ما وقع شيء، نحمد الله عليه ونقبله بما فيه، وتعينكم وقبولكم به شيئ آخر لا يمكن سوى الاستغراب ضده…


لا علاقة لكل ما سبق بالتضامن معكم، ولا تعره اهتماما، هي هلوسات عدمي لا غير…
الأساس هو أن أتضامن معكم ضد ألسنة السوء، التي توعز واقعة تعينكم كسفير إلى موقفكم من قضية صديقكم توفيق بوعشرين، والذي استنجد بكم، في لحظة فطن فيها إلى ضخامة وحدة السكين الموضوع على رقبته، فأفشى سر ما زعم أنه رسالة توصل بها من طرفكم، تحذرونه من ما يحاك ضده….


شخصيا لا أعتقد أن توفيق بوعشرين بالبلادة حتى يختلق كذبة مثل هذه، وأعتقد أنه حتى لو لم يأخذ بها في مجريات القضية، إلا أن جزء كبيرا من الرأي العام يصدقها، وأخطر من تصديقها هو ربط اسمكم بجهاز مخابرات أقل ما نتج عنه هو نقل المعلومة دون البحث عما هو أخطر وأمر….


ليذهب توفيق بوعشرين إلى الجحيم، وليذهب حامي الدين بدوره إلى الجحيم، حتى وأنتم توقعون عريضة المساندة معه…. فكل هؤلاء ليسوا بالمهمين….


أتضامن معكم أيضا في تعينكم هذا لما ستعانون منه في تونس، فبالاضافة إلى المأكولات التي تلسع بحرورتها، نظرا لتواجد الهريسة في كل ما يطبخونه، سيكون دوركم كالقابض على الجمر كي لا تنزلق تونس إلى موقف عدائي للمغرب في قضيته الوطنية…. 
تونس بلد تعلن ما يسمى الحياد الايجابي في قضية الصحراء، لكنها في نفس الوقت تبدي مواقف شبه متعاطفة مع الجزائر، فقد رفض رئيس وزراءها أن يستقبله الملك في مدينة الداخلة، كما تحدث عن الصحراء الغربية ورفض نعتها بالمغربية، دون أن ننسى الاحداث التي وقعت في المنتدى العالمي الشبابي حيث تراشق وفد البوليساريو مدعوما بالجزائر ووفد المغرب بالحجارة والكراسي، وانحازت تونس إلى الجزائر والبوليساريو….


سيكون موقفك صعبا ويستلزم التضامن، وتونس تتقارب والجزائر في مبادرات تعاون مشترك لمحاربة الارهاب على حدوديهما المشتركة، ثم والجزائر تزود مدينة تونسية تقع على حدودها بالغاز مجانا في إطار ما سمته عربون حب وإخلاص للشعب التونسي….
أتمنى أن لا يقع هذا الانزلاق في عهدك، حينها لا قدر الله سيرفع ضدك هاشتاغ فيه بيع الصديق وبيع الوطن….. وأنت لا خرقة لك لتحمل كل هذه الأعباء….
الخرقة تقرأ بالدارجة…
وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير…

التعليقات مغلقة.