أدوية علاجية بارزة لCovid-19 حتى الآن..

إعداد :مبارك أجروض

تجري في الوقت الراهن بحوث جارية للتوصل إلى إنتاج علاجات ناجعة في شتى أرجاء المعمورة على أكثر من 150 عقارا مختلفا، معظمها أدوية مستخدمة بالفعل لعلاج أمراض أخرى، وذلك لاختبار إمكانية استخدامها ضد Covid-19. فلقد أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامج اختبارات، يُطلق عليه “التضامن”، ويهدف إلى تقييم أفضل العلاجات الواعدة. وتقول المملكة المتحدة إن برنامج اختبارات “التعافي” الذي تجريه هو الأكبر في العالم، حيث يشارك فيه أكثر من خمسة آلاف مريض. كما تحاول مراكز بحث في شتى دول العالم استخدام دماء المصابين كأسلوب لعلاج Covid-19.

ومن هنا فإن جل المختبرات وشركات الأدوية، تعكف على تطوير عدد من العقارات المحتملة لعلاج مرض Covid-19 الذي ظهر في الصين، أواخر 2019، ثم تحول إلى جائحة عالمية، وبحسب صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن عددا من الأدوية والعلاجات خضعت للتجربة وأظهرت نتيجة واعدة، لكن التقدم الذي جرى إحرازه ما يزال خطوة بسيطة ضمن مسار طويل نحو إيجاد دواء ناجع وخاص بالوباء.

لكن الأطباء لا يقفون مكتوفي الأيدي في ظل غياب دواء خاص بمرض Covid-19، بل يلجؤون إلى أدوية متوفرة في السوق، وطالما جرى استخدامها في علاج أمراض أخرى. ومن بين هذه الأدوية يوجدُ:

* العلاج الأول: “هيدروكسي كلوروكوين”

في أكبر دراسة من نوعها، توصل مسؤولو فريق طبي في بريطانيا إلى نتائج حاسمة، فيما يتعلق بأشهر عقار محتمل ارتبط اسمه بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة. وأكد الفريق أن تجارب استخدام عقار علاج الملاريا، هيدروكسي كلوروكوين، وغيره، على مرضى Covid-19 أفادت بضرورة عدم استخدامه لعلاجهم، لأنه لا يساعد في شفائهم. وصدرت النتائج، بعد تجارب على 1542 مريضا، وأظهرت ان العقار لم يخفض عدد الوفيات، ولا الوقت الذي يمضيه المرضى في المستشفيات ولا غير ذلك. فبعد 28 يوما من استخدامه، توفي 25.7% من مستخدمي هيدروكسي كلوروكوين، مقابل 23.5% من متلقي الرعاية المعتادة، وهو فارق ضئيل بحيث يمكن ان يكون عارضا. وقال قادة الدراسة، التي أجرتها جامعة أوكسفورد، في بيان أن النتائج “تستبعد بطريقة مقنعة أي تحسن في (معدل) الوفيات”.

* العلاج الثاني: عقار “ديكساميثاسون”

يوجدُ عقار “ديكساميثاسون” الذي يوصف بقصة النجاح ال، لأنه رخيص جدا ومتاح في العالم، واستطاع أن يساهم في إنقاذ أرواح مرضى Covid-19. وكشفت دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد، أن هذا الدواء المصنوع من مركب “الستيرويد” استطاع أن ينقذ حياة واحد من بين كل ثمانية مرضى جرى وضعهم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي في بريطانيا. ويتم تقديم هذا الدواء للحالات الحرجة والأشد خطورة في كافة مستشفيات بريطانيا، وميزته الأبرز هو السعر الرخيص كما أنه متاح في البلاد منذ ستين عاما.

* العلاج الثالث: بلازما الدم

يلجأ الأطباء إلى بلازما الدم المستخلصة من أشخاص أصيبوا ثم تعافوا، لأنها تحتوي على أجسام مضادة للمرض، ولقد أبدى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حماسا كبيرا لاعتماد هذه التقنية، فقام بإعلان موافقة عاجلة من أجل السماح بها، وقال إن من شأنها أن تساعد على تفادي 35% من الوفيات.

* العلاج الرابع: “ريميديسفير”

“ريميديسفير” الذي حصل على موافقة استعجالية في كل من الولايات المتحدة والهند وسنغافورة كما صودق عليه أيضا من قبل الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا من أجل مساعدة المصابين الذين يعانون أعراضا خطيرة. لكن هذا الدواء الذي تصنعه شركة “جيلد ساينسز، يوصف بالباهظ الثمن، وتم تطويره أول مرة لعلاج مرضى التهاب الكبد C لكن تبين أنه غير ناجع بشكل كبير، ثم اقترح بعد ذلك لأجل علاج مرضى إيبولا. وفي أزمة Covid-19، تبين أن هذا الدواء يقلل مدة مكوث المريض في المستشفى من 15 إلى 11 يوما في المتوسط، ومع ذلك، لم يتأكد ما إذا كان هذا الدواء ذا أثر كبير في علاج Covid-19.

* العلاج الخامس: “توسيلي زوماب”

وتخضع عدة أدوية مضادة للالتهاب للتجريب من أجل التأكد من نجاعتها في التخفيف من أعراض Covid-19، لأن Covid-19  يهاجم جهاز المناعة لدى الإنسان، وهذا الأمر يؤدي إلى الالتهاب. ويقدم دواء “توسيلي زوماب” في العادة لمن يعانون التهاب المفاصل “الروماتويدي”، ويعطى على شكل حقنة من أجل كبح بروتين الالتهاب “IL-6”. وفي إيطاليا، ظهر أن المرضى الذين قدم لهم هذا الدواء، في مارس الماضي، استفادوا بشكل ملحوظ وكانوا أقل عرضة لأن يوضعوا تحت أجهزة التنفس الاصطناعي أو أن يفارقوا الحياة من جراء المرض.

* العلاج السادس: ”مثبط إنزيم محول الأنجيوتنسين”

يعتقد الأطباء أن الأشخاص الذين يتناولون حبوبا لارتفاع ضغط الدم من الأفضل أن يواصلوا هذا الأمر عند الإصابة بCovid-19. فلقد كشفت دراسة صادرة عن جامعة “إيست أنغليا” في بريطانيا، أن من يعانون ارتفاع ضغط الدم ويصابون بCovid-19 يكونون أقل عرضة للخطر في حال أخذوا الدواء الذي يعرف بـ”مثبط إنزيم محول الأنجيوتنسين”. وهذه الدراسة لا تعني أن الدواء مفيد للأشخاص الذين أصيبوا بCovid-19 لكنهم لم يعانوا ارتفاعا في ضغط الدم، فاضطروا إلى أخذ الدواء من أجل تخفيف حدة المرض.

* العلاج السابع: أنتيرفيرون بيتا”

وفي وقت سابق، كشفت دراسة بريطانية أجريت في جامعة “ساومثامبتون” أن بخاخا يحتوي على عقار أنتيرفيرون بيتا”، يستخدم عادة في علاج مرض “التصلب المتعدد” قد يكون ناجعا في حالة Covid-19. وجرى طرح هذا المنتوج في 2004، وفي يوليو الماضي، تم الإعلان عن فائدته لمرضى Covid-19، لكن التجارب لم تشمل سوى 101 من المرضى في 9 مستشفيات. وأظهرت النتائج أن من أخذوا الدواء كانوا أكثر قابلية للشفاء كما غادروا المستشفى بشكل مبكر، لكن البيانات المفصلة بشأن العقار لم يجر نشرها بعد، بينما يحتاجُ الدواء إلى مزيد من التجارب السريرية.

التعليقات مغلقة.