أفعال تدمر القدرات العقلية

إعداد مبارك أجروض

يعد المخ البشرى بمثابة وحدة التحكم الرئيسة في جسم الإنسان شأنه شأن أي عضو في الجسم يتأثر بالصحة العامة للفرد وحالته النفسية أيضا وبالتالي يتأثر ببعض العادات الخاطئة والعوامل البسيطة التى قد لا يهتم بها الفرد في حياته اليومية.

لقد فرضت التكنولوجيا الحديثة مجموعة من العادات السلبية على حياتنا، مما ينعكس بشكل سلبي على صحة أدمغتنا وقدراتنا العقلية والمعرفية، في هذا الصدد أشار بعض الخبراء إلى مجموعة من العادات اليومية الضارة التي من الممكن أن تدمر خلايا المخ.

مجموعة من العادات السلبية التي يجب التحذير منها، لدورها المدمر على صحة الدماغ والقدرات العقلية:

* عدم تناول وجبة الإفطار

يلجأ البعض إلى عدم تناول وجبة الإفطار خاصة أثناء اتباع نظام غذائي خاص لإنقاص الوزن وهو ما يهدد بالإصابة بتدهور في وظائف المخ لأن الانقطاع عن تناول الطعام لفترة طويلة يتسبب في حدوث نقص في المغذيات بالجسم وبالتالي يؤثر تأثيرا سلبيا على إمداد خلايا المخ بالأكسجين الكافي للقيام بوظائفه فيصاب بتدهور في جميع وظائفه، كما ينذر إهمال تناول وجبة الإفطار بالعديد من المخاطر على المدى البعيد من أهمها تدمير خلايا المخ بسبب الاستمرار في عدم وصول الإمداد الكافي للأنسجة المغذية للمخ وبالتالي يقلل من كفاءة المخ في المستقبل. ويتسبب أيضا في تعكر المزاج لأن عدم تناول وجبة الإفطار يضعف طاقة الجسم بسبب نقص مستويات السكر في الدم فيشعر الفرد بالتعب والإرهاق ويؤثر ذلك على حالته النفسية بوجه عام.

* الخمول البدني

يرتبط الخمول البدني بمجموعة من المشاكل الصحية المزمنة، مثل أمراض القلب والسمنة والاكتئاب والخرف والسرطان. وتشير دراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب المقارن إلى وجود صلة بين الخمول والانحدار العقلي، فالجلوس لوقت طويل بدون عمل يغير شكل بعض الخلايا العصبية في الدماغ. ويمكن أن يفيد النشاط البدني المنتظم في تنمية القدرات المعرفية، من خلال زيادة المواد الكيميائية في الدماغ التي تعزز الذاكرة وقدرات التعلم.

* تعدد المهام

تشير بعض الدراسات إلى أن تنفيذ عدة مهام في وقت واحد، وخاصة في عصر سيطرت فيه الهواتف المحمولة والتكنولوجيا الحديثة على حياتنا يمكن أن يكون سيئاً على إنتاجيتك، والأكثر خطورة أن هذه العادة تعيد تشكيل التوصيلات في الدماغ وتجعل المهام التي ينفذها أقل فاعلية. إن تعدد المهام قد يؤدي أيضاً إلى زيادة هرمون الإجهاد الكورتيزول، بالإضافة إلى هرمون الأدرينالين، والذي يمكن أن يزيد من تحفيز الدماغ بشكل سلبي مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.

* المعلومات الزائدة

يمكن أن يكون الحجم الهائل من رسائل البريد الإلكتروني والتحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي والإشعارات التي نتلقاها أمراً مربكاً، ويمكن أن يتسبب التدفق المستمر للمعلومات والأخبار بمزيد من الضغوطات على الدماغ. يقول جلين ويلسون، الأستاذ الزائر السابق لعلم النفس في كلية غريشام بلندن في أحد أبحاثه إن وجودك في موقف تحاول فيه التركيز على مهمة ما، مع وجود رسالة بريد إلكتروني غير مقروءة في بريدك الوارد، يمكن أن يقلل من معدل الذكاء الفعال لديك بنحو 10%.

* الجلوس لوقت طويل

يعتبر الجلوس من أكثر الاشياء ضرراً على صحتنا، وتشير دراسة جديدة لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى أن الأشخاص الأقل حركة لديهم ضعف في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة. ولقد وجدت الدراسة أن الجلوس ليس خطراً فقط على الصحة الجسدية، بل يمكن أن يكون يؤثر سلباً على بنية الدماغ، وتحديداً سماكة الفص الصدغي الوسطي، ولا يكفي النشاط البدني لتعويض الآثار الضارة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة.

* الشاشات

يمكن أن يؤذي النظر إلى الشاشات طوال اليوم العينين والأذنين والرقبة والكتفين والظهر والمعصمين والساعدين، كما أنه يتعارض مع الحصول على نوم جيد في الليل. ووفقاً للخبراء، فإن الوقت المفرط أمام الشاشات له تأثير سلبي على القدرات الفكرية بالإضافة إلى الرفاهية العاطفية.

* سماعات الرأس

لا يقتصر ضرر الصوت المرتفع للموسيقى الصادر من سماعات الرأس على الأذنين، بل يمكن أن ترتبط مشاكل السمع وخاصة لدى كبار السن بمشاكل في الدماغ، مثل الزهايمر وفقدان أنسجة المخ. وعندما يضطر الدماغ للعمل بجد لفهم ما يقال من حوله، لا يمكنه تخزين ما سمعه في الذاكرة.

* قلة النوم

يمكن أن يكون للحرمان من النوم عواقب وخيمة قصيرة المدى وطويلة الأجل، حيث يمكن أن يؤخر أوقات التفاعل ومستويات الجلوكوز ويؤدي إلى الصداع وضعف الذاكرة واختلال في الهرمونات. وتظهر الأبحاث الحديثة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى تقليص حجم الدماغ. إن النوم ضروري للغاية لصحة الدماغ، فعندما يٌحرم الفرد من النوم الصحي، يؤثر ذلك بشكل سلبي على قدرته على معالجة المعلومات ودمج الذكريات وإزالة السموم.

 

 

التعليقات مغلقة.